85
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

تسهّل /۲۱۸/ ثَمَّ، و كان على الطالب أبرك و أسعد.

و ممّا نُسب إلى الشافعي بقوله لمحمّد بن الحسن الشيباني:

قلّ للّذي لم تَرَ عينُ مَن رآه مثلَهُ

العلم يَنهى أهلَه أن يَمنعوه أهلَهُ۱

و اُشير على۲ بعض أهل العلم بالشُّحِّ به۳ فقال: هو أحصَنُ جانبا مِن أن يفوز به غير مستحقّ له.۴

و فائدة الحديث: النهي عن كتمان العلم و الشحّ به على أهله.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۳۰۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنِ استَطاعَ مِنكُم أَن يَكُونَ لَهُ خَبِيئَةٌ مِن عَمَلٍ صالِحٍ فَليَفعَل.۵

«الخبيئة»: الخُلَّة المدَّخرة المستورة، مِن خَبَأتُ الشيءَ: إذا سَتَرتَه، و الجمع الخبايا، و منه الخابئة للحُبّ۶، إلاّ أنّهم أجمعوا على ترك همزه۷ تخفيفا، و الخَبْؤ و الخِبْؤ اسم لما خُبِئَ۸، و خَبْؤ السماوات: المطر، و خَبْؤ الأرض: النبات، و الخَبْؤ مصدر خَبَأَ.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أمكنه أن تكون له سريرةٌ صالحةٌ بينه و بين ربّه ـ عزّ و جلّ ـ فليفعل.

1.. اُنظر : شرح مقامات الحريري ، ج ۲ ، ص ۴۷۳ ؛ زهر الآداب و ثمر الأحباب ، ج ۱ ، ص ۳۴۳ .

2.. «ألف» : إلى .
و أشار إليه باليد : أومأ ، و أشار عليه بالرأي : أراه ما عنده فيه من المصلحة . انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۴۳۷ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۳۵۶ شور .

3.. «ألف» : ـ به .

4.. لم نعثر عليه .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۷ ، ح ۴۳۴ ؛ مسند ابن الجعد ، ص ۱۱۳ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱۵ ، ص ۱۲۷ .

6.. الخابية : الحُبّ ، و الحُبُّ : الجَرَّة الضخمة و الخابية و هو الذي يُجعل فيه الماء . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۶۲ خبأ و ص ۲۸۹ (حبب) .
و الحُبُّ بالفارسية : كوزه بزرگ ، خُم ، سبوى بزرگ . فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ج ۱ ، ص ۳۱۶ .

7.. «ألف» : همزهم . «ب» : همزة . و المراد ترك همز الخابية .

8.. «ألف» : يُخبَؤُ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
84

۳۰۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن سُئِلَ عَن عِلمٍ يَعلَمُهُ فَكَتَمَهُ اُلجِمَ بِلِجامٍ مِن نَارٍ.۱

مثل هذا الحديث قوله عليه‏السلام: العلم لا يَحلّ منعه.۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن سأله مسترشِد مستفيدٌ عن بعض ما لا بدّ منه من المعارف الدينيّة و المراسم الشرعيّة، فلم يُرشِده و لم يُفهِمه كتمانا لعلمه ؛ إمّا ضِنّا۳ به و شُحّا، و إمّا حسدا له لئلاّ يعلمه فيكون مثله، و إمّا ليبقى في تيه الجهالة، ألجَمَه اللّه‏ تعالى يوم القيامة بلجامٍ مِن نار عقوبةً على كتمان العلم ؛ و إنّما صارت عقوبته الإلجام مراعاةً لكون المعاقبة من جنس الذنب، كقوله عليه‏السلام في حديث المعراج: رأيت قوما يقرَّض شفاهُهم بمقاريض مِن نار، /۲۰۰/فقلت: مَن هؤلاء؟ فقال: هؤلاء خُطَباء اُمّتك، يقولون ما لا يفعلون!۴

و ليت شعري يُبخل بالعلم لماذا؟! و يُطوى عن المتعلّم لأيّ وجه؟! أ و لا يَعلم الكاتم للعلم البخيل به أنّه فَضلة ممّا عَلِمَه السلف؟ و كم قد تناقَلَتْه۵ الأقلام و الألسنة حتّى وَصل إليه، و كم ابتَذَلَتْه الأيدي حتّى حصل له؟! فهو فُضالة الأوّلين، و خَلَقٌ۶ من لباس الدارجين، و فيه شيء آخر ؛ و هو أنّ المتعلّم إذا كان به طَرَقٌ۷ فمُنع كان ذلك أحثَّ له و أحرص و أزيد في الرغبة و أحفز۸ إلى۹ الطلب، و لم يُغلِق اللّه‏ُ باب الخير، فإذا امتنع هنا

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۶ و ۲۶۷ ، ح ۴۳۲ و ۴۳۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۶۳ و ۳۰۵ و ۴۹۵ ؛ المستدرك للحاكم ،ج ۱ ، ص ۱۰۱ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۳۳۵ ؛ و ج ۴ ، ص ۲۹ ؛ و ج ۵ ، ص ۱۸۷ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۰ و ۱۱۴ و ۱۶۲ . التبيان للطوسي ، ج ۲ ، ص ۴۶ ؛ التفسير الصافي ، ج ۱ ، ص ۲۰۷ .

2.. فردوس الأخبار ، ج ۳ ، ص ۹۶ ، ح ۴۰۱۵ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۸۵ ، ح ۸۴ .

3.. وفتح الضاد فيه لغة الفرّاء .

4.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۲۰ ؛ تفسير السمعاني ، ج ۱ ، ص ۷۳ ؛ تفسير الرازي ، ج ۳ ، ص ۴۷ .

5.. «ألف» : تثاقلته .

6.. شيء خَلَقٌ و ثوب خَلَقٌ : بالٍ . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۸۸ و ۸۹ خلق .

7.. «ألف» : طريق .
و الطَّرَق : ضعف في الركبة و اليد يكون في الناس و الإبل . انظر : لسان العرب ، ج ۱۰ ص ۲۱۸ طرق .

8.. الخَفْز : حَثُّك الشيءَ مِن خَلفه سَوقا و غير سوقٍ . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۳۷ حفز .

9.. «ألف» : في .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1944
صفحه از 488
پرینت  ارسال به