69
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و كانوا قد بنوا له۱ لَبِنَةً على لَبِنتين لِيَطأها و يَدخلَ حجرة نسائه، فهدمه و قال: لا، أخرج من الدنيا و لم أضع۲ لبنةً على لبنةً؟!۳ و على هذا المنهاج آلُه و أصحابه.

و قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: و اللّه‏ِ لَدنياكم هذه أهونُ في عيني من عُراق خنزير في يدِ مجذوم!۴

و قال عليه‏السلام: الدنيا و الآخرة ضَرَّتان ؛ ما أرضى هذه أسخَطَ الاُخرى.۵ أو كما قال عليه‏السلام.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ أمر الدنيا و الآخرة على طَرَفَيْ نقيض، لا يمكن جمعهما، و فيه حثٌّ على وداع الدنيا و الإقبال على اُمور۶ الآخرة.

و راوي الحديث: أبو موسى.

۲۹۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أَهانَ سُلطانَ اللّه‏ِ أَهانَهُ /۲۱۰/ اللّه‏ُ، وَ مَن أَكرَمَ سُلطانَ اللّه‏ِ أَكرَمَهُ اللّه‏ُ.۷

«السَّلاطة»: التمكّن و القهر، تقول: سلَّطتُه۸ عليه، و منه «السلطان»، و السلطان في الحديث هو الّذي إليه الحكم على الكافّة لقوله۹ عليه‏السلام: السلطان ظِلُّ اللّه‏ في الأرض يَأوي إليه كُلُّ مظلوم.۱۰

1.. «ألف» : ـ له .

2.. «ألف» : لا أضع .

3.. صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۱۴۴ ؛ عمدة القاري ، ج ۲۲ ، ح ۲۷۵ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۳۰۷ مع اختلاف يسير فياللفظ .

4.. نهج البلاغة ، الكلمة ۲۳۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۳ ، ص ۱۳۰ .

5.. عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۷۷ ، ح ۱۰۶ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۹ ، ص ۲۹۲ ؛ كشف الخفاء للعجلوني ،ج ۱ ، ص ۴۰۸ .

6.. «ألف» : أمر .

7.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۵۹ ، ح ۴۱۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۴۲ و ۴۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۳۴۱ ، ح ۲۳۲۵ ؛السنن الكبرى ، ج ۸ ، ص ۱۶۴ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۲۹ ، ص ۲۵۵ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۶ ، ص ۳۹۴ . الغدير ، ج ۱۰ ، ص ۲۷۳ .

8.. «ألف» : سلطنه .

9.. «ب» : كقوله .

10.. الأمالي للطوسي ، ص ۶۳۴ ، ح ۱۳۰۷ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۵۴۶ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۲۹۳ ، ح ۱۷۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
68

الّتي يَسعى الإنسانُ فيها، فهو أمرٌ بالطلب من أحسن الوجوه المطلوب منها الحوائج، و هذا الوجه كما ترى! و الوجه الأوّل شائع ذائع لا يمكن ردّه، و كلام الحسن البصريّ يدلّ عليه.

و فائدة الحديث: الحثّ على صلاة الليل، و إعلام أنّها تورث النور في وجه المصلّي.

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏، و أصحاب الحديث ينكرون أنّ هذا الحديث من حديث النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.۱

۲۹۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن أَحَبَّ دُنياهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ، وَ مَن أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنياهُ.۲

إنّما قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذلك لأنّ مَن أحبّ الدنيا و زينتها أكبّ عليها، و أفرغ جُهده في طلبها، فلم يتفرّغ للاُمور الاُخرويّة من العبادة و الصوم و الاقتصار على وجوه البرّ، فقد أضرّ بآخرته إضرارا بيّنا حيث آثر عليها الفانية ؛ و بالعكس مِن ذلك: مَن أحبّ الآخرة و أن يكون أمره فيها سليما و مرجعه كريما، انقطع إلى العبادة و أفعال الخير و ما يعود عليه بالنعيم المقيم في رضى ربّه، فأقبل بكليّته عليه، و لم يفرغ إلى ترقيح۳ الحطام و استصلاح المعاش، فقد أضرّ بالدنيا۴، و آثر عليها ما يؤثر، فِعْلَ العاقل اللبيب الحازم الأريب الّذي نظر لنفسه فأحسَنَ النظر مقتديا بالنبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وآله الطاهرين عليهم‏السلام و أصحابه الراشدين رضي اللّه‏ عنهم.

أ لم تر إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال لعائشة و قد عُلِّق على باب حجرتها ستر فيه تماثيل: نَحِّيه ؛ فإنّي إذا نَظرتُ إليه ذَكرتُ الدنيا!۵

1.. في هامش «ألف» : فهو حديث موضوع كما نَصَّ عليه الحافظ العراقي في الألفيّة ، و كذلك شارحوها .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۵۸ ، ح ۴۱۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۱۲ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۰۸ ؛ السننالكبرى ، ج ۳ ، ص ۳۷۰ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۲ ، ص ۴۸۶ . كنز الفوائد ، ص ۱۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۶ ، ص ۹ ، ح ۸۲۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۰ ، ص ۸۱ ، ح ۴۳ و في الأخيرين عن كنز الفوائد .

3.. «ألف» : لم يفرع إلى ترفيح .
و الترقيح و الترقُّح : إصلاح المعيشة . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۴۵۱ رقم .

4.. «ألف» : بدنياه .

5.. راجع : نهج البلاغة ، الخطبة ۱۶۰ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۱۰ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۹ ، ص ۲۳۲ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2127
صفحه از 488
پرینت  ارسال به