79
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و فائدة الحديث: إعلام أنّ العبد إذا عايَشَ الخَلقَ كَفافا، و لم يُضمر لغيره شرّا، غفر اللّه‏ ـ عزّ و جلّ ـ له.

و راوي الحديث: /۱۹۸/ أنس بن مالك.

۳۰۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أَلقَى جِلبابَ الحَياءِ فَلا غِيبَةَ لَهُ.۱

«الحياء»: انقباض النفس عمّا تُعيَّر به، يقال: حَيِيَ فهو حييٌّ، و استحيا و استحى، و

1.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۳ و ۲۶۴ ، ح ۴۲۶ و ۴۲۷ ؛ السنن الكبرى ، ج ۱۰ ، ص ۲۱۰ ؛ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ، ص ۴۲ ، ح ۱۰۲ ؛ الاستذكار لابن عبد البرّ ، ج ۸ ، ص ۵۶۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۸۱ ، ح ۸۵۲۵ . تحف العقول ، ص ۴۵ ؛ الاختصاص ، ص ۲۴۲ و فيه عن الإمام الرضا عليه‏السلام ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۴۱۲ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۶۴ ، ح ۵۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
78

يَمضيَ ثُلثُ الليلِ و يطلعَ و يقول: يا طالبَ الخير هَلُمَّ، و يا باغي الشرّ أقصِرْ، خوّفناكم فلم تخافوا، و شوّقناكم فلم تشتاقوا، و حذّرناكم فلم تحذروا! هكذا يقول حتّى يَمضي ثلثٌ آخر و يطلُع اُخرى و يقول: لو لا مشايخُ رُكَّعٌ، و فِتيانٌ خُشَّعٌ، و صِبيان رُضّع، و بهائم رُتّع، لصببنا عليكم العذاب صبّا.۱

و روي: أنّ جماعةً كانوا يَتنادمون۲ بالبصرة، و يجتمعون كلّ يوم، فتَخلّف ذاتَ يوم أحدُهم فطلبوه۳، فقال: اعلموا أنّي نظرت في زائجتي۴ البارحةَ فإذا بسِنّي و قد صارت أربعين! و أنشد:

يا رَبَّةَ الخِدْرِ۵ إنّي عنك في شُغُل

فحاولي للصِّبى غيري و للغَزل۶

في الأربعين إذا ما عاشها رجُلٌ
ما أوضَحَ العُذرَ و المنهاجَ للرجُل

و ودّعهم و انصرف.۷

و قال الشاعر:

إذا المرءُ جاز الأربَعين فَقُلْ لَهُ

بلغتَ مَدى الشُّبّانِ وَيحَكَ فاحْذَرِ

فإنّك۸ لا تدري متى أنتَ وارِدٌ

جَبا مَنهَلٍ جَمِّ۹ الشريعةِ أكدَرِ۱۰

و فائدة الحديث: إعلام أنّ ابن ستّين لا عذر له إن قَصَّرَ في حقّ نفسه.

و راوي الحديث: سهل بن سعد.

۳۰۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أَصبَحَ لا يَنوي ظُلمَ أَحَدٍ، غُفِرَ لَهُ مَا جَنَى.۱۱

لمّا كان الظلم عامّا في بني آدم لا يخلو منه إلاّ مَن جاهد نفسَه و قَمَعَها و تَأَدَّبَ بأدب اللّه‏ تعالى، قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذلك. و ما أحسَنَ ما قال العَصَريّ۱۲ هو المتنبّي:

و الظلم في۱۳ خلق النفوس فإن تجِدْ

ذا عِفّةٍ فَلِعلّةٍ لا۱۴ يَظلم۱۵

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن عفّ و كفّ نفسه عن أن يتعدّى منه جورٌ إلى غيره غفر اللّه‏ تعالى له، و للنيّات /۲۱۵/ تأثير قويٌّ في الأفعال، كيف و لا يقع على وجه إلاّ بالإرادة المصاحَبة له، و النيّة إرادة مخصوصة.

و عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أفضل الجهاد مَن أصبح لا ينوي ظلم أحد.۱۶

1.. مستدرك الوسائل ، ج ۶ ، ص ۷۵ ، ح ۶۴۷۴ ؛ جامع أحاديث الشيعة ، ج ۶ ، ص ۱۷۷ ، ح ۴۸۲۹ .

2.. نادَمَه على الشَّراب منادمةً و نِداما ، و تنادموا عليه فهو نديمه و نَدمانه : تَجالسوا على الشراب . انظر : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۴۰ ؛ أساس البلاغة ، ص ۶۲۶ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۷۲ ندم ؛ معجم الأفعال المتداولة ، ص ۷۳۸ (تنادما) .

3.. «ألف» : فطلبوا .

4.. هكذا في المخطوطتين .
و زائجة : صورة مربَّعة أو مدوّرة تُعمل لموضع الكواكب في الفلك في حكم المولد ، و يعلم منه أحوال البروج و السنوات و المولود . انظر : تاج العروس ، ج ۳ ، ص ۳۹۶ زوج ؛ فرهنگ معين (زايجه) .

5.. «ألف» : يا ربَّه انحدر .

6.«ألف» : العزل .

7.. اُنظر : الأمالي الخميسية للشجري ، ج ۲ ، ص ۳۳۸ .

8.«ب» : و إنّك .

9.. «ألف» : «حم» . و في هامش «ب» : أي جمّ واردي الشريعة و الأحسن أي غزير الشريعة كثيرها . الجَبا ـ مقصور مفتوح الجيم ـ ما حول البئر .

10.. اُنظر : غريب الحديث للخطابي ، ص ۲۵۶ ؛ البيان و التبيين للجاحظ ، ج ۳ ، ص ۲۴۸ نسب فيهما إلى ابن أبي الدنيا .

11.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۳ ، ح ۴۲۵ ؛ فتح الوهّاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۸ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۴ ، ص ۹۴ ؛ فيض القدير ، ج ۶ ،ص ۸۷ ، ح ۸۴۵۱ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۲۲ ، ح ۷ ؛ جامع السعادات ، ج ۲ ، ص ۱۷۲ و في الأخيرين مع اختلاف يسير عن الإمام الصادق عليه‏السلام .

12.. بَنو عَصَر ـ محرَّكة ـ : قبيلة من عبد القيس بن أفصى ، منهم مرجوم العصَري . تاج العروس ، ج ۷ ، ص ۲۳۴ عصر .

13.. «ألف» : من .

14.. «ألف» : ما .

15.. اُنظر : التمثيل و المحاضرة ، ص ۲۶۳ ؛ التذكرة الحمدونية ، ج ۱ ، ص ۲۷۹ .

16.. الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۵۳ ، ح ۵۷۶۲ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۹۲ ، ح ۴۴۹ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۴۳۳ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2507
صفحه از 488
پرینت  ارسال به