93
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: الأمر بالرفق و التثبّت، و النهي عن الخُرْق و الطَّيشوشة۱.

و راوية الحديث: عائشة.

۳۱۴./۲۰۳/ قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن آثَرَ مَحَبَّةَ اللّه‏ِ عَلَى مَحَبَّةِ النَّاسِ كَفَاهُ اللّه‏ُ مَؤُونَةَ النَّاسِ.۲

«المَؤونة»: ما يثقُلُ على الإنسان حمله، تُهمَز و لا تُهمَز، و هي فَعولة.

و قال الفرّاء: هي مَفعُلة مِن الأين و هو التعب و الشدّة، و يقال: هو مَفعُلة مِن الأَوْن۳ و هو الخُرْج۴ و العِدل۵ ؛ لأنّه ثِقل على الإنسان.۶

قال الخليل: و لو كان مَفعُلة لكان مَئينَةً مثل معيشة.۷

و جوّز الأخفشُ أن يكون مَفْعُلةً، و مَأَنتُهم أمأَنُهم مَأْنا احتَملتُ مؤونَتَهم، و مَن ترك الهمزة۸ قال: مُنْتُهم أَمونُهم.۹ و قد ذُكِرَ فيما مضى.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن آثَرَ مَحَبَّةَ اللّه‏ تعالى، و اتَّبَعَ رضاه، و اختارَه على رضا الخلقِ، كفاه اللّه‏ُ تعالى ما يَخافه و يتوقّعه من شرّهم ؛ لأنّهم عباده، و نواصيهم بأيدي قدرته، فإذا أقبل العبدُ على اللّه‏ تعالى مراقبا جانبَه متتبّعا مراضيه، آمَنَه اللّه‏ُ تعالى جرائر الناس، و كفاه مؤوناتِهم و أثقالَهم.

1.. الطَّيْش : خفَّة العقل . لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۱۲ طيش .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۷۵ ، ح ۴۴۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۷۹۰ ، ح ۴۳۱۲۷ و ۴۳۱۲۸ ؛ تفسير نور الثقلين ، ج ۵ ،ص ۲۸۵ ، ح ۴۹ .

3.. الأَوْن : الإعياء و التعب كالأين ، و قال ابن الأعرابي : الأوْن : العِدل و الخُرج يُجعل فيه الزاد . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۳۹ أون .

4.. الخُرْج : من الأوعية ، معروف عربيٌّ ، و هو جوالق ذو أونَين بالفارسية : خورجين ، جمعه خِرَجة . انظر : لسان العرب ،ج ۲ ، ص ۲۵۲ خرج ؛ فرهنگ أبجدي ، ص ۳۵۹ (الخرج) .

5.. العِدل : نِصف الحِمل يكون على أحد جنبي البعير . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۴۳۲ عدل .

6.. نقل عنه الجوهري في الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۹۸ مأن .

7.. نقله أيضا الجوهري في الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۹۸ مأن .

8.. «ألف» : الهمز .

9.. نقله أيضا الجوهري في الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۹۸ مأن .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
92

جُمع جميعا۱، ثمّ يُقْذَف به في نار جهنّم.۲

و فائدة الحديث: النهي عن اكتساب المال و ادّخار العقدة من هذا /۲۲۱/ الوجه، و جمعه من هنا و ثَمّ، و إعلام أنّه يذهب و لا يبقى.

و راوي الحديث: أبو سَلَمَة الحِمصي.

۳۱۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن اُعطِيَ حَظَّهُ مِن الرِّفقِ فَقَدْ اُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الخَيرِ.۳

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن خَلَقَه اللّه‏ُ تعالى رصينا۴ رزينا وَقورا أمينا لم يُلابِس شيئا من اُمور الدنيا إلاّ رَفَقَ به و قَدَّرَ۵ الوجوه فيه، و نظر في العواقب، فقد أعطاه اللّه‏ خير الدنيا و الآخرة ؛ لأنّه ينظر في اُمور الدنيا فيتحامى۶ ما۷ يَجرّ العداوات و الخصومات، و ينظر في أحوال الآخرة أيضا، و يقول: إنّي۸ إن لم اُحكِم اُموري في هذه الدنيا الغدّارة الغرّارة لم أقدَم في عرصة القيامة إلاّ على الخسران، فإذا نظر في ذلك أحكَمَ أمرَه و دَبَّرَه كما ينبغي، فيكون قد جَمع خير۹ الدنيا إلى خير الآخرة ؛ لأنّ الرفيق بالاُمور يحمده الناس، و لا يَحُلّ به في الدنيا ما يَستوخم عاقبتَه فيها، و يَقدم في القيامة على ما قدّمه من الخير.

1.. «ب» : جمعا .

2.. تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۹ ، ص ۲۰۸ ؛ و ج ۶۰ ، ص ۴۰۹ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۲۳ ، ص ۴۴۶ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۱۵ ،ح ۹۲۶۵ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۷۴ ، ح ۴۴۴ و ۴۴۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۱۵۹ ؛ و ج ۶ ، ص ۴۵۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ،ص ۲۴۸ ، ح ۲۰۸۲ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۱۰ ، ۱۹۳ ؛ مسند الحميدي ، ج ۱ ، ص ۱۹۳ ، ح ۳۹۳ .

4.. «ألف» : رضينا .
نقل عن اللحياني «رَضينَ» جمع «رَضٍ» ، و هذا لا يصحّ في المقام ؛ و أمّا الرصين بمعنى المحكم الثابت يناسب المقام . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۸۱ رصن ؛ وج ۱۴ ، ص ۳۲۳ (رضو) .

5.. «ألف» : قدّد .

6.. يتحامى أي يتوقّى و يجتنب . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۰۰ حمي .

7.. «ب» : ـ ما .

8.. «ألف» : ـ إنّي .

9.. «ألف» : خسر .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1968
صفحه از 488
پرینت  ارسال به