97
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

أي صار أميرا، و الأمير: ذو الأمر المقبول، و الإمرة أيضا: الأمارة، و قد تَأمَّرَ فلان عليهم أي تسلّط، و أمّره السلطانُ: جعله أميرا. و الاستذلال و الإذلال و التذليل ثلاثتها في معنى واحد.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن فارَقَ الكلمة، و خَرَقَ الإجماعَ المنعقد بين الاُمّة، و استذلّ أمر الإمامة أي لم يوجب طاعة الإمام على نفسه و هو محقّ، لَقِيَ اللّه‏َ تعالى و لا وجه له عنده ؛ أي لا حرمة و لا جاه و لا قَدْر۱.

و قيل: إنّ الجاه هو الوجه فقُلِبَ، تقول: أوجَهتُه و وجّهته أي جعلته وجيها، و هذا الكلام إعظام لأمر الإمامة، و إعلامُ أنّ العاصي للإمام المحقِّ لا وجه له عند اللّه‏ تعالى، و استذلال الإمارة هو عصيان الإمام ؛ إمّا باعتقاد أنّه لا تجب طاعتُه، أو بأن يأمرَه أمرا فيَمتنع مِن قبوله و ارتسامه و المسارعة إليه، و كلّ ذلك استذلالٌ للإمام.

و فائدة الحديث: تعظيم أمر الإجماع و الإمامة، و إعلام أنّ مَن خَرق الإجماع و استذلّ الإمام خرج من الإسلام ؛ لأنّه لو كان مسلما لكان له عند اللّه‏ تعالى قدر و جاه.

و راوي الحديث: عثمان بن عفّان.۲

۳۱۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن نَزَعَ يَدَهُ مِنَ الطَّاعَةِ لَم يَكُن لَه يَومَ القيامَةِ حُجَّةٌ، وَ مَن فَارَقَ الجَماعَةَ ماتَ مِيتَةً جَاهِليَّةً.۳

و هذا الحديث أيضا كالحديثين المتقدّمين، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن كَفَّ يدَه من الطاعة ـ أي طاعة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و الأئمّة بعده القائمين مقامه الّذين هم خلفاؤه في الأرض والحجج على العباد ـ

1.. «ألف» : وزر .

2.. «ألف» : ـ بن عفّان .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۷۷ ، ح ۴۵۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۳۳ و ۳۰۶ ؛ و ج ۳ ، ص ۴۴۵ ؛ صحيح البخاري ، ج ۸ ،ص ۸۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۶ ، ص ۲۱ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۱۹ . كتاب الأربعين للقمّي ، ص ۱۵۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۹ ، ص ۲۳۱ مع اختلاف يسير في كلّ المصادر .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
96

و قوله عليه‏السلام: «شبرا» نصبُه على المصدر.

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَقبل اللّه‏ُ لصاحبِ بدعة صوما و لا صلاةً و لا صِدقةً و لا حجّا۱ و لا عمرةً و لا جهادا و لا صَرفا و لا عدلاً، و يَخرج من الإسلام كما تَخرج الشعرةُ /۲۲۳/ من العجين.۲

و قال عبد اللّه‏ بن مسعود في قوله تعالى: «وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّه‏ِ جَمِيعا»۳ قال: الجماعة.

و۴ قال الفضيل: صاحبُ البدعة لا تأمَنْه على دينك۵، و لا تشاوره في أمرك، و لا تجلس إليه ؛ فإنّه مَن جلس إلى صاحب بدعة ورّثه العمى.۶

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: عليكم بالجماعة ؛ فإنّ يد اللّه‏ مع الجماعة.۷

و فائدة الحديث: مراقبة الإجماع في الدين، و طرحُ البدع و الضلالات الّتي نَصَبَها الجُهّال شُرُكا ؛ ليصطادوا بها الناس، و يَختِلوهم۸ عمّا في أيديهم، و يَترأَّسوا عليهم، و منشأ كلّ بدعةٍ مِن طلب الرئاسة.

و راوي الحديث: أبو ذرٍّ رحمة اللّه‏ عليه.

۳۱۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن فَارَقَ الجَماعَةَ، وَ استَذَلَّ الإِمارَةَ، لَقِيَ اللّه‏َ وَ لا وَجهَ لَهُ عِندَهُ.۹

هذا الحديث كالّذي قبله، و الإمارة مصدر الأمير، و قد أَمَرَ فلان علينا ـ و أمُرَ بالضمِّ لغة ـ

1.. «ألف» : ولا حجّا و لا صدقةً .

2.. سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۱۹ ، ح ۴۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۲۲۱ ، ح ۱۱۱۵ ؛ تهذيب الكمال للمزّي ، ج ۲۶ ، ص ۳۷۴ ،ح ۵۵۸۳ .

3.. آل عمران ۳ : ۱۰۳ .

4.. «ألف» : ـ و .

5.. «ألف» : دمّتك .

6.. راجع : جامع البيان للطبري ، ج ۴ ، ص ۴۲ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۳ ، ص ۱۶۱ .

7.. راجع : زاد المسير لابن الجوزي ، ج ۲ ، ص ۱۲ .

8.. «ألف» : يحيلوهم .
و خَتَلَه و خاتَلَه : خَدَعَه عن غفلة . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۱۹۹ ختل .

9.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۷۶ ، ح ۴۴۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۸۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۱۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۲۰۸ ، ح ۱۰۴۱ . الغدير ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۳ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2172
صفحه از 488
پرینت  ارسال به