163
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

فيَسقط و يُخذل، و قد قيل: البغيُ مَرتعه وخيم. و قد قال بعض أهل العصر:

يا أيّها الباغي علَيَّ بجهله

أ عَلمتَ أنّي دائبا متظلِّمُ

اِكبَحْ۱ لِجامَ البغي لا تُغرَرْ به

فالبغيُ مَرتَعُه وخيمٌ مُتَحَّمُ أ ظَلَمتَني و زعمتَ أنّي ظالمو اللّه‏ُ يَعلم أيُّنا مَن يَظلِمُ۲

و فائدة الحديث: النهي عن البغي لكونه ظلما، و الظلم كلّه قبيح.

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام.

۷۵۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَيسَ شَيءٌ خَيراً مِن أَلْفٍ مِثلِهِ إلاَّ المُؤمِنُ.۳

لا شيءَ في الأشياء الواحدُ منه خيرٌ مِن ألفٍ مِن۴ جنسه ـ لا الذهبُ و لا الفضّة، و لا شيءَ من العروض۵ و الأثمان ـ إلاّ العبدُ المؤمن ؛ فإنّه قد يكون خيرا من ألف مؤمن، و ذلك إذا استَجمع شرائطَ الفتوّة و الديانة، أو۶ استَكثر منها، و استدفع شرائطَ الدَّناءة۷ و التخرّم۸، فلا بدّ أنّه يكون خيرا من ألف لا يكون لهم ذلك. و لشياع كلمة الشيء /۴۵۹/ صحّ استثناء المؤمن منه، و إنّما لم يُجمَع «مَثَلاً» و هو صفةٌ لألفٍ للجنسيّة التي فيه كما قال:

1.. كَبَحَ الدابةَ : جَذَبَها إليه باللجام ، و ضَرَبَ فاها به كي تقف و لا تجري . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۶۸ كبح .

2.. لم نعثر عليه .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۱۵ ، ح ۱۲۱۶ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۶۴ ؛ و ج ۵ ، ص ۳۱۸ مع اختلاف يسير فيه ؛ المعجمالكبير ، ج ۶ ، ص ۳۲۸ (مع اختلاف يسير فيه) ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۵۵ ، ح ۷۶۰۴ (و فيه مع اختلاف يسير) ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۱۴۶ ، ح ۷۲۲ .

4.. «ألف» : ـ من .

5.. «ب» : العَرَض .

6.. «ألف» : و .

7.. «ألف» : الديانة .

8.. يقرأ في «ألف» : «التحرّم» أو «التحزّم» .
و تَخَرَّم أي دان بدين الخرَّمية ، و هم أصحاب التناسخ و الإباحة . و جاء يَتخرّم زَنْدُه أي يَركبنا بالظلم و الحمق . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۲ خرم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
162

على الشياع و العموم، فكلّ شيء قدّرته فهو المراد، و هذا أحد المواضع الّتي تَقوم النكرةُ فيها مقام المعرفة. و «الدعاء»: غاية التضرّع و نهاية الخضوع، فلذلك صار أكرمَ الأشياء و أحسنها و أرضاها عند اللّه‏ تعالى، و الدعاءُ تُراعى فيه الرتبة ؛ فكأنّه قد أقرّ لنفسه بالضَّعَة و المسكنة إذا رَفع يدَ الحاجة إلى اللّه‏ تعالى.

و فائدة الحديث: الأمر بالدعاء.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۷۵۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَيسَ شَيءٌ۱ أَسرَعَ عُقوبَةً مِن بَغْيٍ.۲

«العقوبة»: ما يَتعقّب الذنبَ مِن الجزاء، و كذلك العِقاب. و «البغْيُ»: تجاوُزُ الحدّ، يقال: بَغَى الجُرْحُ إذا زاد فَسادُه، و بَغَتِ المرأةُ /۳۹۶/تَبغي بِغاءً إذا تَجاوَزَت المأمورَ إلى المنهيِّ عنه، و بَغَتِ السماءُ إذا تجاوزَت الحدَّ المستنفَعَ به، و يقال للحسد: «بَغْيٌ» لأنّه أيضا تجاوزُ حدّ الغبطة، قال اللّه‏ تعالى: «بَغْيا بَيْنَهُمْ»۳، و البغي: التكبّر و التطاول، و هو أيضا تجاوز حدّ المماثلة و المناصفة، و هو المَنهيُّ ۴في الحديث.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ما شيءٌ في الدنيا بأسرعَ إلى الجزاء و أقربَ إلى السقوط من البغي ؛ و العلّة في ذلك أنّه كأنّه يتقوّى بنفسه مستغنيا۵ عن اللّه‏ تعالى، فيَكِلُه اللّه‏ ـ عزّ و عَلا۶ ـ إلى نفسه

1.. «ألف» : ـ شيء .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۱۵ ، ح ۱۲۱۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ص ۳۶ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۴ ، ص ۱۸۰ ؛ مسندابن راهويه ، ج ۳ ، ص ۱۰۲۸ ؛ الأدب المفرد ، ص ۱۹۱ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۲۷ ، ح ۱ ؛ و ج ۲ ، ص ۴۶۰ ، ح ۱ (و فيه عن أبي جعفر و عليّ بن الحسين عليهماالسلام) ؛ ثواب الأعمال ، ص ۲۷۵ ؛ كمال الدين ، ص ۵۷۰ ؛ (مع اختلاف يسير في الجميع غير الأوّل) .

3.. البقرة ۲ : ۲۱۳ .

4.في المخطوطتين : «النهي» ، و هو تصحيف ظاهرا .

5.. «ب» : مستغيا .

6.. «ألف» : تعالى .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10928
صفحه از 465
پرینت  ارسال به