209
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

صَليفيه بالشمعة،۱ و الصليفُ عَرْضُ العُنق من الجانبَين، و هما صليفان. و قال شاعرهم:

و كنتُ جليسَ قَعقاعِ بن شَورٍ۲

و لا يَشقى بقعقاعٍ جَليسُ ضَحوكُ السِّنِّ إن نَطَقوا۳ بخيرٍو عند الشرِّ۴ مِطراقٌ عَبوسُ۵

و هذا إنسان كان جليساً مع القعقاع عند بعض الملوك، فاُهديتْ إليه جاماتُ ذَهَبٍ، فأعطاها نُدَماءَه، و۶ فَرّقهم بينهم، و لم يُعطِ هذا الشاعرَ، فنَظَرَ القعقاعُ إليه، و استحيا و أعطاه۷ جامَه، فقال ذلك.

و فائدة الحديث: الأمر بإكرام الجُلَساء.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود رضى‏الله‏عنه.

۷۹۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَفضَلُ الجِهادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِندَ أَميرٍ جائِرٍ.۸

هذا إذا عَلِم أنّ ذلك يؤدّي إلى إتلافِه أو إهلاكهِ أو إهانتِه إهانةً مُخْزِيةً ؛ لأنّ النبيَّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يقول: ليس لمؤمن۹ أن يُذِلَّ /۴۰۴/نفسه.۱۰

1.. في المصدر : «. . . قال حسّان : فأقمت على بابه أيّاما ، ثمّ دخلت عليه ليلة العشاء ، فاُتي ببطّيخ ، فأكل منه جلساؤه ، فامتلأ وجه واحد منهم ببعض البطّيخ ، فضحك منه بطّال على باب النعمان ، فنظر إليه النعمان فقال : أ بجليسي؟! أحرقا صيلقيه بالشمعة ، فاُحرق صيلقاه» . راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۹ ، ص ۲۲۷ و ۲۲۸ .

2.. هو القعقاع بن شور من سادات ربيعة ، تابعيٌّ كان في زمن معاوية بن أبي سفيان ، يضرب به المثل في حسن مجالسته .

3.. في الغارات : أمروا .

4.في الغارات : السوء .

5.. ربيع الأبرار ، ج ۲ ، ص ۴۱۴ ؛ الغارات ، ج ۲ ، ص ۹۰۰ ؛ تصحيفات المحدّثين ، ج ۳ ، ص ۱۰۵۳ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۹ ، ص ۳۵۰ و ۳۵۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۲۰ ، ص ۱۹۴ .

6.. «ألف» : ـ و .

7.. «ألف» : ـ و أعطاه .

8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۴۷ و ۲۴۸ ، ح ۱۲۸۶ - ۱۲۸۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۹ ؛ مسند الحميدي ، ج ۳۳۱ ؛ السننالكبرى للنسائي ، ج ۴ ، ص ۴۳۵ ، ح ۷۸۳۴ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۲ ، ص ۳۵۳ ، ح ۱۱۰۱ .

9.. في المصادر : للمؤمن .

10.. الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۵۴ ؛ تفسير السمعاني ، ج ۴ ، ص ۲۳۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۵ ، ص ۶ ؛ و ج ۴۸ ، ص ۴۳۸ ؛ تفسير الرازي مفاتيح الغيب ، ج ۲۷ ، ص ۲۰۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
208

بذلك مَن يَقرؤه بتدبُّر و ترتيل و تحقيق، ثمّ يَعرِف تفسيرَه و وجوهَه المُنزَل عليها، ثمّ يعمل بما فيه، فإذا فعل ذلك كان مِن أعبد الاُمّة ؛ لا أنَّ۱ مَن دونَ ذلك لا يكون له ثوابٌ ؛ بلى و لكن بقدر۲ ذلك، و لذلك قال تعالى: «الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ»۳ أي يتّبعونه بالعلم و العمل.

و فائدة الحديث: الحثُّ على قراءة القرآن و علمه و العمل بما فيه.

و راوي الحديث: النعمان بن بشير.

۷۹۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أَفضَلُ الحَسَناتِ تَكرِمَةُ الجُلَساءِ.۴

«الحَسَنات»: الأفعال الحسنة. و «التَّكرِمة»: تَفعِلة بمعنى التكريم و الإكرام. و «الجُلَساء»: جمع جليس و هو المُجالِس، و فَعيلٌ بمعنى مُفاعِل كثيرٌ، كالضجيع و العَشير و السَّمير.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أفضل الأفعال الحسنة تَكرِمةُ مَن تُجالِسه مِن المؤمنين احتراماً لأخيك المؤمن، و كانت العرب يَتعصّبون للجليس ؛ روي أنّه قُدِّم بِطّيخٌ۵ كثيرٌ إلى النعمان بن المنذر، و كان بعضُ جلسائه لا يَهتدي إلى أكله، فتَرَكَ وجهَه في فِلقة۶ مِن فِلَقِه۷، فتَلَطَّخَ به و كان عنده مُضحِك فضَحِك منه سُخريَّةً، فغَضِب النعمانُ و قال: أ وَ بجليسي؟! أحرِقا صَليفَيه. فأحرَقوا

1.. «ألف» : «لأنّ» بدل «لا أنّ» .

2.. «ألف» : يقدر .

3.. البقرة ۲ : ۱۲۱ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۴۶ ، ح ۱۲۸۵ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۸۸ ، ح ۱۲۴۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۱۴۰ ،ح ۲۵۴۰۲ .

5.. «ألف» : مطّبخ .

6.. «ألف» : ـ بن المنذر . . . في فلقة .
و الفَلْق : الشِّقّ ، واحدتها فِلقة . و الفِلقة : الكسرة من الجفنة أو من الخبز . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۰۹ فلق .

7.. «ألف» : قلقه .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11014
صفحه از 465
پرینت  ارسال به