و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه تعالى يعطي الدنيا مَن اشتغل بالآخرة، و لا يعطي الآخرةَ من اشتغل بالدنيا.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۷۰۰.قوله صلىاللهعليهوآله: إِنَّ اللّهَ يَستَحيي مِنَ العَبدِ أَنْ يَرفَعَ إِلَيهِ يَدَيهِ فَيَرُدَّهُما خائِبَتَينِ۱.۲
قد تقدّم الكلام في الحياء و معناه و تحقيقه، و إذا اُطلِقَ على اللّه كان مجازا، و معناه أنّه ـ عزّ و جلّ ـ لا يَرضى ذلك و لا يريده و لا يحكم به.
فيقول صلىاللهعليهوآله: لا يَرضى اللّه تعالى أن يسأله العبد رافعا يديه إليه متضرّعا خاشعا فيَردّه بالخيبة الصريحة و الردّ البحت و الحرمان الخالص كما يَفعل بنو آدم. و «رفعُ اليدين إلى اللّه تعالى» هيئة السؤال! هذا إذا كانت المصلحة في إعطائه ؛ فإذا۳ لم تَقتَضِ المصلحةُ ذلك، أخّر ذلك إلى يوم القيامة، و أعطاه /۴۳۶/ ما هو أعوَدُ عليه و أنفع له ؛ مراعاةً لمصلحته، و محافظةً على الأجدى عليه الأصلح ؛ و اللّه تعالى أعلم بعبده۴ منه بنفسه.
و قد جاء في الحديث في ذكر الحياء: إنّ اللّه حييٌّ، فإذا اغتسل أحدُكم فليَستتر بشيء.۵ أي لا يرضى العُريَ و كشفَ الستر.
و في الحديث: إنّ مِن عِباد اللّه مَن لو أفقره لأطغاه، و إنّ من عباده من لو أغناه لأطغاه، فاقنَعوا بما رَزَق اللّه،۶ أو كما قال.
1.. «ألف» : خابيتين .
2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۱۶۵ ، ح ۱۱۱۰ و ۱۱۱۱ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۵۳۵ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۳ ،ص ۱۶۳ ؛ المعجم الكبير ، ج ۶ ، ص ۲۵۲ . مكارم الأخلاق للطبرسي ، ص ۲۷۶ ؛ و عنه في بحار الأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۳۶۵ ، ح ۱۱ .
3.. «ألف» : فإن .
4.. «ألف» : بالعبد .
5.. يشبه النقل بالمعنى؛ فإنّ الحديث قد روي بألفاظ شتّى. راجع: المصنّف للصنعاني ، ج ۱ ، ص ۲۸۸ ، ح ۱۱۱۱؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۵۱ ، ح ۴۰۱۲؛ سنن النسائي ، ج ۱ ، ص ۲۰۰؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۲۲ ، ص ۲۶۰؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱ ، ص ۱۹۸؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۳۸۷ ، ح ۲۶۶۶۰۵ ـ ۲۶۶۶۰۷ .
6.. لم نعثر عليه بهذه الألفاظ ، نعم روي ما يقرب من مضمونه في الحديث القدسي هكذا : . . . و إنَّ من المؤمنين مَن لا يَسَعُه إلاّ الفقر ، و لو حَوَّلتُه إلى الغنى كان شرّا له ؛ و منهم من لا يسعه إلاّ الغنى ، و لو حوّلته إلى الفقر لكان شرّا له . المؤمن للحسين بن سعيد ، ص ۳۲ ، ح ۶۱ .