63
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قوله عليه‏السلام: «فلا صام» يكون على هذا۱ الوجه معناه: فلم يَصُم، كما قال:

إِنْ تَغفِر اللّهُمَّ تَغْفِرْ جَمّا

و أيُّ عَبْدٍ لَكَ لا ألَمّا۲

أي لم يُلمّ، و هذا أيضا وجه لا بأس به، و اللّه‏ أعلم بمراد رسوله، و كنتُ اُكلِّف بعضَ مَن يصوم الدهر أن يفطر، فكان يمتنع و يقول: اللّه‏ اللّه‏ لا تشوّش العادةَ عليّ ؛ فإنّي أتأذّى بإفطار العيدين، و ربّما لا آكل إلاّ لقمةً لأكون مفطرا، و لا أشبع إلاّ ليلاً ؛ لئلاّ تَضطرب العادةُ!

و قد رغّب النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في صوم داود عليه‏السلام، و كان يصوم يوما و يفطر يوما۳، و ذلك أشَقُّ مِن صوم الدهر، و لذلك۴ أمر صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ببعض الأيّام في الشهر كصوم أيّام التشريق۵ البيض و الأربعاء بين الخميسين، و هذا أيضا شاقّ ؛ لتبديل العادات، و الثواب۶ لا يَحصل إلاّ بالمَشاقّ.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ صوم العيدين و صوم أيّام التشريق بمنى حرام، أو أنّ المعتاد لصوم الدهر كأنّه مفطر من حيث الاعتياد.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۲۹۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن خَافَ أَدلَجَ، وَ مَن أَدلَجَ بَلَغَ المَنزِلَ.۷

«أدلَجَ»: إذا سار مِن أوّل الليل، /۲۰۷/ و الاسم الدَّلَج ـ بفتح اللام ـ و الدُّلْجة [و

1.. «ب» : ـ هذا .

2.. المغني لابن قدامة ، ج ۱۲ ، ص ۳۲ ؛ الشرح الكبير لابن قدامة ، ج ۱۲ ، ص ۳۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۷۱ .

3.. راجع : الكافي ، ج ۴ ، ص ۹۶ ، ح ۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۳۹ ، ح ۱۳۷۹۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۱۴ ؛ و ج ۲ ، ص ۱۶۰ و ۱۶۴ و ۱۹۰ و ۱۹۵ و ۱۹۸ و . . . ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۲۴۶ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۳۴ .

4.. «ألف» : كذلك .

5.«ألف» : ـ التشريق .

6.. «ألف» : هذا .

7.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۵۰ ، ح ۴۰۶ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۵۱ ، ح ۲۵۶۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۰۸ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۲۴ ، ح ۶۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۹۸ ، ح ۸۶۵۳ . عيون الحكم ، ص ۴۲۸ و فيه الفقرة الاُولى فقط ؛ مفتاح الفلاح ، ص ۲۲۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۴ ، ص ۱۸۹ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
62

لَحَريٌّ أن يكون مؤمنا.

و راوي الحديث: ابن عمر.

۲۹۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن صامَ الأَبَدَ فَلا صَامَ.۱

«الأبد» عبارة عن امتداد الزمان من غير انقطاع، و يقال: أَبَدٌ أبِيدٌ۲، كما يقال: دهر داهر، و إذا جُمع فقيل۳ آباد كان المعنى فيه التأكيد، و إلاّ فما لا يتناهى لا يدخله التفاضل و التزايد۴، و يعبَّر بالأبد عن الدائم۵، و التأبيد: التخليد، و أَبَدَ بالمكان يَأبِد اُبودا: قام فيه، و أَبَدَتِ الوحشيّةُ۶ و تأبّدتْ: توحشّتْ، و الأوابد: الوحوش.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن صام الأبدَ ـ أي صام الدهرَ كلّه فلم يُفطِر الأيّامَ المأمور بإفطارها ـ فلا وفّقه اللّه‏ للصوم. يدعو على من لا يفطر العيدين۷ و أيّام التَّشريق بمنى ؛ لأنّه قد ارتكب معصيةً عظيمةً مِن حيث ظَنَّ أنّه يتعبّد، فهذا أحد وجوه هذا الحديث. و فيه قولٌ ثانٍ و هو أنّ مَن يصوم الدهر فلا يُفطر، يعتاد الصوم، و تَأنَسُ نفسُه به، و يستقيم طبعه على الصوم، و لا يَلحقه كثير مشقّة ؛ لأنّه قد جعل ليله۸ نهاره، فكأنّه لم يصم ؛ لمكان تعوُّده /۱۹۱/ لذلك و تَمَرُّن نفسه على الإمساك بالنهار.۹

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۵۰ ، ح ۴۰۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۸۹ ؛ و ج ۵ ، ص ۲۹۷ ؛ و ج ۶ ، ص ۴۵۵ ؛ صحيحالبخاري ، ج ۲ ، ص ۲۴۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۱۶۴ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۴۴ ، ح ۱۷۰۵ ؛ سنن النسائي ، ج ۴ ، ص ۲۰۵ . الغدير ، ج ۶ ، ص ۳۲۲ مع اختلاف يسير في الجميع عدا الأوّل .

2.. «ألف» : يبد .

3.. «ألف» : قيل .

4.. «ألف» : لا يدخل التفاضل و التزايل .

5.. «ألف» : يعبَّر عن الأبد بالدائم .

6.. «ألف» : الوحشة .

7.. «ألف» : العيد .

8.. «ب» : + و .

9.. راجع : ضياء الشهاب ، ص ۲۴۰ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2146
صفحه از 488
پرینت  ارسال به