165
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

النار و التعيير بالخزي و الشَّنار۱.

و قال أبو العَتاهية:

اُنظُر لنفسك أَيَّ مَرتَبةٍ

تَرقى و أيَّ السُّبُل تَسلُكهُ۲

المرءُ رَهْنٌ لِلهَلاك و مايَدري بأيِّ أرضٍ مَهلِكه

ماذا تؤمِّل لا أبا لك مِنمال تموت و أنت مُمسِكه۳

ما المالُ إلاّ ما تُقدِّم لَيْسَ المالُ ما تَمضي و تَترُكه

ما لم يكن لك فيه منفعةٌممّا استفدتَ فلَستَ تَملِكه۴

و أنشد:

يقول الفتى: ثَمَّرتُ مالِي و إنَّما

لوارثه يُثَمِّر۵ المالَ كاسبُه

يُحاسِب فيه نفسَه في حياتهو يَتركه۶ نَهْبا لِمَن لا يحاسبه

فكُلْه و أطعِمه و خالِسْه وارثاشحيحا و دهرا تَعتريه۷ نَوائبه

يَخيب الفتى مِن حيثُ يُرزَق غيرُهو يُعطى المُنى مِن حيثُ يُحرَم صاحِبُه۸

1.. «ألف» : من الحزي و الشتار .
و الشَّنار : العيب و العار ، أو أقبح العيب و العار ، يقال : عارٌ و شنارٌ ، و قَلَّما يُفرِدونه من عار . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ،ص ۴۳۰ شنر .

2.. السبيل يذكَّر و يؤَنَّث في لغة العرب ؛ فمِن الأوَّل قوله تعالى : «وَإِنْ يَرَوْا سَبِيْلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُؤْهُ سَبِيْلاً»[الأعراف۷ :۱۴۶] ، ومن التاني قوله تعالى : «و عَلَى اللّه‏ِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَ مِنْها جائِرٌ» [النحل (۱۶) : ۹] . عبد الستّار .

3.. «ألف» : تمسكه .

4.. لم نعثر عليه .

5.. في المصادر : «ما ثمر» . و ثَمَّرهم اللّه‏ُ : أنماهم . انظر : المحيط في اللغة ، ج ۱۰ ، ص ۱۴۳ ثمر .

6.. «ب» : يتركها .

7.. في المصادر : تعتريك .

8.. الشاعر أبو يعقوب الخريمي على ما نقل عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، ج ۱۸ ، ص ۶۰ و ۶۱ .
و ذكر في بعض المصادر البيت الأخير ، و نسب إلى أبي الشيص الخُزاعِيِّ راجع : محاضرات الأدباء ، ج ۱ ، ص ۵۳۰ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
164

هُنالك لو دَعوتَ أتاك مِنهم

فَوارِسُ مِثلُ أَرمِية الحَميمِ۱

و فائدة الحديث: تشريف المؤمن الّذي هو على شرائط الإيمان.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۷۵۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَيسَ لَكَ مِن مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلتَ فَأَفنَيتَ، أَو لَبِستَ فَأبلَيَتَ، أو تَصَدَّقتَ فَأَمضَيتَ.۲

لقد قَسَمَ المالَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قسمةً لم يَقسِمها أحدٌ قَبله، و «المَضاء»: النفاذ۳ و الذهاب، و «أمضاه»: أنفذه۴، و المعنيّ في الحديث الإنفاذ۵ إلى الآخرة.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مالُك لا يخلو۶ من هذه الوجوه: إمّا أن تَأكله، و صَيُّور۷ ذلك تَعلَم إلى ما يعود ؛ أو تَلبَسَه، و عاقبتُه إلى الخُلوقة و البِلى و التلاشي ؛ أو تجعله في رضا ربّ العالمين صدقةً خيرا، فهو الّذي تُنفِذه۸ إلى القيامة لِيُغيثك حيث لا مُغيث إلاّ حُسْنُ الفعال، و تَقدَم۹ عليه غدا «يَوْمَ لاَ يُغْنِى مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَئْا»۱۰ ؛ أغاثَنا اللّه‏ُ تعالى في ذلك اليوم، و أعتَقَنا من

1.. تمام البيت : هنالك دعوت أتاك منهم فوارس مثل أرمية الحميم . و نسب إلى الهذلي في اللسان ، و فيه : «رجال» بدل «فوارس» . و استشهد به مولانا أمير المؤمنين عليه‏السلام . راجع : نهج البلاغة ،الخطبة ۲۵ ؛ الاختصاص ، ص ۱۵۵ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۵۵ حمم .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۱۶ ، ح ۱۲۱۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۴ ؛ و ج ۴ ، ص ۲۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۲۱۱ ؛سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۴ ، ح ۲۴۴۵ ؛ و ج ۵ ، ص ۱۱۷ ، ح ۳۴۱۲ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۴ ، ص ۹۹ ، ح ۶۴۴۰ ؛ الأمالي للسيّد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۷۲ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۵۱۹ ؛ مصباح الشريعة ، ص ۸۴ .

3.. «ألف» : النفاد .

4.. «ألف» : أنفده .

5.. «ألف» : الإنفاد .

6.. «ألف» : لا يقدم .

7.. «ألف» : صور .
و صَيُّور الشيء : آخره و منتهاه و ما يؤول إليه كصِيره و منتهاه ، و هو فَيعول . و الصَّيِّر : القبر ، و صيِّر الرجل : قبره . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۷۷ صير .

8.. «ألف» : خبرا فهو الذي تنفده .

9.. «ألف» : يقدم .

10.. الدخان ۴۴ : ۴۱ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10913
صفحه از 465
پرینت  ارسال به