157
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و قيل: إنّ معناه: يستغني به عن الكتب المتقدّمة.

و قيل: معناه: تحزين القراءة و ترقيقه۱، كقوله عليه‏السلام: زَيِّنوا القرآنَ بأصواتكم.۲

و لو كان كذلك لم يكن لمن ليس له صوت طيّب يحزِّنه به إذا۳ قرأه ثواب! و الوجه ما تقدّم۴ من الاستغناء به و حبس النفس عليه و قراءته آناء الليل و أطراف النهار.

و روي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ مِن أحسَنِ الناس صَوتا الّذي إذا سَمِعتَه يَقرأ عَلِمتَ أنّه يَخشى اللّه‏َ.۵

و قال عليه‏السلام: كُلُّ مودِّب يحبّ أن يؤتى بأدبه،۶ و أدبُ اللّه‏ تعالى۷ القرآنُ فلا تَهجُروه.۸

و قال بعضهم: معنى الحديث أن يُلهَجَ۹ بتلاوته كما يَلهَجُ الناسُ بالغِناء و الطرب،۱۰ و ليس الغرض تطريب الصوت ؛ لأنّه لا يَتأتّى لكلّ أحد.

و روي أنّ هذا الكلام قاله عليه‏السلام في إنسان بعينه /۳۹۵/ كان يَكرَه الجَهرَ بالقرآن، فقال له النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذلك۱۱.۱۲

1.. و هو قول الشافعي في تأويل هذه الرواية . راجع : فتح الباري ، ج ۹ ، ص ۶۲ .

2.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۸۳ و ۲۸۵ و ۳۰۴ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۴۷۴ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۴۲۶ ، ح ۱۳۴۲ ؛سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص۳۳۰ ، ح ۱۴۶۸ .

3.. «ألف» : تحزنه إذا .

4.«ألف» : + من القول .

5.. نقل بالمعنى . راجع : خلق أفعال العباد للبخاري ، ص ۵۵ ؛ فوائد العراقيين ، ص ۱۷ ، ح ۵ ؛ البحر المحيط ، ج ۱ ، ص ۱۱۸ ؛كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۶۰۸ ، ح ۲۷۸۸ .

6.. في المصادر : أن تؤتى مأدبته .

7.في المصادر : و مأدبة اللّه‏ .

8.. الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۸۵ ، ح ۶۳۴۳ ؛ الإتقان ، ج ۱ ، ص ۲۷۷ ، ح ۱۳۲۹ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۱ ، ص ۳۴۹ ، كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۵۱۴ ، ح ۲۲۸۶ . و روي عن عبد اللّه‏ بن مسعود مع تفاوت يسير . راجع : تفسير السمرقندي ، ج ۱ ، ص ۳۸۸ ؛ المحرّر الوجيز ، ج ۱ ، ص ۳۷ .

9.. لَهِجَ بالأمر لَهَجا و لَهْوَجَ و أَلهَجَ : اُولِعَ به و اعتاده ، و ألهجتُه به . و يقال : فلان مُلهَجٌ بهذا الأمر أي مولَع به . و اللَّهَج بالشيء : الوُلوع به . و اللَّهْجةَ و اللَّهَجة : طَرَفُ اللسان . و اللَّهْجة و اللَّهَجة : جَرْسُ الكلام ، و الفتح أعلى . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۵۹ لهج .

10.. إلى هنا نقله ابن الأثير عن الهروي و الخطابي و من تقدّمها . راجع : النهاية ، ج ۲ ، ص ۳۲۵ زين .

11.. «ألف» : فقال له عليه‏السلام ذلك .

12.. لم نعثر عليه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
156

و «قَتَّر» أي ضَيَّقَ، و يقال:۱ قَتَرَ و أقتَرَ أيضا فيه۲ ثلاث لغات. و «القُتار»: ريح الشِّواء۳ و الطَّبيخ، و قد قَتَرَ يَقتِر و قَتَّرتُ: هَيَّجتُ القُتارَ.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ليس۴ من خيارنا و ليس على۵ أخلاقنا مَن ضيّق على عياله مع قدرته على التوسعة عليهم، و إذا كان المال لا يَبقى على الإنسان فأولى مَن يَتمتّع به العيال.

و فائدة الحديث: الأمر بالتوسعة على العيال، و تبكيت۶ المضيِّق عليهم.

و راوية الحديث: عائشة.

۷۴۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَيسَ مِنَّا مَن لَم يَتَغَنَّ بِالقُرآنِ.۷

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ليس من خِيارنا من لم يَتَكَفَّ و لم يَستغنِ بالقرآن، و لم يَقتصر عليه، و تَجاوَزَ إلى غيره ؛ و ذلك أنّه هو الشافي الكافي المغني۸ عن۹ غيره لمن تَديَّن۱۰ به أو تَعلّم منه أو جَعَله وِردا ليومه و ليلته.۱۱

1.. «ألف» : + و .

2.. «ب» : ـ فيه .

3.. الشِّواء : الشَّويّ و المَشويّ ، يقال : أطعمتُ أصحابي شِواءً . و بالفارسية : الشِّواء : گوشت كباب شده و برياني، يك پارهگوشت پخته. انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۴۴۶ شوو ؛ فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ص ۵۳۸ (الشواء).

4.. «ألف» : + منّا .

5.. «ب» : من .

6.. التبكيت : التقريع و التعنيف و التوبيخ . و بَكَتَه بَكْتا و بَكَّته : ضربه بالسيف و العصا و نحوهما . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ،ص ۱۱ بكت .

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۰۶ - ۲۰۹ ، ح ۱۱۹۲ - ۱۲۰۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۱۷۲ و ۱۷۵ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ،ص ۳۴۹ ؛ و ج ۲ ، ص ۴۷۱ ؛ صحيح البخاري ، ج ۸ ، ص ۲۰۹ ؛ سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۳۳۰ ، ح ۱۴۶۹ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۶۰۵ ، ذيل ح ۸ ؛ معاني الأخبار ، ص ۲۷۹ ، الأمالي للسيد المرتضى ، ج ۱ ، ص ۲۴ .

8.. «ب» : المعني .

9.. «ألف» : من .

10.. «ألف» : يدين .

11.. احتجَّ أبو عبيد قاسم بن سلاّم على هذا القول بقول ابن مسعود : «من قرأ سورة آل عمران فهو غنيٌّ» ، ونحو ذلك . راجع :فتح الباري ، ج ۹ ، ص ۶۲ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10892
صفحه از 465
پرینت  ارسال به