71
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

شيئا و رضيه و أراده فكأنّه فعله، و ربما كانت الإرادة و الرضا أكثر تأثيرا من الملابسة و المعالجة.

و روي عن أمير المؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: مَن غابَ عن معصية، و رضي بها، فكأنّه حَضَرَها ؛ و مَن حَضَرَ معصيةً فكرهها، فكأنّه غاب عنها.۱

و فائدة الحديث: إعلام أنّ إرادة الشيء قريبةٌ مِن فعله، و المُريد الراضي بالشيء كالفاعل له.

و راوي الحديث: أمير المؤمنين عليه‏السلام.

۲۹۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنِ استَعاذَكُم بِاللّه‏ِ فَأَعيذُوهُ، وَ مَن سَأَلَكُم بِاللّه‏ِ فَأَعطُوهُ، وَ مَن /۲۱۱/ دَعاكُم فَأَجيبُوهُ، وَ مَن أَتى إِلَيكُم مَعرُوفاً فَكافِئُوهُ، فَإِنْ لَم تَجِدُوا لَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَموا أَنَّكُم قَد كافَأْتُمُوهُ.۲

يقال: عاذَ فلانٌ بفلان و «استعاذ» به أي لجأ إليه، و العِياذ: الملجأ، و أصله أن يقال: مَن استعاذ بكم۳ مستشفعا باللّه‏ تعالى فأعيذوه، و يجوز أن يكون المعنى: مَن طَلب منكم أن تُعيذوه. و يكون استعاذ بمعنى طَلَب أن يُعاذ، و استَعاذ به بمعنى عاذَ به.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن طلب الاستعاذة بكم، و ذَكر اسم اللّه‏ تعالى متشفِّعا إليكم به، فأعيذوه. و هذا يرجع إلى تعظيم حرمة اسم اللّه‏ تعالى ؛ أي أعيذوه لمكان اسم اللّه‏ تعالى الّذي جرى على لسانه، و مَن سألكم و تَشَفَّعَ إليكم /۱۹۵/باسمه فأعطُوه۴، و من يكون العبد ـ ليت

1.. راجع : السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۷ ، ص ۲۶۶ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۹۵ ، ح ۸۶۳۴ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۰ ، ح ۴۲۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۹۹ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۵۰۰ ، ح ۵۱۰۹ ؛المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۴۱۲ ؛ و ج ۲ ص ۶۴ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۸ ، ص ۱۹۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۲ ، ص ۳۰۶ . جامع أحاديث الشيعة ، ج ۸ ، ص ۴۷۷ ، ح ۱۴۲۱ ؛ و ج ۱۴ ، ص ۴۹۹ ، ح ۳۲۲۶ ؛ و ج ۱۶ ، ص ۱۳۳ ، ح ۵۲۰ (مع اختلاف يسير في الثلاثة الأخيرة) .

3.. «ألف» : استعاذكم .

4.. العبارة في «ألف» هكذا : مَن طلب الاستعاذة بكم ، و ذكر اللّه‏ تعالى ؛ و هذا يرجع إلى تعظيم حرمة اللّه‏ تعالى متشفِّعا إليكم به ، فأعيذوه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
70

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أهان سلطان اللّه‏ الّذي سلّطه على الخلق، و وَضَعَ أزمّة الاُمور في يديه، و جعل أمر خلقه۱ إليه، و رَفَعَه، و جذب بضَبْعِه۲، و شرّفه بالحُكم، أهانه اللّه‏ ؛ لأنّه كالمعارض /۱۹۴/ للّه‏ تعالى في فعله، و إهانته أن يَعصيه أو لا يرتسم أمره و نهيه، أو يُسمعه مكروها، أو يَغتابه، أو يَحُطَّه عن درجته الّتي جعلها اللّه‏ تعالى له. و بالعكس من ذلك: مَن أكرم سلطانا، أكرمه اللّه‏ تعالى ؛ لأنّه وافق اللّه‏ تعالى فيما فعله و أطاعه، و لم يتعدّ طوره، و لم يتجاوز حدّه، و التزم۳ ما أمره، لا جرم أنّه ظفر بالمكرمة، و حصّل السعادة السرمديّة بإكرام اللّه‏ تعالى إيّاه، و قد فسّره بعضهم على أنّ السلطان هو الحجّة، و الإشارة به إلى أدلّة التوحيد و المعارف ! و هو أيضا كماترى.

و فائدة الحديث: الحثّ على طاعة السلطان ؛ لأنّه حجّة اللّه‏ في الخلق، و تَباعة۴ أمره و نهيه، و التزام حكمه.

و راوي الحديث: أبو بَكرة.

۲۹۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ أحَبَّ عَمَلَ قَومٍ ـ خَيراً كَانَ أَو شَرّاً ـ كانَ كَمَن عَمِلَهُ.۵

«المَحَبَّة» في هذا الحديث: الرضا و الإرادة و الاستحسان و الإعجاب بالفعل.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن رَضِي فعل قوم و أراده ـ سواء كان خيرا أو شرّا، حَسَنا أو قبيحا، طاعةً أو معصيةً ـ فكأنّه عَمِلَه ؛ لأنّ رضاه و إرادته مِن خاصّ فعله، فهو فاعل لبعض ذلك، و فاعل السبب كفاعل المسبَّب، و لهذا قال عليه‏السلام حين سأله السائل فقال: يا رسول اللّه‏، ما قولك في الرجُل يحبّ القومَ و لَمّا يَعمل بعملهم؟ فقال عليه‏السلام: المرء مع من أحبّ.۶ لأنّه إذا أحَبَّ

1.. «ألف» : + عزَّوجلَّ .

2.. الضَّبع : وسَط العَضُد بلحمه يكون للإنسان و غيره . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۱۶ ضبع .

3.. «ألف» : ألزم .

4.. «ألف» : طاعة .
و التَّباعة : اسم الشيء الذي لك فيه بُغية شبه ظُلامة و نحوه . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۳۰ تبع .

5.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۵۹ ، ح ۴۲۰ . و راجع : كنز العمّال ، ج ۵ ، ص ۳۴۱ ، ح ۱۳۱۳۶ .

6.. العمدة لابن البطريق ، ص ۲۷۸ ، ح ۴۴۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۵۹ ؛ و ج ۳ ، ص ۲۶۸ ؛ و ج ۴ ، ص ۳۹۲ و ۴۰۵ ؛ صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۱۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۴۳ في كلّها مع اختلاف يسير في اللفظ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2099
صفحه از 488
پرینت  ارسال به