9
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

أحسَنَ التواضعَ بمَن خُلق أوّلاً مِن ترابٍ و طينٍ، ثمّ مِن ماءٍ مَهين، و انسلك مِن مَبال في مبال، ثمّ سَقَطَ إلى مِحنةٍ و وبال، أفيرخِّص العقلُ له أن يَنظر إلى ظلّه، و يَجعل لنفسه موضعا و لرِجله موطنا، يتكبّر بنفسه على بني جنسه؟ لا و اللّه‏ ؛ فإنّ الكبرياء للّه‏، كما قال عزّ مِن قائل: الكبرياء رِدائي، و العظمة إزاري، فمَن نازعني واحدا منهما ألقيتُه في النار.۱

/۱۸۱/ و في حديث آخَر: ما من آدميّ إلاّ و في رأسه سلسلتان: سلسلةٌ إلى السماء السابعة، و سلسلة إلى الأرض السابعة، فإذا تواضَعَ رفَعَه اللّه‏ إلى السماء السابعة، و إذا تكبّر وَضَعَه اللّه‏ إلى الأرض السابعة.۲

و عن عون بن عبد اللّه‏: مَن كان في صورة حسنة، و في موضع۳ لا يَشينه، و وُسّع عليه من۴ الرزق، ثمّ تواضَعَ للّه‏۵، كان ممّن خلص۶ للّه‏۷.۸

و في الحديث: إنّ العبد إذا تواضع للّه‏۹ رَفَعَ اللّه‏ حكمتَه، و قال: انتعِشْ۱۰ رَفَعَك اللّه‏! فهو في نفسه حقير، و في أعين الناس كبير، و إذا تكبّر و عدا طورَه خفضه اللّه‏ إلى الأرض، و قال: اخسَأْ خَسَأَك۱۱ اللّه‏! فهو في نفسه كبير، و في أعين الناس حقير، حتّى أنّه أحقر في أعينهم من الخنزير.۱۲

1.. المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۲۴۹ ، ح ۲ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۳۳۱ ، ح ۱۴۶۴ .

2.. مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۸ ، ص ۸۳ ؛ فوائد العراقيّين لابن النقّاش ، ص ۱۰۸ ، ح ۱۰۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۱۵ ،ح ۵۷۴۵ .

3.. في المصدرين : «منصب» بدل «في موضع» .

4.. في المصدرين : «في» .

5.. في المصدرين : ـ «ثمّ تواضع للّه‏» .

6.. «ب» : خالص .

7.. في المصدرين : «كان من خالصة اللّه‏» .

8.. عيون الأخبار لابن قتيبة ، ج ۴ ، ص ۲۰ ؛ ربيع الأبرار ، ج ۲ ، ص ۱۸۹ ، الرقم ۳۵ .

9.. «ألف» : ـ للّه‏ .

10.. انتَعَشَ : ارتفع ، و انتَعَش العاثرُ إذا نَهَضَ من عثرته . لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۳۵۵ و ۳۵۶ نعش .

11.. خَسَأَ الكلبَ و الكلبُ بنفسه يَخسأ خُسوءا ، يتعدّى و لا يتعدّى : بَعُدَ و اُبعِدَ ، و الخاسئ : المطرود ، وَ الصاغر القَمِئ ، و قوله تعالى : «اخسؤوا فيها» معناه تَباعُدُ سَخَطِ ، و يقال : اِخسأ إليك و اخسأْ عنّي . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۵ خسأ .

12.. جزء سفيان بن عيينة ، ص ۵۸ ، ح ۲۴ ؛ جامع بيان العلم و فضله لابن عبد البرّ ، ج ۱ ، ص ۱۴۱ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۳ ،ص ۴۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
8

و قيل: لو كان الكلام مِن فضّة لكان السكوت من ذهب.۱

و قيل: خطاء السكوت أيسَرُ۲ من خطاء الكلام، على أنّه لا خطاء في السكوت.۳

و قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: قل خيرا تغنم، و اسكت [عن شرٍّ] تسلم.۴

و قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: لا خير في الصمت عن الحكم، كما أنّه لا خير في القول بالجهل.۵

و فائدة الحديث: الأمر بالسكوت عمّا لا يعنيك، و إعلام أنّ السلامة و النجاة في السكوت.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۲۴۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن تَواضَعَ للّه‏ِِ رَفَعَهُ اللّه‏ُ، وَ مَن تَكَبَّرَ وَضَعَهُ اللّه‏ُ.۶

«الوَضْع»: الحَطّ في الأصل، و الضَّعَةُ في الحسب، ضدّ الرِّفعة و الشرف، و قد اُبدل۷ فيه الهاء من الواو، و رجُلٌ وضيع، و «التواضع»: تكلُّف الضَّعة من غير أن تكون. و «التكبُّر» على خلافه، كأنّه يَتكلّف الكِبْر، و شَتّانِ ما هما ؛ هذا۸ إلى العرش، و ذاك في الحَشِّ۹. و ما

1.. الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۱۴ ، ح ۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ، ص ۱۸۳ ، ح ۱۶۰۲۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۲۹۸ ، ح ۷۰ عنالإمام الصادق عليه‏السلام .

2.. «ألف» : خير .

3.. مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۲۹۹ .

4.. كشف الخفاء للعجلوني ، ج ۱ ، ص ۴۲۶ .

5.. نهج البلاغة ، الحكمة ۱۸۲ ؛ الكافي ، ج ۸۰ ، ص ۲۰ ، ح ۴ ؛ تحف العقول ، ص ۹۴ ؛ خصائص الأئمّة ، ص ۱۱۲ .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۱۹ ، ح ۳۳۵ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۱۴۰ ؛ التواضع و الخمول لابن أبي الدنيا ، ص ۱۰۲ ،ح ۷۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۱۳ ، ح ۵۷۳۵ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۲۲ ، ح ۳ ؛ كامل الزيارات ، ص ۴۵۵ ، ح ۶۹۰ ؛ تحف العقول ، ص ۴۶ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۱۱۶ مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة .

7.. «ب» : اُبدلت .

8.. «ألف» : ـ هذا .

9.. «ألف» : الحسن .
و الحَشّ و الحُشّ : البستان ، و جماعة النخل ، و مَخرج الغائط ؛ لأنّهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين . انظر : المصباح المنير ، ج ۲ ، ص ۱۳۷ ؛ لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۸۶ حشش .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2397
صفحه از 488
پرینت  ارسال به