أحسن النساء۱ ـ لا و اللّهِ ما رأيتُ أحسَنَ منها قَطُّ ـ تصلّي خلف النبيّ صلىاللهعليهوآله، و كان بعض الناس يَستقدم۲ في الصفّ الأوّل لئلاّ يراها، و يَستأخر بعضُهم حتّى يكون في الصفّ المؤخَّر، فإذا ركع و سجد نظر إليها۳، فأنزل اللّه تعالى: «وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ»۴.۵ فلذلك قال۶ عليهالسلام: /۴۶۸/ خير صفوف الرجال أوّلها... الحديث.۷
و العَفاء۸ على من إذا شَرَعَ۹ في الصلاة المكتوبة يناجِي اللّهَ تعالى، و يَسأله الجَنَّة، و يَستعيذ به من النار، كان الفسقُ و الفجور منه على ذُكْر ؛ و إنّما اختار الصفَّ الأخير لهنّ لأنّهنّ عوراتٌ، فهنّ بالسِّتر أولى، و لو صَلَّتْ في الصفّ الأوّل لفَسَدَتْ صلاتُها و صلاةُ مَن خَلْفَها من الرجال.
و فائدة الحديث: تفضيل الصفّ الأوّل للرجال، و تفضيل الأخير للنساء ؛ تحرّياً للصيانة، و اتّباعاً للديانة، و احترازاً من الخيانة، و أخذاً بالأمانة.
و راوي الحديث: أبو هريرة.
۷۷۵.قوله صلىاللهعليهوآله: اليَدُ العُليا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفلَى.۱۰
«اليد العليا» هي المُعطية، و «السفلى» الآخذة ؛ كأنّه صلىاللهعليهوآله فضّل الإعطاءَ على السؤال،
1.. في المصدر : الناس .
2.في المصدر : يتقدّم .
3.. في المصدر : + من تحت يديه .
4.الحجر ۱۵ : ۲۴ .
5.. في المصدر : «هذه الآية» بدل «وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ» .
6.. في المصدر : «فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله» بدل «فلذلك قال عليهالسلام» .
7.. في المصدر : ذكر الحديث بتمامه . راجع : تفسير الثعلبي ، ج ۵ ، ص ۳۳۸ .
8.. العَفاء : التراب ، و منه قول مُحرِز بن صفوان : «إذا دخلتُ بيتي ، فأكلتُ رغيفا ، و شربتُ عليه ماءً ، فعلى الدنيا العفاء» .
و منه ما جاء في حديث الطَّفِّ مِن قول الإمام الحسين السِّبط عليهالسلام في وَلَدْ عليٍّ الشهيد بين يديه الشهير بـ «عليٍّ الأكبر» : «على الدنيا بعدك العفاء» . عبد الستّار .
9.. «ألف» : و العفاء على مراد الشرع .
10.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ ، ح ۱۲۶۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۴ ؛ و ج ۲ ، ص ۶۷ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۳۸۹ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۱۱۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۹۴ . الكافي ، ج ۴ ، ص ۱۱ ، ح ۴ و فيه عن الإمام الصادق عليهالسلام ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۷۶ ، ح ۵۷۶۳ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۲ ، ص ۶۶ .