81
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

مسائيةً، و السيِّئة أصلها سَيوِئَة فقلبت الواو ياءً و اُدغمت، و فلان سيِّئ الدِّخلة.

و «الخطأ»: تجاوز جهة الصواب، و قد يُمَدّ، و قُرئ قوله تعالى: «وَ مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنا خَطَأً»۱ على الوجهين.

و قال أبو الفتح عثمان بن جنِّي۲: الخطاء مِن أخطأتُ كالعطاء من أعطيت.۳ و۴ يقال: منه أخطأ و تَخَطَّأ۵، و الخطأ: الذنب، و خَطِئَ يَخطأ خَطَأً و خطاءً۶، و الخطيئة الاسم، و جمعُها الخطايا، و أصله خطائئ كخَطاعِع فقلبت الهمزة الثانية ياءً لما قبلها من الكسرة، ثمّ استَثقلتْ فقُلبت الياء ألفا، ثمّ قلبت الهمزة الاُولى ياءً لخفائها بين الألِفين، و قد۷ تقدّم ذكر ذلك، /۲۱۶/ و إنّما اُكرّر أمثال هذا عليك ؛ لئلاّ تحتاج إلى تطلّبها في مظانّها.

و معنى الحديث: أنّ الإنسان لا تَسوؤه الخطيئةُ حتّى يكون نادما على فعلها، و الندم: توبة، فإذا نَدِمَ على ما فرط منه غَفَرَ اللّه‏ تعالى له ذلك الذنب و إن لم يستغفر له بلسانه ؛ لأنّ الاعتبار بعقد القلب، و قد عقد الندم عليه.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ مَن حزن بعد الخطيئة و الذنب، و لام نفسَه و عاتَبَها، كان ذلك منه توبةً يَغفر اللّه‏ تعالى عندها ذنبه و إن لم يستغفر بلسانه.۸

و راوي الحديث: الحسن البصري.

1.. النساء ۴: ۹۲ .

2.. إبن جنّي الموصلي النحوي كان إماما في علم العربيّة ، قرأ الأدب على أبي علي الفارسي ، و له من التصانيف المفيدة في النحو كتاب الاختصاص و غيره . توفّي ببغداد سنة ۳۹۲ هـ راجع : وفيات الأعيان ، ج ۳ ، ص ۲۴۶ .

3.. راجع : تفسير مجمع البيان ، ج ۶ ، ص ۲۴۶ .

4.. «ب» : ـ و .

5.. «ألف» : يخطأ .

6.. «ب» : خطيئةً .

7.. «ب» : ـ قد .

8.. «ب» : ـ لأنّ الاعتبار بعقد القلب . . . لم يستغفر بلسانه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
80

إذا استُعمل الحياء في ذات اللّه‏ تعالى كان المعنى فيه أنّه لا يرضى ما يوصَف بأنّه يَستحيي منه.

و «الجِلباب»: الإزار، و قد جَلْبَبْتُه فتَجَلبَبَ، و يُسمّى القميصُ جلبابا و الخِمار أيضا، و لا يبعد أن يكون أصله من الجِلب و هو السحاب الرقيق الّذي ليس فيه ماء، و يقال: جُلْبٌ بضمّ الجيم.

و «الغِيبة»: ذكر الغائب بما فيه من نقيصة.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: من ارتكب الفضائح، و توسّع في القبائح، و لم يكترث من الناس و ممّا يقولون فيه من التعيير و التقبيح، و اعتاد المُجون۱، و لم يَحفِل۲ ما قال و ما قيل فيه ؛ فإن مزَّقه۳ غيره و ذَكَرَه بما فيه لم يكن مغتابا.

و روي في الحديث الشريف۴: مَزِّقوا الفاسقَ كي يَرتدع عنه۵ الناس۶، أو كما جاء.

فائدة الحديث: إعلام أنّ الّذي نزع عن نفسه لباس الحياء فيما يفعله بالقبيح ليس بغيبة.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۳۰۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن سَاءَتْهُ خَطيئَتُهُ غُفِرَ لهُ وَ إِن لَم يَستَغفِر.۷

«السُّوء»: اسم كلّ ما يَغُمُّ الإنسانَ و يحزنه، و قد ساءَه يَسوؤه سَوءا ـ بالفتح ـ و مَساءَةً و

1.. المُجون : أن لا يبالي الإنسانُ بما صَنَعَ . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۰۰ مجن .

2.. الحَفْل : المبالاة ، و ما حَفَلَه و ما حَفَلَ به يَحفِل و ما احتَفَل به أي ما بالى ، و ما يَحفِل : ما يُبالي . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۱۵۹ حفل .

3.. التمزيق : التخريق و التمطيع . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۴۲ مزق .

4.. «ب» : ـ الشريف .

5.. «ألف» : ـ عنه .

6.. لم نعثر عليه .

7.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۴ ، ح ۴۲۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۴ ، ص ۲۲۷ ، ح ۱۰۲۸۲ . و راجع أيضا : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۰ ، ص ۱۷۱ ؛ فيض القدير ، ج ۵ ، ص ۵۸۳ ، ح ۷۹۴۵ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۱ ، ص ۳۱۲ ؛ لسان الميزان ، ج ۲ ، ص ۱۸ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2374
صفحه از 488
پرینت  ارسال به