197
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَأن تَستتمَّ الخيرَ الّذي ابتدأتَ به۱ و شرعت فيه خير مِن أن تَبتدئه وَ تَتركَه۲ أبترَ منقوصاً ؛ و ذلك أنّك ما لم تَبتدئ بالخير و الفضيلة لم تُتَقاضَ بالإتمام، فإذا۳ تَلبّستَ به و وَسمتَ۴ نفسَك بالبَداءة به۵ تُقوضِيتَ بإتمامه ؛ لأنّ الشروع مُلزِم. و شيء آخر ؛ و هو أنّ الابتداء بما يَخطُر للنفس بهواها، و الإتمامَ من الحميّة، فهو أصعَبُ ممّا۶ يخطر بالبال.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ إتمام الخير المشروع فيه خير من التلبّس به و الشروع فيه.

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏ الأنصاريُّ۷ رضوان اللّه‏ عليه.۸

۷۸۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: عَمَلٌ في سُنَّةٍ خَيرٌ مِنْ عَمَلٍ في بِدعَةٍ.۹

«البِدعة»: ما لم يَأتِ به صاحبُ الشريعة، فوَرَدَ بديعاً غريباً.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: العمل القليل على موجب۱۰ ما أسّسه صاحبُ الشريعة۱۱ عليه‏السلام و سَنَّه و بيّنه خير من عمل كثير يَبتدع الإنسانُ مِن قِبل نفسه منهاجَه، أو يقتدي بمُبتدِع ؛ و فيه أنّ العمل إذا لم يكن على ما سنّه الرسولُ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ليس بنافع ؛ و ذلك أنّ عِلم العبادات ينتهي إلى اللّه‏ تعالى، فإذا بيّنها على لسان رسوله الّذي «وَ مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى»۱۲ لم يَسَعْ أحداً أن يَبتدع

1.. «ب» : ـ به .

2.«ألف» : أن يبتدئه و يتركه .

3.. «ألف» : و إذا .

4.. «ألف» : دسمت .

5.. «ألف» : ـ به .

6.. «ألف» : ما.

7.. «ألف» : ـ الأنصاري .

8.. «ب» : ـ رضوان اللّه‏ عليه .

9.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۳۹ ، ح ۱۲۷۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۰ ، ص ۱۸۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۸۰ ،ح ۵۶۱۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۲۱۹ ، ح ۱۰ . الأمالي للطوسي ، ص ۳۸۵ ، ح ۸۳۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲ ، ص ۲۶۱ ، ح ۱ و فيه عن الأمالي للطوسي .

10.. «ألف» : موجبه .

11.. «ألف» : الشرع .

12.. النجم ۵۳ : ۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
196

و قال منصورٌ الفقيهُ:

وحدة الإنسان خير

مِن جليس السوء عنده

و جليسُ الخير خير

من جلوس۱ المرء وحده۲

و هو۳ معنى كلام النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

و قيل لمكفوف: أ لا تُعالِج۴ عينيك؟ قال: حتَّى أفتَحَها۵ على من؟!۶ و قال:

إنّي لأفتَحُ عيني حين أفتَحُها

على كثير و لكن لا أرى أحداً۷

و فائدة الحديث: التأديب بهذه الآداب، و تعليم المكارم، و إعلام أنّ الوحدة أجدى مِن الجليس السيِّئ، و الجليسَ الصالح خير من الوحدة، و قول الخير خير من السكوت عنه، و السكوت خير من كلام يَشتمل على شرّ.

و راوي الحديث: أبو ذرٍّ رضى‏الله‏عنه.

۷۷۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: استِتمامُ المَعروفِ خَيرٌ مِنِ ابتِدائِهِ.۸

«الاستتمام»: الإتمام، مثل الاستكمال الإكمال.

1.. «ب» : ـ جلوس .

2.. نسب هذين البيتين إلى أبي العتاهية . راجع : اللطائف و الظرائف ، ص ۱۲۷ ؛ محاضرات الاُدباء ، ج ۲ ، ص ۲۹ .

3.. «ب» : ـ هو .

4.. «ألف» : أ لا تفاتح .

5.. «ألف» : لأفتحها .

6.. لم نعثر عليه ، نعم روي أنّه قيل لسعيد بن المسيّب و قد كفّ بصره : أ لا تقدح عينك؟ قال : حتّى أفتحها على من؟ راجع :الأمالي للسيّد المرتضى قدس‏سره ، ج ۱ ، ص ۲۰۰ ؛ التذكرة الحمدونية ، ج ۷ ، ص ۲۰۰ ، الرقم ۹۱۵ .

7.. الشعر لدعبل على ما في العقد الفريد ، ج ۲ ، ص ۱۵۴ ؛ و ج ۳ ، ص ۱۶۶ ؛ و أيضا نُسب إلى أمير المؤمنين عليه‏السلام كما في«الديوان» . راجع : ديوان الإمام عليٍّ عليه‏السلام ، ص ۷۲ .

8.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۳۸ ، ح ۱۲۶۸ و ۱۲۶۹ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۸ ، ص ۱۸۲ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ . ص ۱۴۸ ،ح ۹۶۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۴۰۱ ، ح ۱۶۲۵۶ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۱۵۵ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۵۹۶ ، ح ۱۲۳۵ ؛بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۴۱۷ ، ح ۳۶ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10850
صفحه از 465
پرینت  ارسال به