213
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

الاصطلاح اسماً للعلم بأحكام الشريعة، يقال: فَقِهَ يَفقَه، و لم يكن فقيهاً ففَقُه. و «الورع»: التقوى و ضبط النفس عن القبائح، يقال: وَرِعَ يَرِع ـ بالكسر فيهما ـ وَرَعاً و رِعَةً، و فلان حَسَنُ الرِّعَة أي مُتَّقٍ في الغاية، و تَوَرَّعَ: تَحَرَّجَ۱.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «الفقه أفضل العبادة» ؛ و ذلك أنّه لا تكون عبادةٌ بغير فقه عبادةً، و الفقه بغير عبادة عبادةٌ، فهو أفضل. و «أفضل الدِّين الوَرَع» أي التقوى أحسنُ الخصال الّتي يَتحلّى بها۲ الدينُ و يتزيّن.

و فائدة الحديث: تفضيل علم الفقه و الورع، و ما أحسَنَهما إذا اجتَمعا!

و راوي الحديث: ابن عبّاس، و عبد اللّه‏ بن عمر.

۷۹۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: العِلمُ أَفضَلُ مِنَ العِبادَةِ.۳

هذا الحديث كالّذي قبله، وقوله عليه‏السلام: «أفضل من العبادة» أي أكثر و أزيد، و المعنيّ بالفضل هنا الثواب، فكأنّه يقول: ثواب العلم أكثر من ثواب العبادة.

و روي عن عمر بن الخطّاب، رفعه إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ الفقيه أَشَدُّ على الشيطان من ألف ورِعٍ و ألف مجتهد و ألف متعبّد، و إنّ طير الهواء و حيتانَ البحر يصلّون على معلّم الخير و متعلّمه.۴

1.. «ألف» : «تجزّح» أو «تجرّج» .
و الحِرْج و الحَرَج : الإثم . و الحارج : الآثم . و الحَرَج و الحَرِج و المتحرِّج : الكافّ عن الإثم . و قولهم : رجل متحرِّج ،كقولهم : رجل متأثِّم و متحوِّب و متحنِّث ، يلقي الحَرَجَ و الحنثَ و الحوبَ و الإثم عن نفسه . و تَحَرَّجَ : تأثَّم . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۳۳ حرج .

2.. «ألف» : ـ بها .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۴۹ ، ح ۱۲۹۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۹۲ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۱۲۰ ؛ المصنّف ،ج ۶ ، ص ۱۸۷ ، ح ۴ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۱ ، ص ۳۲ ؛ الجامع الصغير ، ج ۳ ، ص ۲۱۴ ، ح ۵۸۶۴ . الخصال للصدوق ، ص ۴ و فيه «أحّب» بدل «أفضل» ؛ تحف العقول ، ص ۴۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۱۶۷ ، ح ۹ (و فيه عن الخصال) .

4.. لم نعثر عليه ، نعم روي أنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال : «لفقيه واحد أشدّ على الشيطان من ألف عابد» و «فقيه واحد» إلى آخره . و «فقيهاواحدا» إلى آخره . و «فقيه» إلى آخره .
و روي أيضا : «معلّم الخير و العامل به شريكان ، يصلّي عليهما كلّ شيء حتّى الدوابّ في الأرض و طير السماء و نون البحر» . و «معلّم الخير يستغفر له ـ أو يشفع له ـ كلّ شي ، حتّى الحوت في البحر» . و «معلّم الخير يصلّي عليه دوابّ الأرض حتّى الحوت في البحر» . راجع : تيسير المطالب ، ص ۲۰۴ ؛ أدب الدنيا و الدين ، ص ۴۰ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۳ ، ص ۲۰۷ ؛ و ج ۲۳ ، ص ۱۰۴ ؛ جامع بيان العلم و فضله ، ص ۲۵ و ۴۱ و ۴۲ و ۵۶ و ۶۹ ؛ محاضرات الاُدباء ، ج ۱ ، ص ۵۳ و ۷۲۵ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ح ۱۸ ، ص ۲۳۰ ؛ و ج ۴۱ ، ص ۲۶۸ ؛ و ج ۵۱ ، ص ۱۸۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
212

و راوي الحديث: أبو سعيدٍ الخُدريُّ.

۷۹۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَفضَلُ الفَضائِلِ أنْ تَصِلَ مَن قَطَعَكَ، وَ تُعطِيَ مَن حَرَمَكَ، وَ تَصفَحَ عَمَّنْ ظَلَمَكَ.۱

«الفضيلة»: الفضل، بإزاء النقيصة۲: النقص.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أفضل الفضائل أن تعامِل بأحسنَ ممّا تُعامَل به ؛ فتقابِل القطعَ بالوصل، و الحرمانَ بالعطاء، و الظلم بالعفو ؛ و هذه مكارم الأخلاق.

و «الصفح»: العفو، يقال: «صَفَحَ عنه» إذا عفا عنه.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إذا جَزيتَ /۴۷۶/ السيّئةَ بالسيّئة فقد أتيتَ بمثل ما أتى به صاحبُك ممّا تذُمّه عليه و إن كان البادئ أظلَمَ ؛ و لكن على الجملة حَصَلَ منك ما حصل منه من السوء، و الكرمُ لا يُفتي بذلك ؛ بل ينبغي أن تُجازي السوءَ بالإحسان، و الذنبَ بالغفران، و المنع بالإعطاء، و اللُّؤم بالسخاء.

و فائدة الحديث: الأمر بمقابلة كلّ قبيح تُعامَل به بحَسَن تمسّكاً بطلب الأحسن الأفضل.

وراوي الحديث: سهل بن معاذ.

۷۹۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَفضَلُ العِبادَةِ الفِقهُ، وَ أَفضَلُ الدِّينِ الوَرَعُ.۳

أفصَحَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّ الفقه عبادة، و صَحَّ منه أنّ العِلم بنفسه عمل. و «الفقه»: الفهم، و صار في

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۴۸ ، ح ۱۲۸۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۴۳۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۱۸۹ ؛ المعجم الكبير ،ج ۲۰ ، ص ۱۸۸ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۹۳ ، ح ۱۲۸۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۵۹ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۰۷ ، ح ۲ مع اختلاف يسير فيه . تحف العقول ، ص ۷ (مع اختلاف يسير فيه) .

2.. «ألف» : التقصير .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۴۹ ، ح ۱۲۹۰ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۱۲۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۲۶ ، ح ۴۰۶۸ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۳۶ ، ح ۵۳۵۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۹۲ ، ح ۱۲۴۹ . الخصال للصدوق ، ص ۳۰ ؛ و عنه في بحار الأنوار ، ج ۱ ، ص ۱۶۷ ، ح ۱۱ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10902
صفحه از 465
پرینت  ارسال به