يقول صلىاللهعليهوآله: مَن أولاكم۱ معروفا فكافئوه، كما قال تعالى: «وَ إِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا۲»۳ فيمَن۴ حَمَلَه على الهديّة و المكافأة و المساواة و هو من الكُفء، و قد كافأتُه۵ أي ساوَيته في فعله، و كنتُ له كُفأً في الجزاء بمثل فعله.
ثمّ قال عليهالسلام: فإنْ لم تَقدروا على مكافأته فادعوا له بخير إلى أن تَعْلَموا أنّكم قد دعوتم له بقدر ما أعطاكم. و الدعاء في مقابلة العطاء استعانة باللّه، فكأنّه يقول: يا ربّ، إنّ عبدَك قد أحسَنَ إليّ، و ما في وُسعي أن اُكافيه، فتَحَمَّلْ ذلك عنّي، و اجْزِه مِن عبدك ما يكون كفاءً لِنِعمته.
و هذا الحديث مشتمل على آداب نبويّة ؛ يعلّمها /۲۱۲/ صاحب الشرع اُمّته، و يَحملهم عليها.
و فائدة الحديث: الحثّ على مكارم الأخلاق من الإعاذة و الإجابة و المُواساة و المكافأة ؛ إمّا بالمال أو الدعاء.
و راوي الحديث: ابن عمر.
۳۰۰.قوله صلىاللهعليهوآله: مَنْ مَشَى مِنكُم إِلَى طَمَعٍ فَليَمشِ رُوَيداً.۶
«الطَّمَع»: نُزوع النفْس إلى الشيء المُشتهى، يقال: طَمِعَ فيه طَمَعا و طَماعةً و طَماعِيَةً فهو طامِعٌ و طَمِعٌ و طَمُعٌ، و يقال: طَمُع أي صار طامعا و۷ طَمَّاعا، و يُستعمل في التعجّب،
1.. «ألف» : أتاكم .
2.«ب» : ـ «او ردوها» .
3.. النساء ۴ : ۸۶ .
4.. «ألف» : فمن .
5.. و منه الكَفاءة بمعنى المُماثلة و المُساواة ، و قد أَساءَ المتأخِّرون استعمالَها بمعنى «الكِفاية» الّتي هي القيام بالشيء علىأتَمِّ الوُجوه و أوفاها . و على هذا فمِن الخطأ الفاحش و الغلط الشائع قَوْلُ المعاصرين : «فلانٌ مِن أصحاب الكَفاءات» إذا أرادوا مدحَه . عبد الستّار .
6.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۱ ، ح ۴۲۲ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۱۵ ، ح ۲۷ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۲۰۶ ،ح ۵۸۱۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۱۹۳ ، ح ۶۱۲۲ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۲۷۳ ، ح ۸۵۹ . نهج السعادة ، ج ۷ ، ص ۴۳۲ .
7.. «ب» : ـ طامعا و .
في لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۴۰ طمع : و يقال في التعجّب : طَمُعَ الرجُلُ فلانٌ ـ بضمّ الميم ـ أي صار كثير الطمع كقولك : إنّه لحَسُنَ الرجلُ ، و كذلك التعجّب في كلّ شيء مضموم كقولك : خرُجت المرأةُ فلانةُ إذا كانت كثير الخروج ، و قَضُوَ القاضي فلانٌ . . . .