65
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

مجاورة النبيّين و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين في دار الخلد الّذي لا يزول، و محلّ السعادة الّتي لا تَحول، فليطلّق الدنيا الفانية الغدّارة المكّارة الّتي تخون آمَنَ /۱۹۲/ ما يكون الإنسان فيها، و لا يَغترّ بزبرجها۱ و زينتها ؛ فإنّما هي كأحلام نائم يُعْجِبه ما هو فيه و لا حقيقة له.

و قال بعضهم: ما اُشبّه الدنيا إلاّ بالمرأة۲ الفاجرة ؛ فيوما عند عطّار، و يوما عند بَيطار۳.۴

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن تَرَكَ لُبس ثوبِ۵ جمال تواضعا، كساه اللّه‏ُ۶ حُلَّةَ الإيمان.۷

و قال عليه‏السلام: لا يطوِّلُ الكُمَّينِ إلاّ ملعونٌ.۸

و لذلك قطع أمير المؤمنين عليه‏السلام ما فضل عن يديه فأعطاه۹ مستحقّا ؛ فقد روي أنّه عليه‏السلام اشترى قميصين بأربعة دراهم، و أعطى قنبرا ألينهما، و لبس الأخشن، ففضل عن يديه كُمّاه، فقَطَعَ الفاضل، و رمى به إلى فقير، فقال له الخيّاط: دعني أكُفَّه. فقال /۲۰۸/ عليه‏السلام: الأمر أعجل من ذلك!۱۰ و قد مضى ذكره فيما قبل.۱۱

1.. «ألف» : زبرجها .

2.. «ألف» : بالامرأة .

3.. البَيطار : هو الذي يعالج الدوابّ ، بالفارسية : دام پزشك . انظر : مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۲۲۷ ؛ فرهنگ أبجدي عربيفارسي ، ج ۱ ، ص ۱۹۹ بطر .

4.. راجع : تاج العروس ، ج ۶ ، ص ۹۸ بطر .

5.. «ب» : ـ ثوب .

6.. «ألف» : ـ اللّه‏ .

7.. مستدرك الوسائل ، ج ۱۱ ، ص ۳۰۴ ، ح ۱۳۱۰۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۴۲۵ ، ح ۶۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۳۲ ،ح ۴۷۷۸ ؛ تحفة الأحوذي ، ج ۷ ، ص ۱۵۵ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۶۹ ، ح ۴۳۷ مع اختلاف يسير بين المصادر .

8.. روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط .

9.. «ألف» : و أعطاه .

10.. لم نعثر عليه ، نعم روي مضمونه و ما يقرب منه . راجع : كشف الغمّة ، ج ۱ ، ص ۱۷۳ ؛ كشف اليقين ، ص ۸۸ ؛ عدّة الداعي ،ص ۱۱۰ ؛ حلية الأبرار ، ج ۲ ، ص ۲۴۸ .

11.. «ألف» : ـ و قد مضى ذكره فيما قبل .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
64

الدَّلْجة۱] معا۲، و ادَّلَجَ: إذا سار من آخره.

و هذا مَثَلٌ ضربه رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فيقول: مَن خاف أمرا، تَأَهَّبَ له و استعدّ و تشمّر لدفعه مُجدّا كمن خاف۳ عدوّا، أو جَنَّ عليه الليل ؛ فإنّه لا يتربّص السَّحَرَ أو الصبح كما يفعله المجتاز، بل يَتّخذ الليل جَمَلاً فيَركبه و يهرب و لا يفكّر في سواد الليل و فوت النوم، كذلك مَن يَخاف الآخرة و أهوالها يجب عليه أن يبادر إلى علاجها كأسرع ما يمكن، و لا يترك العبادات الواجبة عليه متربّصا الشيبَ و مخمِّنا۴ أنّه إذا شاب انقطع إلى العبادات۵، و انملس۶ من بين الناس، و توحّش مقبلاً على اللّه‏ عزّ و جلّ ؛ فإنّه ربما يُقطَع الطريقُ عليه فلا يَصل إلى الشيب، و هَبْه وَصَل ؛ مِن أين له في المشيب القوّة على العبادة و الاستقلال بها؟! و ما أكثَر ما يَغرّ الشيطانُ الناس في هذه المسألة! و هي إحدى مصائده۷، و كُلٌّ إذا راجع نفْسَه وجد مصداق ذلك، فاللّه‏َ اللّه‏َ أيّها الأخ الصالح، لا تشرب شربة غروره۸ ؛ فكم قد أهلك قبلك، فإيّاك و إيّاه!

و فائدة الحديث: الأمر بالاستعداد لما بعد الموت، و المبادرة إليه، و ترك التهاون فيه.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۲۹۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن يَشتَهِ كَرامَةَ الآخِرَةِ يَدَعْ زِينَةَ الدُّنيا.۹

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن رغب في كرامة الآخرة، و النعيم الأبدي الّذي لا انقضاء له و لا انقطاع، و

1.. أصفناه من لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۷۲ دلج .

2.. «ب» : ـ معا .

3.«ب» : يخاف .

4.. «ألف» : محمنا . «ب» : + و مخمّنا .

5.«ألف» : العبادة .

6.. انملس و تَملَّسَ من الأمر : أفلت و تخلّص . انظر : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۲۲۳ ؛ المنجد في اللغة ، ص ۷۷۳ ملس .

7.. «ألف» : مسائده .

8.«ألف» : غرور .

9.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۵۱ ، ح ۴۰۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۹۳۸ ، ح ۴۳۶۱۱ ؛ تفسير الثعالبي ، ج ۵ ، ص ۴۸۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2490
صفحه از 488
پرینت  ارسال به