131
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ جبرئيل عليه‏السلام ذَكر لي فوقع في قلبي و رُوعي أنّه ليست نَفْسٌ تموت في الدنيا حتّى تَستوفي رزقَها۱ الّذي قَسَمَه اللّه‏ُ لها و أحاط /۳۹۰/ به سابقُ علمه أنّه يَصِلُ إليه، فلا تَنتحِروا۲ على الدنيا، و لا تتهافتوا۳ على حطامها، فما يَعلم اللّه‏ تعالى أنّه سيصل إليكم فإنّه واصلٌ لا محالةَ، و لا يُمكِنكم إيصالُ ما هو غير۴ معلوم للّه‏ تعالى من الرزق إلى أنفسكم، فلا تؤذوها و لا تَعِنُّوها۵.

و إنّما قال عليه‏السلام: «أجمِلوا في الطلب» تحرّزا من أن يَسمع ذلك مَن لا يَفهم فَحواه فيَتواكل۶ عن الطلب و يتقاعد، و إنّما يَحسُن التوكّل لا التواكل و الإغفال.

و قوله عليه‏السلام: «فاتّقوا اللّه‏» أي لا تطلبوا الرزق من غير وجهه.

و قال منصور الفقيه:

لا تُتعِبوا في الرزق أبدانَكم

فإنّما الرزق بمقدار

قد جَفَّتِ الأقلامُ فيه بما

يكون مِن يُسر و إعسار

فلم اُنافِس۷ في الغنى أهلَه

و لا تَطاولتُ على جار

و الفقر۸ خير مِن غنًى واسعيُورِث طولَ الذُّلّ في النار۹

1.. «ألف» : «تستكمل» بدل «تستوفي رزقها» .

2.. انتحر الرجُلُ أي نَحَرَ نفْسَه . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۹۷ نحر .

3.. الهَفْت : تساقط الشيء قطعة بعد قطعة ، و تهافت القومُ إذا تساقطوا موتا ، و تهافتوا عليه : تتابعوا . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۰۴ هفت .

4.. «ألف» : عنده .

5.. عَنَّ دابَّتَه عَنّا : جعل له عِنانا . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۲۹۱ عنن .

6.. تَواكَلَ القومُ مواكلةً و وِكالاً : اتَّكل بعضهم على بعض ، و استعنتُ القوم فتَواكلوا أي وكلني بعضُهم إلى بعض . انظر : لسانالعرب ، ج ۱۱ ، ص ۷۳۵ وكل .

7.. «ألف» : و لم اُنافس .

8.. «ألف» : و الفقير .

9.. راجع : للبيتين الأوّلين : بياض تاج الدين أحمد وزير ، ج ۱ ، ص ۵۵۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
130

الطعام، ثمّ تُفاتِحه بالكلام سُنّةً خَليليّةً «فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ»۱.

و فائدة الحديث: الأمر بتبجيل الضيف و تعظيمه.

/۴۴۷/ و راوي الحديث: أبو هريرة.

۷۲۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي أَنَّ نَفْساً لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَستَكمِلَ رِزقَها ؛ فَاتَّقوا اللّه‏َ، وَ أَجمِلُوا في الطَّلَبِ.۲

«القُدُس»: الطُّهر، و منه قيل للجنّة: حظيرة القدس، و قدّسه: طهّره، و تَقَدَّس: تطهّر.

و «روح القدس»: جبرئيل عليه‏السلام ؛ لأنّه يَنزِل مِن عند اللّه‏ بالقدس الّذي يطهّرنا به مِن خبث المعاصي، كالقرآن العظيم و الحكم الإلهيّة.

و «النَّفْث»: كالنفخ و هو دون التَّفْل، و قد نَفَث ينفُث.

و «الرُّوع»۳: الخَلَد۴ و النفْس. و قوله عليه‏السلام: إنّ في كلّ اُمّة محدَّثين و۵ مروَّعين.۶ و المروَّع: المُلْهَم كأنّه يُلقى في رُوعه الصواب، و ذَكر بعضُهم أنّ الرُّوعَ موضع الرَّوع: الفزَع۷، و هو قياس جَيِّد.

و قوله عليه‏السلام: «نفسا» إنّما نكّرها لتكون أعمَّ و أشيَعَ.

1.. هود ۱۱ : ۶۹ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۸۵ ، ح ۱۱۵۱ و ۱۱۵۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۲ ، ص ۴ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۵ ،ص ۲۶۴ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ص ۳۱۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۴۷ ، ح ۲۲۷۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۲۴ ، ح ۹۳۱۶ .

3.. الرُّوع ـ بالضمّ ـ : القلب و العقل ، و وقع ذلك في رُوعي أي نفسي و خَلَدي و بالي . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۳۷ روع .

4.. الخَلَد : البال و القلب و النفس ، و جمعه أخلاد ، يقال : وقع ذلك في خَلَدي ؛ أي في رُوعي و قلبي . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۶۵ خلد .

5.. في بعض المصادر : أو .

6.. تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ، ص ۱۵۲ ؛ غريب الحديث لابن قتيبة ، ج ۱ ، ص ۹۷ ، الرقم ۳۴ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ج ۱ ، ص ۲۳۱ ، ذيل مادّة «حدث» ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۴ ، ص ۹۶ ؛ النهاية لابن الأثير ، ج ۲ ، ص ۲۷۷ ذيل مادّة «روع» .

7.. القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۲ الروع ؛ فتح الباري ، ج ۸ ، ص ۵۵۳ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّالث
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 11013
صفحه از 465
پرینت  ارسال به