151
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

۷۴۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لَيسَ لِفاسِقِ غِيبَةٌ.۱

«الغِيبة»: ذِكرُ الغائب بما فيه مِن عيب مِن غير حاجة إلى ذِكره، و أمرُ الغيبة صَعبٌ، و لذلك شبّهه اللّه‏ تعالى بآكل اللحم، فقال عَزَّ مِن قائل: «أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتا فكرهتموه۲»۳.

فأمّا إذا كان مَن يُغتاب فاسقا فإنّه ليس ما يُذكر به غيبةً، و فيه أنّه ربّما يَسمع ما يندَّد۴ به فيتذمّم۵ مِن فعله و يتوب. و إنّما يسمّى ما يُذكر في غيبته غيبةً إذا كان تائبا نادما ؛ فأمّا إذا كان مُصرّا عليه فإنّها ليست بغيبة۶، كيف و هو يَرتكب ما يُغتاب به جهارا نهارا غير مستحيٍ منه؟!

و قال النبيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن ألقى جِلبابَ الحياءِ فلا غيبةَ له.۷

و قال: هَتِّكوا۸ الفاسقَ۹ كي يَحذَرَه الناسُ.۱۰

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۲۰۲ ، ح ۱۱۸۵ و ۱۱۸۶ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱ ، ص ۱۹۴ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۲ ، ص ۱۷۴ ؛ وج ۵ ، ص ۲۲۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۴۶۱ ، ح ۷۶۵۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۵۹۵ ، ح ۸۰۷۱ ؛ ميزان الاعتدال للذهبي ،ج ۳ ، ص ۹۷ ، ح ۵۷۱۸ . رسائل الكركي ، ج ۲ ، ص ۴۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۲۳۷ .

2.. «ألف» : ـ فكرهتموه .

3.. الحجرات ۴۹ : ۱۲ .

4.. نَدَّد بالرجُل : أسمعه القبيحَ، و صرّح بعيوبه . و قال أبو زيد : ندّدتُ بالرجُل تنديدا و سمّعت به تسميعا: إذا أسمعتَه القبيح و شتمتَه و شهّرته و سمعتَ به . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۲۰ ندد .

5.. يَتَذَمَّمَ : أن يحفظ ذمامه و يَطرح عن نفسه ذمَّ الناس له إن لم يحفظه . و تَذَمَّمَ أي استَنكَفَ ، يقال : لو لم أترك الكذب تأثُّما لتَرَكتُه تذمُّما . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۲۰ ذمم .

6.. «ألف» : غيبة .

7.. تحف العقول ، ص ۴۶ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۴ ، ح ۴۲۶ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۴۱۲ ، و نقل عن الإمام الرضا عليه‏السلام فيالاختصاص ، ص ۲۴۲ .

8.. هَتَكَ التسرَ و الثوبَ فانهَتك و تَهَتَّك : جَذَبَه فَقَطَعه من موضعه أو شَقَّ منه جزءا فبدا ما وراءَه ، يقال : هَتَك اللّه‏ُ سترَ الفاجر .و هَتَّكَ الأستارَ ؛ شُدِّدَ للكثرة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۵۰۲ هتك .

9.. في بعض المصادر : «اذكروا الفاسق بما فيه» . و في بعضها : «قولوا في الفاسق ما فيه» .

10.. التبيان ، ج ۹ ، ص ۳۴۹ ؛ مجمع البيان ، ج ۹ ، ص ۲۲۴ ؛ تفسير الرازي ، ج ۳ ، ص ۱۶۹ ؛ البحر المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۹۸ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
150

و لَعَمْري إنّ ما يَهجُم على القلوب من رَوعة۱ /۴۵۴/ المعاينة و لَوعة۲ المشاهدة أهلع۳ له و أجلب۴ للجزع ممّا تسمعه الاُذنان، فالمعاينة أنكأ۵ للقلب و أنشب۶ في الخلب۷ من المسموع، ثمّ العلم بمُخبَر الخبر استدلاليٌّ ما لم يَبلُغ حدَّ التواتر على خِلاف فيه، و المعايَنة يَحصُل منها العِلمُ الضروريُّ، و شَتّانِ ما۸ بين المستدَلّ عليه و المُعايَن المضطرّ إليه.

و لهذا قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: بين الحقّ و الباطل أربَعُ أصابعَ ؛ فالحقُّ ما رأيتَ، و الباطل ما سَمِعتَ. و وَضَعَ الأصابعَ بين عينه۹ و اُذنه عليه‏السلام.۱۰

و فائدة الحديث: إعلام أنّ للعلم الّذي يَحصل مِن المعاينة مَزيّةً على ما يَحصُل استدلالاً.

و راوي الحديث: ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

1.. الرَّوع و الرُّوع و التروُّع : الفَزَع . يقال : راعَني الأمرُ أي أفزعني . و الروعة : الفَزْعة ، و هي المرّة الواحدة من الفزع . و الرَّوع من الجمال و الكثرة [و غيرهما] . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۳۵ روع .

2.. اللَّوعة : وَجَعُ القلب من المرض و الحُبّ و الحزن . و قيل : هي حُرقة الحزن و الهوى و الوجد . لاعَه الحُبُّ فلاعَ و التاعَ فؤادُه أي احترق من الشوق . و لوعةُ الحُبّ : حُرْقَتُه . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۲۷ لوع .

3.. الهَلَع : الحرص ، و قيل : الجزع و قلّة الصبر ، و قيل : هو أسوأ الجزع و أفحشه . و الهَلوع : الضَّجور . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۷۴ هلع .

4.. «ألف» : ـ و أجلب .

5.. نَكَأَ القرحةَ : قَشَرها قبل أن تَبرأ فَنَدِيَتْ . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۷۳ نكأ .

6.. «ألف» : أنشأ .
و نَشِبَ الشيءُ في الشيء كما يَنشَب الصيد في الحبالة . و نشب بعضهم في بعض أي دخَل و تعلّق . و النُّشاب : النبل ، أو السِّهام . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۵۷ نشب .

7.. «ألف» : الجلب .
و الخِلب : حجاب القلب ، أَو حجاب بين القلب و سواد البطن ، و الخلب : الكبر في بعض اللغات . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۳۶۵ خلب .

8.. «ألف» : + ما .

9.. «ب» : عينيه .

10.. نقل بالمعنى ؛ فإنّه عليه‏السلام قال : «أما إنّه ليس بين الحقّ و الباطل إلاّ أربع أصابع» فسئل عليه‏السلام عن معنى قوله هذا ، فجمع أصابعه ووضعها بين اُذنه و عينه ، ثمّ قال : «الباطل أن تقول : سمعت ، و الحقّ أن تقول : رأيت» . راجع : نهج البلاغة ، الخطبة ۱۴۱ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11061
صفحه از 465
پرینت  ارسال به