243
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

/۴۸۸/ و فائدة الحديث: إعلام أنّ دعاء الغائب للغائب أسرع استجابةً۱.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمرو۲.

۸۱۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَقَلْبُ ابنِ آدَمَ أَسْرَعُ تَقَلُّباً مِنَ القِدرِ إِذَا استَجمَعَت غَلْياً.۳

سُمّي «القلب» قلباً لسرعة تقلّبه عن الأحوال، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: قلب ابن آدم أسرع انقلاباً من القِدر الّتي تغلي۴ بما فيها، فتارةً يعود أعلاها أسفلَها، و اُخرى يعود أسفلها أعلاها، و۵ لا تفتر من ذلك ما دامت تغلي. و «استَجمع» يكون متعدِّياً و غير متعدٍّ، فغير المتعدّي۶ قولك: سَيلٌ مستجمِع ؛ أي مجتمع يَستمدّ من كلّ شعب فيرعَب و يغلب، و تقول۷: استَجمعتُ الشرائطَ في كتابي أي جَمعتها، و استَجمع المستجيشُ كلّ مجمع إذا استنفرهم۸ و جمعهم، و استجمع الفَرس جَرياً متعدٍّ، إلاّ أنّ جرياً ليس بمفعول به، بل هو تمييز، و هذا التمييز يدلّ۹ على المفعول، كأنّه قال: استجمع الفرسُ جميعَ أنواع الجري، و كذلك ما في الحديث كأنّه استجمع۱۰ جميعَ أنواع الغَلْي، و التمييز يدلّ۱۱ على المفعول،

1.. «ألف» : إجابةً .

2.. أي عبد اللّه‏ بن عمرو بن العاص ، كما في بعض المصادر .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۶۶ و ۲۶۷ ، ح ۱۳۳۱ و ۱۳۳۲ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۷ ، ص ۲۱۱ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲۰ ،ص ۲۵۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۳۹۷ ، ح ۱۷۰۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۸ ، ص ۱۱۱ .

4.. «ألف» : يغلى .

5.. «ألف» : ـ و .

6.. «ألف» : فغير متعدٍّ .

7.. «ألف» : يقول .

8.. «ألف» : استقرّهم .

9.. «ب» : بدلٌ .

10.. «ب» : استجمعت .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
242

بنفسه من كلّ طعام، و لو لم يكن اللّه‏ تعالى قد جعله شائعا۱ كثيراً في الملاحات مباحاً في الباحات، و لو۲ كان عزيزاً كبعض الأدوية، لكان يجوز أن يُشترى بالذهب وزناً بوزن ؛ و لكنّ اللّه‏ تعالى بفضله و رحمته لمّا علم أنّ الخلق لا يستغنون عنه، خَلَقَه في كلّ أرض و كلّ بقعة، بل الماء الّذي أباحه بكلّ مكان حكمةً منه ـ تبارك و تعالى ـ و لمكان حُسن موقعه يقال للحَسَن: مليح، و ليس في وجهه ملاحة، و فلان أملح من فلان، فكنّى بالملاحة عن الحُسن.

/۴۱۰/ و فائدة الحديث: تعريف مكان الملح و تشريفُه و حُسنُ مَوقِعه من الأطعمة.

و راوي الحديث: أنس بن مالك رضى‏الله‏عنه.

۸۱۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَسرَعُ الدُّعاءِ إِجابَةً دَعوَةُ غَائِبٍ لِغائِبٍ.۳

إنّما صارت دعوة الغائب للغائب أسرع إلى الإجابة و أدنى من القبول لمكان أنّها يصاحبها الإخلاص، و تَسلَم مِن شَوب الرياء و المجاملة الّتي يتكلّفها الحاضر للحاضر يصانعه بها، فإذا اقترن بها الإخلاصُ كانت أسرع۴ إلى أن تُسمَع، و لذلك أوحى اللّه‏ تعالى إلى۵ موسى عليه‏السلام: يا موسى، اُدعُني على لسانٍ لم تُذنِبْ به. قال۶ عليه‏السلام: و من أين لي لسانٌ لم اُذنِبْ به؟ قال: اُدعني بألسنة۷ إخوانك ؛ فإنّك لم تذنب بألسنتهم. أو كما قال عليه‏السلام.۸

1.. «ألف» : سائغا .

2.. «ألف» : ـ و لو .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۶۵ و ۲۶۶ ، ح ۱۳۲۸ - ۱۳۳۰ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۴۳ ، ح ۱۵۳۶ ؛ الأدب المفرد ،ص ۱۳۶ ، ح ۶۳۸ ؛ تحفة الأحوذيللمباركفوري ، ص ۹۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۵۵ ، ح ۱۰۱۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۲ ،ص ۹۷ ، ح ۳۳۰۶ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۵۰۷ ، ح ۴ و فيه عن أبي جعفر عليه‏السلام مع اختلاف ؛ الدعوات للراوندي ، ص ۲۹ ، ح ۵۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۳۸۷ ، ح ۱۹ (و فيه عن الدعوات) .

4.. «ألف» : انتزع .

5.. «ب» : ـ إلى .

6.. «ألف» : فقال .

7.. «ألف» : على ألسنة .

8.. روي : أنّ اللّه‏ ـ سبحانه و تعالى ـ أوحى إلى موسى عليه‏السلام فقال : يا موسى ، ادعني على لسان لم تعصني به . فقال : أنَّى ليبذلك؟ فقال : ادعني على لسان غيرك . راجع : عدّة الداعي ، ص ۱۲۰ و ۱۷۰ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۴ ، ص ۲۱ ، ح ۶۱ ؛ الجواهر السنيّة ، ص ۷۲ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10844
صفحه از 465
پرینت  ارسال به