67
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

تُغني في ذلك عن زيادة الوصف.

و سئل الحسن البصريّ: ما بال المتهجّدين من أحسن الناس وجوها؟ فقال: خَلَوا بربّهم فكساهم نورا من نوره.۱

و عن ابن عبّاس رحمه‏الله: مَن صلّى بالليل ركعتين أو أكثرَ مِن ذلك فقد بات للّه‏ ساجدا و قائما.۲

و عنه رضى‏الله‏عنه: مَن أحَبَّ أن يهوِّن اللّه‏ عليه۳ الموقف يوم القيامة فليَرَهُ اللّه‏ُ في سواد الليل «سَاجِدًا وَ قَائِمًا يَحْذَرُ الْأَخِرَةَ وَ يَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ»۴.۵

و عن أبي الدرداء رضى‏الله‏عنه: ما مِن رَجُل يريد أن يقوم من الليل فتغلبه عينه إلاّ كَتَبَ اللّه‏ له أجرها، و كان نومه صَدَقَةً تَصَدَّقَ اللّه‏ُ تعالى بها عليه.۶

و عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ركعتان رَكَعَهما العبدُ في جوف الليل الأخير خير له من الدنيا و ما فيها ؛ لو لا أن أشُقُّ على اُمّتي لفَرَضْتُهما عليهم.۷

و ذَهَبَ بعض المتأخّرين إلى أنّ معنى الحديث: مَن كثرت صلاته بالليل حَسُنَ وجهه ؛ أي وجه مَكسَبه /۲۰۹/ و۸ عمله بالنهار، فجَعَلَ الوجهَ وجه ما يَجترحه العبد في نهاره، قال: لأنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر، /۱۹۳/ فهذا هو الوجه الحسن.

و فُسّر قول النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: «اُطلبوا الحوائج من حِسان الوجوه۹» على هذا، قال: هي الوجوه

1.. بحار الأنوار ، ج ۸۷ ، ص ۱۵۹ ، ح ۴۸ (عن علل الشرائع و عيون أخبار الرضا عليه‏السلامنقلاً عن الإمام عليّ بن الحسين عليهماالسلام) .

2.. تفسير السمرقندي ، ج ۲ ، ص ۵۴۴ ؛ تفسير البغوي ، ج ۳ ، ص ۳۷۵ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۱۳ ، ص ۷۲ .

3.. «ب» : ـ عليه .

4.. الزمر ۳۹ : ۹ .

5.. تفسير الثعلبي ، ج ۸ ، ص ۲۲۵ ؛ المحرّر الوجيز ، ج ۴ ، ص ۵۲۳ ؛ تفسير الثعالبي ، ج ۵ ، ص ۸۲ .

6.. المجموع للنووي ، ج ۴ ، ص ۴۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۴۲۷ ، ح ۱۳۴۴ ؛ سنن النسائي ، ج ۳ ، ص ۲۵۷ في كلّها معاختلاف في اللفظ .

7.. الأحكام ليحيى بن الحسين ، ج ۱ ، ص۱۴۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۷ ، ص ۷۸۵ ، ح ۲۱۴۰۵ معاختلاف في اللفظ .

8.. «ألف» : «يكسبه» بدل «مكسبه و» .

9.. المجازات النبويّة ، ص ۱۷۰ ؛ قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا ، ص ۵۲ ، ح ۵۵ ؛ المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۱ ، ص ۶۷ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
66

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن طَوّل سراويلهَ حتّى يَدخل تحت قدميه، لعنه اللّه‏ و كُلُّ مَلَكٍ بين السماء و الأرض، و له بكلّ شَعرة على بدنه بيت في النار.۱

و روي عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال: مَن طَلب الدنيا حلالاً ؛ تعفّفا عن المسألة، و سعيا على عياله، و تعطّفا على جاره، لَقِيَ اللّه‏َ تعالى و وجهُه كالقمر ليلة البدر ؛ و مَن طلب الدنيا حلالاً مفاخرا مكاثرا مرائيا، لقي اللّه‏ و هو عليه غضبان.۲

فعليك ـ أيّها الأخ الصالح ـ أن تَزَوَّد۳ منها للمعاد، و تأكل منها قدر ما يأكل المضطرُّ مِن الجيفة، تَنْجُ سالما، و ما أخال!

و فائدة الحديث: الحثّ على ترك زينة الدنيا، و الإقبال على اللّه‏ تعالى.

و راوي الحديث: الحسن.

۲۹۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن كَثُرَتْ صَلاتُهُ بِاللَّيلِ حَسُنَ وَجهُهُ بِالنَّهارِ.۴

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن كثر قيامه للّه‏ تعالى في سواد الليل و الخَلقُ نيام قد غمرهم النوم ؛ يَطلب خلوة ربّه و مناجاتَه و الاستعانة به و الاستغاثة من الذنوب بكرمه، جَعَلَ اللّه‏ُ تعالى ذلك القيام له نورا في وجهه يتلألأ لمن نظر إليه بالنهار.

و الحديث على ظاهره، و «الحُسن» ليس معناه الغَضاضة و البَضاضة و البياض المُشْرَب۵ بالحمرة، بل المعنى النور الّذي يبرق من وجوه أصحاب الليل، و المشاهدة

1.. كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۳۱۷ ، ح ۴۱۱۹۸ .

2.. مسند زيد بن عليّ عليه‏السلام ، ص ۲۵۵ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۵ ، ص ۲۵۸ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۱ ، ص ۳۵۳ ، ح ۳۵۲ ؛مسند الشاميّين ، ج ۴ ، ص ۳۳۰ ، ح ۳۴۶۵ مع اختلاف في اللفظ .

3.. «ب» : يتزوّد .

4.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۵۲ ـ ۲۵۸ ، ح ۴۰۸ ـ ۴۱۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۴۲۲ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۱ ، ص ۳۵۸ ،ح ۲۵۷ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۳۱ ، ص ۶۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۴۰ ، ح ۸۹۸۹ . الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۲ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۶ ، ص ۳۲۷ ، ح ۶۹۴۶ و فيه عن لبّ اللباب للراوندي .

5.. «ألف» : المشوب .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2292
صفحه از 488
پرینت  ارسال به