191
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و۱ لَعَمري إنّه لَكَذلك.

و قيل: العليا هي المُنفِقة، و السفلى المُمسِكة.۲

و روي عن الحسن أنّ العُليا هي المعطية، و السفلى هي۳ المانعة.

و ذَكر البخاريُّ أنّ العليا هي المنفقة، و السفلى هي السائلة،۴ و لكلٍّ وجه، و كأنّ الوجه الأوّل أظهَرُ و أسبقُ إلى القلب.

و ذُكر فيه وجه آخر ؛ و هو أن تكون اليد هي النعمة، و يكون المعنى: النعمةُ الجزيلة خير من التافهة القليلة،۵ كأنّه نظر إلى قوله عليه‏السلام: إنّ اللّه‏ تعالى۶ يُحبّ مَعاليَ الاُمور،۷ و يَكرَه سَفسافَها۸.۹

و أنشد:

بَينَ مَن يُعطي و مَن يَأ

خُذُ في التقدير عَرض

فَيَدُ المعطي سماء

و يد الآخِذ أرض

1.. «ب» : ـ و .

2.. لم نعثر عليه ، نعم قال في عون المعبود ، ج ۵ ، ص ۴۵ : «قال المنذري : و أخرجه البخاري و مسلم و النسائي بهذا اللفظ :اليد العليا المنفقة ، و السفلى السائلة . و روي عن الحسن البصري أنّ السفلى الممسكة المانعة . انتهى» . و راجع : صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۱۱۸ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۹۴ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۲ ، ص ۳۳ ، ح ۲۳۱۲ .

3.. «ب» : ـ هي .

4.. صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۱۱۸ .

5.. روي هذا الوجه عن جمال الدين بن نباتة أنّه قال : «اليد هنا هي النعمة ، و كأنّ المعنى أنّ العطيّة الجزيلة خير من العطيّة القليلة» . راجع : فتح الباري ، ج ۳ ، ص ۲۳۷ ؛ شرح سنن النسائي للسيوطي ، ج ۵ ، ص ۱۰۲ .

6.. في المعجم الكبير و مسند الشهاب : ـ «تعالى» . و في المعجم الأوسط : «عزّ وجلّ» .

7.. في المعجم الكبير و مسند الشهاب : + و أشرافها .

8.. السفساف : الأمر الحقير و الرديء من كلّ شيء ، و هو ضدّ المعالي و المكارم ، و أصله ما يطير من غبار الدقيق إذا نُخل والتراب إذا اُثير . انظر : لسان العرب ، ج ۹ . ص ۱۵۵ سفف .

9.. المعجم الكبير للطبراني ، ج ۳ ، ص ۱۳۱ ، ح ۲۸۹۴ ؛ المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۳ ، ص ۲۱۰ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۵۰ ، ح ۱۰۷۶ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۸ ، ص ۱۲۸ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
190

أحسن النساء۱ ـ لا و اللّه‏ِ ما رأيتُ أحسَنَ منها قَطُّ ـ تصلّي خلف النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، و كان بعض الناس يَستقدم۲ في الصفّ الأوّل لئلاّ يراها، و يَستأخر بعضُهم حتّى يكون في الصفّ المؤخَّر، فإذا ركع و سجد نظر إليها۳، فأنزل اللّه‏ تعالى: «وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ»۴.۵ فلذلك قال۶ عليه‏السلام: /۴۶۸/ خير صفوف الرجال أوّلها... الحديث.۷

و العَفاء۸ على من إذا شَرَعَ۹ في الصلاة المكتوبة يناجِي اللّه‏َ تعالى، و يَسأله الجَنَّة، و يَستعيذ به من النار، كان الفسقُ و الفجور منه على ذُكْر ؛ و إنّما اختار الصفَّ الأخير لهنّ لأنّهنّ عوراتٌ، فهنّ بالسِّتر أولى، و لو صَلَّتْ في الصفّ الأوّل لفَسَدَتْ صلاتُها و صلاةُ مَن خَلْفَها من الرجال.

و فائدة الحديث: تفضيل الصفّ الأوّل للرجال، و تفضيل الأخير للنساء ؛ تحرّياً للصيانة، و اتّباعاً للديانة، و احترازاً من الخيانة، و أخذاً بالأمانة.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۷۷۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: اليَدُ العُليا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفلَى.۱۰

«اليد العليا» هي المُعطية، و «السفلى» الآخذة ؛ كأنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فضّل الإعطاءَ على السؤال،

1.. في المصدر : الناس .

2.في المصدر : يتقدّم .

3.. في المصدر : + من تحت يديه .

4.الحجر ۱۵ : ۲۴ .

5.. في المصدر : «هذه الآية» بدل «وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ» .

6.. في المصدر : «فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله» بدل «فلذلك قال عليه‏السلام» .

7.. في المصدر : ذكر الحديث بتمامه . راجع : تفسير الثعلبي ، ج ۵ ، ص ۳۳۸ .

8.. العَفاء : التراب ، و منه قول مُحرِز بن صفوان : «إذا دخلتُ بيتي ، فأكلتُ رغيفا ، و شربتُ عليه ماءً ، فعلى الدنيا العفاء» .
و منه ما جاء في حديث الطَّفِّ مِن قول الإمام الحسين السِّبط عليه‏السلام في وَلَدْ عليٍّ الشهيد بين يديه الشهير بـ «عليٍّ الأكبر» : «على الدنيا بعدك العفاء» . عبد الستّار .

9.. «ألف» : و العفاء على مراد الشرع .

10.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ ، ح ۱۲۶۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴ ؛ و ج ۲ ، ص ۶۷ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۸۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۱۱۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۹۴ . الكافي ، ج ۴ ، ص ۱۱ ، ح ۴ و فيه عن الإمام الصادق عليه‏السلام ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۶ ، ح ۵۷۶۳ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۲ ، ص ۶۶ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10879
صفحه از 465
پرینت  ارسال به