73
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أولاكم۱ معروفا فكافئوه، كما قال تعالى: «وَ إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا۲»۳ فيمَن۴ حَمَلَه على الهديّة و المكافأة و المساواة و هو من الكُف‏ء، و قد كافأتُه۵ أي ساوَيته في فعله، و كنتُ له كُفأً في الجزاء بمثل فعله.

ثمّ قال عليه‏السلام: فإنْ لم تَقدروا على مكافأته فادعوا له بخير إلى أن تَعْلَموا أنّكم قد دعوتم له بقدر ما أعطاكم. و الدعاء في مقابلة العطاء استعانة باللّه‏، فكأنّه يقول: يا ربّ، إنّ عبدَك قد أحسَنَ إليّ، و ما في وُسعي أن اُكافيه، فتَحَمَّلْ ذلك عنّي، و اجْزِه مِن عبدك ما يكون كفاءً لِنِعمته.

و هذا الحديث مشتمل على آداب نبويّة ؛ يعلّمها /۲۱۲/ صاحب الشرع اُمّته، و يَحملهم عليها.

و فائدة الحديث: الحثّ على مكارم الأخلاق من الإعاذة و الإجابة و المُواساة و المكافأة ؛ إمّا بالمال أو الدعاء.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۳۰۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ مَشَى مِنكُم إِلَى طَمَعٍ فَليَمشِ رُوَيداً.۶

«الطَّمَع»: نُزوع النفْس إلى الشيء المُشتهى، يقال: طَمِعَ فيه طَمَعا و طَماعةً و طَماعِيَةً فهو طامِعٌ و طَمِعٌ و طَمُعٌ، و يقال: طَمُع أي صار طامعا و۷ طَمَّاعا، و يُستعمل في التعجّب،

1.. «ألف» : أتاكم .

2.«ب» : ـ «او ردوها» .

3.. النساء ۴ : ۸۶ .

4.. «ألف» : فمن .

5.. و منه الكَفاءة بمعنى المُماثلة و المُساواة ، و قد أَساءَ المتأخِّرون استعمالَها بمعنى «الكِفاية» الّتي هي القيام بالشيء علىأتَمِّ الوُجوه و أوفاها . و على هذا فمِن الخطأ الفاحش و الغلط الشائع قَوْلُ المعاصرين : «فلانٌ مِن أصحاب الكَفاءات» إذا أرادوا مدحَه . عبد الستّار .

6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۱ ، ح ۴۲۲ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۱۵ ، ح ۲۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۰۶ ،ح ۵۸۱۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۹۳ ، ح ۶۱۲۲ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۷۳ ، ح ۸۵۹ . نهج السعادة ، ج ۷ ، ص ۴۳۲ .

7.. «ب» : ـ طامعا و .
في لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۴۰ طمع : و يقال في التعجّب : طَمُعَ الرجُلُ فلانٌ ـ بضمّ الميم ـ أي صار كثير الطمع كقولك : إنّه لحَسُنَ الرجلُ ، و كذلك التعجّب في كلّ شيء مضموم كقولك : خرُجت المرأةُ فلانةُ إذا كانت كثير الخروج ، و قَضُوَ القاضي فلانٌ . . . .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
72

شعري ـ حتّى إذا ذُكر اسم مولاه۱ على سؤال يتعلّق به لم يُسارِع إلى إنجازه و قضائه؟!

و «مَن دَعاكم فأَجيبوه» ؛ أي مَن استعان بكم إلى فعلٍ لا تَكون فيه للّه‏ تعالى معصيةٌ فأجيبوه و أعينوه، و يجوز أن يكون الدعاء المجرّد ؛ أي: مَن دعاكم بأسمائكم فلا تَبخَلوا عليه بالجواب.

و قوله عليه‏السلام: «و مَن أتى إليكم معروفا» إذا روَيتَه بالقَصر كان الأتْي بمعنى الفعل، يقال: ما أتيتُ ذلك ؛ أي ما فَعَلتُه و لا تَعاطَيتُه، قال اللّه‏ تعالى: «لاَ يَأْتُونَ الصَّلَوةَ إِلاَّ وَ هُمْ كُسَالَى»أي لا يَتعاطون ذلك،۲ و قال تعالى: «أَ تَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ»۳«وَ تَأْتُونَ فِي نَادِيكُمْ الْمُنكَرَ»۴.

و كما استُعمل أتى في معنى مُلابَسة الفعل استُعمل جاء، كما قال تعالى: «لَقَدْ جِئْتِ شَئْا فَرِيًّا»۵،۶] و [«لَقَدْ جِئْتَ شَيْئا نُكْرا»۷ أي فَعلتَ.

و كلام العرب استعارة، و يجوز أن يكون على معنى أتى إليكم بمعروف، فحَذَفَ الحرفَ و أوصلَ الفعل، و الأوّل أعرف.

و إذا رَويت آتى ـ بالمدّ ـ فهو بمعنى الإعطاء، و الأتْوُ العطاء،۸ قال تعالى: «وَ آتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ»۹، و يكون دخول «إلى» على معنى: «و من آتى محسنا إليكم معروفا» على الروايتين، فإلى يَتعلّق بفعل مُضمر.

1.. «ألف» : اللّه‏ .

2.. «ألف» : ـ أي ما فعلتُه و لا تعاطيتُه . . . يتعاطون ذلك .

3.. الأعراف ۷ : ۸۰ .

4.. العنكبوت ۲۹ : ۲۹ .

5.. «ألف» : ـ «لقد جئت شيئا فريّا» .

6.. مريم ۱۹ : ۲۷ .

7.. الكهف ۱۸ : ۷۴ .

8.. «ألف» : ـ و .

9.. البقرة ۲ : ۱۷۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2520
صفحه از 488
پرینت  ارسال به