135
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

و في الحديث: أنّها إذا۱ لم تُقبَل لُفَّتْ كما يُلَفُّ۲ الثوبُ الخَلِق۳، فيُضرَب بها وجهُ صاحبها!۴ فهذا شغل الصلاة.

و روي أنّ أمير المؤمنين عليه‏السلام كان إذا أراد أن يصَلِّيَ يَحمارُّ مَرّةً و يَصفارُّ أُخرى، فقيل له في ذلك؟ فقال: ويحَكم! أ تَدرون مَن الّذي اُريدُ أن اُناجيه؟!۵

و فائدة الحديث: الأمر بتعظيم أمر الصلاة و الترشّح له۶.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن مسعود.

۷۲۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ رَبِّي أَمَرَني أَنْ يَكونَ نُطقي ذِكراً، وَ صَمتي فِكْراً، وَ نَظَري /۳۹۱/عِبرَةً.۷

ذُكر أنّ هذا الكلام ذَكَرَه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في خِلال خطبةٍ خَطَبها صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فيقول عليه‏السلام: أمرني ربّي أن لا أتكلّم إلاّ بما يكون ذِكرا للّه‏ تعالى أو كالذكر، و إذا صَمَتُّ أن لا يكون فكري إلاّ في صُنعِه ـ عزّ و علا ـ على طريق الاستدلال على حكيمِ صُنعه و عجيب فِطرته، و إذا نظرتُ إلى المخلوقات أن لا يكون نظري إلاّ اعتبارا.

و «العِبرة» مِن العبور الّذي هو التجاوز، و معناه الحالة الّتي يُتجاوَز إلى ما وراءَها حُكما بالشاهد على الغائب فيُتَّعظ بها.

1.. «ألف» : ـ إذا .

2.. «ألف» : يفلّ .

3.. «ب» : ـ الخلق .

4.. نقل بالمضمون ملخّصا . راجع: المعجم الكبير للطبراني ، ج ۳ ، ص ۲۶۳؛ مسند الشاميّين ، ج ۱ ، ص ۲۴۰ ، ح ۴۲۷؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۳۱۷ ، ح ۱۹۰۵۳ ؛ لئالي الأخبار ، ج ۴ ، ص ۲۶ .

5.. لم نعثر عليه ، نعم روي قريب منه في الإمام زين العابدين عليه‏السلام . راجع : الطبقات الكبرى ، ج ۵ ، ص ۲۱۶ ؛ العقد الفريد ، ج ۳ ،ص ۱۱۴ ؛ التذكرة الحمدونية ، ج ۱ ، ص ۱۶۸ ، الرقم ۲۹۳ ؛ مناقب آل أبي طالب ، ج ۳ ، ص ۲۸۹ ؛ إتحاف السادة المتّقين ، ج ۳ ص ۴۲ . في المصدر : يصفّر و يحمّر .

6.. الترشّح و الترشيح : لَحسُ الاُمّ على طفلها من النَّدوَّة ـ أي الجماعة ـ حين تلده ، و الترشيح أيضا : التربية و التهيئةللشيء . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۴۹ رشح .

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۸۹ ، ح ۱۱۵۹ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۳ ، ص ۵۵ . مشكاة الأنوار ، ص ۱۱۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۳ ،ص ۱۶۵ ، ح ۴۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
134

قَرَعَ البابَ و لم يَعجز عن القرع دَخَل.

و في كلام بعض المتأخّرين۱: من طلب و جَدَّ وَجَد، و من قرع۲ و لَجَّ وَلَج.۳

و راوي الحديث: ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

۷۲۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ في الصَّلاةِ لَشُغلاً.۴

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: في أداء الصلاة على۵ وَفق ما أمر اللّه‏ تعالى شغلٌ شاغل ؛ و ذلك أنّه ما كُلُّ مَن صلّى فقد صلّى ؛ إنّها تحتاج إلى مقدّمات يُحكِم المصلّي أمرَها مِن التطهّر و التوضّؤ و التوجّه و الخضوع و الخشوع و إحاطة العلم بالأركان و الفرائض و السنن و الآداب و التروك ؛ و إذا فَرَغَ من ذلك كُلِّه، و أراد الشروع في الصلاة، ينبغي أن يطهِّر قلبَه مِن شوَّب الشوائب، و يَنسلخ رأسا مِن الاُمور الدنيوية، فإذا عَقَدَها كان عليه أن يَحفظ نفسَه و خاطِرَه من الخَطَرات الخارجة، و هَيهات ؛ فإنّ ذلك شُغُلٌ لا يقوم به إلاّ المهذَّب مِن الرجال ! و دَعْ ذا كُلَّه ؛ أ ليس المصلِّي يناجي رَبَّه؟ و من۶ يناجي ربَّ العالمين ـ جلّ و علا۷ ـ فإنّه في أشغَل الشُّغل و أصعب الأمر.

و قد روي: أنّه لا يُقبَل من الصلاة۸ إلاّ رُبعُه /۴۴۹/ أو سُدسه أو أقلّ أو أكثر.۹

1.. هو العميد الكاتب أبو بكر عليّ بن الحسن الغسّاني كما في الاعجاز و الإيجاز ، و القهستاني كما في يتيمة الدهر فيمحاسن أهل العصر . كان معاصرا لمحمود بن سبكتكين و متّصلاً بولده محمّد ، يميل إلى علوم الأوائل ، و يُدمن النظر إلى الفلسفة ، جاء إلى بغداد سنة نيِّف و عشرين و أربعمئة . راجع : تتمة اليتيمة ، ص ۷۴ .

2.. في المصدر : + الباب .

3.. الإعجاز و الإيجاز للثعالبي ، ص ۱۱۸ ؛ يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر ، ج ۵ ، ص ۲۶۴ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۸۸ ، ح ۱۱۵۸ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۳۲۵ ، ح ۱۰۱۹ : سنن أبي داود ، ج ۱ ، ص ۲۱۰ ،ح ۹۲۳ ؛ سنن الترمذي ، ج ۱ ، ص ۲۴۱ ، ح ۳۸۸ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۹ ، ص ۱۱۹ ، ح ۵۱۸۸ . منتهى المطلب للحلّى ، ج ۱ ، ص ۳۱۴ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۱ ، ص ۲۹۹ .

5.. هذا هو الصحيح الفصيح في اللغة العالية . و ما جاء مِن حذف كلمة «على» في بعض الكلام لا يُعاجُ عليه . عبد الستّار .

6.. «ب» : ـ يناجي ربه؟ و من .

7.«ب» : و عزّ .

8.. «ب» : أنّ من الصلاة ما لا يُقبَل .

9.. فقه الرضا عليه‏السلام ، ص ۱۰۳ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۱۵۹ مع تفاوت يسير .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10964
صفحه از 465
پرینت  ارسال به