143
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

ذلك كانت الدنيا آمنةً مطمئنّةً، فلمّا انفصلت بركته صلى‏الله‏عليه‏و‏آله من بين القوم ثارَتِ الفتنُ كقِطَعِ الليل! أعاذنا اللّه‏ تعالى منها، و ختم لنا بالخير.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ بَعدَه بلاءً عامّا سيَشمل الخَلق.

و راوي الحديث: معاوية بن أبي سفيان.

۷۳۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّما الرِّضاعَةُ مِنَ المَجاعَةِ.۱

رَضِعَ الصبيُّ اُمَّه يَرضَعها رَضاعا كسَمِعَ سَماعا، و رَضَعَ يرضِع رَضْعا لغةُ نَجدٍ، و الرضاعة كالرضاع.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الرَّضاعة الّتي توجِب الحرمةَ هي أن يكون الراضع ـ يعني الصبيّ ـ جائعا، فيرضع فيدبّ اللبن في أعضائه و أوراده و مجاريه فينبت اللحمُ منه.۲

و روي عن عائشة: أنّ النبيَّ۳ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله دَخَلَ عليها و عندها رجُل، فتَغيَّر وَجهُه، و۴ كَرِهَ ذلك! فقالت:۵ إنّه۶ أخي مِن الرضاعة. فقال عليه‏السلام: انظُرن ما إخوانُكنّ؟ فإنّما الرضاعة من المجاعة.۷

و قال عليه‏السلام: لا رَضاع بَعد الحولين، و إنّما الرضاع ما أنبتَ اللحمَ، و أنشَرَ العَظمَ.۸

1.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۹۸ ، ح ۱۱۷۶ و ۱۱۷۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۹۴ و ۱۳۸ و ۱۷۴ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ،ص ۱۵۸ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۱۵۰ ؛ صحيح مسلم ، ج ۴ ، ص ۱۷۰ . الخلاف للطوسي ، ج ۵ ، ص ۹۷ ؛ تذكرة الفقهاء للحلّي ، ج ۲ ، ص ۶۱۹ .

2.. «ألف» : فينبت فيه اللحم .

3.. في المصدر : رسول اللّه‏ .

4.. في المصدر : + كأنّه .

5.. في المصدر : «فقلت» .

6.. «ألف» : ـ إنّه .

7.. سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۱۵۸ .

8.. تفسير الثعلبي ، ج ۲ ، ص ۱۸۱ ؛ و ج ۳ ، ص ۲۸۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
142

أوّل الكتاب شرحا شافيا.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الأعمال كلَّها محتاجة إلى النيّات، و أنّ العمل المجرّد عن النيّة عُطُلٌ۱.

و راوي الحديث: عُمَرُ بن الخطّاب.

۷۳۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّما التَّصفيحُ لِلنِّساءِ.۲

«التصفيح»: مِثل التصفيق، و منه المُصافحة في السلام، و هذا الحديث أورَدَه البخاريُّ في صحيحه،۳ و مضى شرحُه في أوّل الكتاب أيضا.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ المرأة ليس لها إذا كانت في الصلاة أن تتكلّم بتسبيحٍ أو ذِكر ؛ لأنّهنّ عورات، بل يصفِّقن۴ بأكُفِّهنّ.

و راوي الحديث: سهل بن سعدٍ الساعدي.

۷۳۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّما بَقِيَ مِنَ الدُّنيا بَلاءٌ وَ فِتنَةٌ.۵

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: الباقي من الدنيا /۴۵۲/ كُلُّه مِحنةٌ و بلاء و فتنة، و هذا ممّا أَخبَرَ فيه بالغيب ؛ لأنّك رأيتَ كيف۶ فُتحتْ أبوابُ الفِتَن و البلاء بَعدَه بالقتل الذَّريع۷ و الجَلاء الفظيع۸، و ما قبل

1.. عُطُلٌ أي مُهمَل و معطَّلٌ ؛ قوسٌ عُطُلٌ : لا وَترَ عليها ، و قد عطَّلها ؛ و رجُل عُطُلٌ : لا سلاح له ، و الأعطالُ مِن الخيل والإبل : الَّتي لا قلائد لها و لا أرسان لها . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۵۴ عطل .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۹۷ ، ح ۱۱۷۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۳۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۶۴ ؛ سنن النسائي ،ج ۳ ، ص ۴ ؛ مسند الحميدي ، ص ۴۱۴ .

3.. صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۶۴ ؛ و ج ۳ ، ص ۱۶۶ .

4.«ألف» : يصفقهنّ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۹۷ ، ح ۱۱۷۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۹۴ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۶۷ ، ص ۴۹ ؛ المعجمالكبير ، ج ۱۹ ، ص ۳۶۸ ؛ كتاب أمثال الحديث للرامهرمزي ، ص ۹۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۷ ، ح ۵۲۸۷ .

6.. «ب» : ـ كيف .

7.. الذريع : السريع ، و موتٌ ذَريع : سريعٌ فاشٍ لا يكاد الناس يتدافنون . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۹۷ ذرع .

8.. فَظُعَ الأمرُ و أفظَعَ : اشتدَّ و شَنُعَ و جاوز المقدارَ و برَّح ، فهو فظيع و فَظِعٌ و مُفظِع . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۵۴ فظع .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11016
صفحه از 465
پرینت  ارسال به