و في حديث كعبٍ: و ذَكَرَ الجنّةَ فقال: فيها هنابير مسك۱ أي تُلُول مسك۲، و قيل۳: أراد بها الأنابير، فقَلَبَ الهمزةَ هاءً لِقرب مَخرجهما.
و قال الهُنائيّ۴: الهنابر: الحفائر بين الآكام۵، واحدتها نُهبورة.۶
فيقول صلىاللهعليهوآله: من أصاب مالاً و لم يَتحرَّ جهةَ حِلّه، بلى۷ قَمَشَ۸ مِن هُنا و ثَمَّ۹ غيرَ مفكِّر في الحلال و الحرام، لم يصلح أن يُعتقد و يُجعل عقدةً، و لا يبقى، بل يُذهِبُه اللّهُ تعالى في نهابر أي في مَهالك ؛ أي يَذهَب عنه و يطير من يده، و كثيرا ما سمعت المتصرّفين يقولون: إنّ مَثَلنا و مَثَلَ ما يدور في أيدينا و نجمعه من الأموال مثل السَّلَّة۱۰ في الماء ما دامت فيه فهي ممتلئة، فإذا استخرجتَها لم يبقَ فيها شيء.
و قال صلىاللهعليهوآله: مَن لم يُبالِ مِن أين كسب المال، لم يبالِ اللّهُ مِن أين أدخله النار.۱۱
و قال عليهالسلام: مَن أصاب مالاً مِن مآثم، فوَصَل به رحِما، أو تصدّق به، أو أنفقه في سبيل اللّه،
1.. الفائق في غريب الحديث ، ج ۳ ، ص ۴۱۱ ؛ النهاية في غريب الحديث ، ج ۵ ، ص ۲۷۸ . إشارة إلى حديث صفة الجنّة الّذي ذكره كعب الأحبار فقال : «فيها هَنابير مسكٍ ، يبعث اللّه تعالى عليها ريحا تُسمّى المثيرة ، فتثير ذلك المسك في وجوههم» .
2.. «ألف» : ـ مسك .
3.. اُنظر المصدرين المذكورين .
4.. في «ألف» يُقرأ : الهناوي . و الهُنائي هو أبو الحسن الهنائي الأزدي ـ المعروف بكراع النمل ـ صاحب كتاب المنضَّد فياللغه ، و كتاب المجرَّد ، و كتاب المنجد فيما اتفق لفظه و اختلف معناه . و المتوفّى سنة ۳۰۷ هـ . انظر : الصحاح ، مقدمة عطار ، ص ۱۰۰ ؛ كتاب الماء ، ج ۳ ، ص ۱۰۹۲ قيظ .
5.. «ألف» : الأكابر .
و الأكَمَة : التّل من القُفّ و هو حجر واحد ، و الجمع أكَمات و أَكَم ، و جمع الأكَم إكام مثل جَبَل و جبال ، و جمع الإكام اُكُم مثل كتاب و كُتُب ، و جمع الاُكُم آكام مثل عُنُق و أعناق ، كما في جمع تمرة . انظر : كتاب العين ، ج ۵ ، ص ۳۲۰ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۰ أكم .
6.. راجع : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۳۹ نهبر .
7.. كذا في المخطوطتين ، و الأولى : بل .
8.. قَمَشَه : جَمَعَه . لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۳۸ قمش .
9.. أي : و هناك .
10.. السَّلَّة : وعاء يُحمل فيه الفاكهة . المصباح المنير ، ج ۲ ، ص ۲۸۶ سلل .
11.. مكارم الأخلاق ، ص ۴۶۸ ؛ عدّة الداعي ، ص ۷۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۱۶ ، ح ۹۲۷۱ .