227
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

على قلبه.۱

و روي: أنّ رجلاً كان في بني إسرائيل فطرده أبوه فحضره الموت، فجعلت امرأته تذكّره الذنوب و يبكي، فقال الملَك للملَك: ما ترى؟ قال: ما أرى إلاّ دمعةً. فغفر اللّه‏ له بها.۲

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ للّه‏ ملائكةً رُكَّعاً سُجَّداً و ملائكةً يَبكونَ مِن خشيةِ اللّه‏ تعالى۳ مُذ خُلِقوا إلى يومِ القيامةِ، لا يَخرُجُ مِن عين۴ مَلَكٍ منهم قطرةٌ إلاّ كانَ مَلَكاً يَبكي مِن خشية اللّه‏ تعالى إلى يوم القيامة.۵

و قال الثوري: البكاء عشرة أجزاءَ ؛ تسعة منها رياء، و واحدة للّه‏ تعالى، فإن جاءت تلك الواحدة في السَّنَة مرّةً فهو كثير.۶

و كان النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يقول: اللّهمّ ارزُقْني عَينَينِ هَطَّالَتَينِ۷ تَذرَفانِ۸ بالدُّموعِ۹ مِن خَشيَتِكَ۱۰ قَبلَ

1.. حلية الأولياء ، ج ۸ ، ص ۹۹ ؛ الكواكب الدرّيّة في تراجم السادة الصوفية ، ج ۱ ، ص ۳۹۹ .

2.. في المصدر : «كان في بني إسرائيل رجل داعر ، فطرده أبوه ، فحضر الابن الموت ، فقال ملك الموت لصاحبه : ما ترى؟قال : ما أرى إلاّ دمعةً تمسحها أمر بخرقة ، فغفر اللّه‏ له» . غريب الحديث للحربي ، ج ۲ ، ص ۶۹۵ دعر .

3.. «ألف» : ـ تعالى .

4.. «ألف» : ـ عين .

5.. لم نعثر عليه ، نعم روي أنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال : «إنّ للّه‏ تعالى ملائكةً في السماء السابعة سجودا منذ خلقهم إلى يوم القيامة ، ترعدفرائصهم من مخافة اللّه‏ تعالى : لا تقطر من دموعهم قطرة إلاّ صارت ملكا ، فإذا كان يوم القيامة رفعوا رؤوسهم و قالوا : ما عبدناك حقّ عبادتك» . مجمع البيان ، ج ۶ ، ص ۱۶۴ .

6.. في المصدر : «عن سفيان قال : البكاء عشرة أجزاء : جزء للّه‏ ، و تسعة لغير اللّه‏ ، فإذا جاء الذي للّه‏ في العام مرّة ، فهو كثير» .سير أعلام النبلاء ، ج ، ص ۲۵۸ ؛ حلية الأولياء ، ج ۷ ، ص ۱۱ ؛ تنبيه المغترّين ، ص ۸۶ .

7.. الهَطَّالتين : مِن هَطَلَ المطرُ يَهطِل إذا تَتَابَعَ . و الهَطل و الهَطَلان : المطر المتفرّق العظيم القطر ، و هو مطر دائم مع سكون و ضعف . و في التهذيب : الهَطَلان : تتابع القطر المتفرِّق العظام ، و الهَطْل : تتابع المطر و الدمع و سيلانه . انظر : تهذيب اللغة ، ج ۶ ، ص ۱۰۲ ؛ لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۶۹۸ هطل .

8.. «ألف» : الذرفان .

9.. في حديث خيثمة : «هطّالتين تشفيان القلب بذرف هو الدمع» . و في كتاب الدعاء : «هطّالتين تشفيان القلب بذروع الدمع» . و في دلائل النبوّة : «هطّالتين تذرفان الدموع تشفيان» . و في تاريخ مدينة دمشق : «هطّالتين تشفيان القلب تذرف الدموع» .

10.. في دلائل النبوّة : من مخافتك .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
226

فيقول عليه‏السلام: أَحَبُّ صلوات النساء إلى اللّه‏ تعالى ما يصلّينها في بيوتهنّ. و ذِكر البيت و الظلمة مثل ؛ يعني: كلّما كان البيت أخلى كان أفضل لصلاتهنّ.

و فائدة الحديث: أمر النساء بالتصوّن و التستّر.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود.

۸۰۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما مِن جُرعَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللّه‏ِ مِن جُرعَةِ غَيْظٍ كَظَمَها رَجُلٌ، أَو جُرعَةِ صَبرٍ عَلَى مُصيبَةٍ، وَ ما مِن قَطرَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللّه‏ِ /۴۰۷/مِن قَطرَةِ دَمْعٍ مِن خَشيَةِ اللّه‏ِ أَو قَطرَةِ دَمٍ أُهْرِيقَت في سَبيلِ اللّه‏ِ.۱

ذكر «الجرعة» في الغيظ استعارة و مَجاز. و «الغيظ»: أشدّ الغضب. و «كَظَمَ الغيظَ» إذا حبسه عن النفوذ۲، و الكظم: مجرى النفَس، و «الكُظوم» احتباس النفَس، و يعبَّر به عن السكوت.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أحبّ الأشياء إلى اللّه‏ تعالى جرعة غيظ يتجرّعها الإنسان قطعاً لمادّة الفساد و طلباً لرضا ربِّ العالمين، و كذلك جرعة صبر على مصيبة يراجِع المرءُ فيها نفسه، و يصبّرها۳ سلوكاً لطريق الرضا و التسليم لأمر اللّه‏ تعالى.

ثمّ قال عليه‏السلام: ما من قطرة أحبّ إلى اللّه‏ تعالى من قطرة دمع قطّرها خوف العبد من خشية اللّه‏ تعالى، أو قطرة دم اُهريقت من مُحارِب في سبيل اللّه‏ أو محارَب.

روي عن فضيل بن عياض قال: ما بكت عين قطّ حتّى يضع الربُّ ـ جلّ جلاله ـ يده

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۵۶ ، ح ۱۳۰۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۲۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۱۱ ، ح ۸۰۱۹ معاختلاف فيهما ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۸۷۲ ، ج ۴۳۴۶۹ ؛ الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۰۹ ، ح ۱ ؛ (و فيه عن عليّ بن الحسين عليه‏السلام ، مع اختلاف) ؛ الخصال ، ص ۲۳ ؛ كتاب الزهد لحسين بن سعيد ، ص ۷۶ ؛ الأمالي للمفيد ، ص ۱۱ ، ح ۸ (مع اختلاف فيهما) .

2.. «ألف» : النفود .

3.. «ألف» : يصيّرها .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10983
صفحه از 465
پرینت  ارسال به