و قوله عليهالسلام: «فلا صام» يكون على هذا۱ الوجه معناه: فلم يَصُم، كما قال:
إِنْ تَغفِر اللّهُمَّ تَغْفِرْ جَمّا
و أيُّ عَبْدٍ لَكَ لا ألَمّا۲
أي لم يُلمّ، و هذا أيضا وجه لا بأس به، و اللّه أعلم بمراد رسوله، و كنتُ اُكلِّف بعضَ مَن يصوم الدهر أن يفطر، فكان يمتنع و يقول: اللّه اللّه لا تشوّش العادةَ عليّ ؛ فإنّي أتأذّى بإفطار العيدين، و ربّما لا آكل إلاّ لقمةً لأكون مفطرا، و لا أشبع إلاّ ليلاً ؛ لئلاّ تَضطرب العادةُ!
و قد رغّب النبيّ صلىاللهعليهوآله في صوم داود عليهالسلام، و كان يصوم يوما و يفطر يوما۳، و ذلك أشَقُّ مِن صوم الدهر، و لذلك۴ أمر صلىاللهعليهوآله ببعض الأيّام في الشهر كصوم أيّام التشريق۵ البيض و الأربعاء بين الخميسين، و هذا أيضا شاقّ ؛ لتبديل العادات، و الثواب۶ لا يَحصل إلاّ بالمَشاقّ.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ صوم العيدين و صوم أيّام التشريق بمنى حرام، أو أنّ المعتاد لصوم الدهر كأنّه مفطر من حيث الاعتياد.
و راوي الحديث: عبد اللّه بن عمر.
۲۹۳.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن خَافَ أَدلَجَ، وَ مَن أَدلَجَ بَلَغَ المَنزِلَ.۷
«أدلَجَ»: إذا سار مِن أوّل الليل، /۲۰۷/ و الاسم الدَّلَج ـ بفتح اللام ـ و الدُّلْجة [و
1.. «ب» : ـ هذا .
2.. المغني لابن قدامة ، ج ۱۲ ، ص ۳۲ ؛ الشرح الكبير لابن قدامة ، ج ۱۲ ، ص ۳۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۷۱ .
3.. راجع : الكافي ، ج ۴ ، ص ۹۶ ، ح ۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۴۳۹ ، ح ۱۳۷۹۲ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۳۱۴ ؛ و ج ۲ ، ص ۱۶۰ و ۱۶۴ و ۱۹۰ و ۱۹۵ و ۱۹۸ و . . . ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۰ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۲۴۶ ؛ و ج ۴ ، ص ۱۳۴ .
4.. «ألف» : كذلك .
5.«ألف» : ـ التشريق .
6.. «ألف» : هذا .
7.مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۵۰ ، ح ۴۰۶ ؛ سنن الترمذي ، ج ۴ ، ص ۵۱ ، ح ۲۵۶۷ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۳۰۸ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۲۴ ، ح ۶۳ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۵۹۸ ، ح ۸۶۵۳ . عيون الحكم ، ص ۴۲۸ و فيه الفقرة الاُولى فقط ؛ مفتاح الفلاح ، ص ۲۲۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۴ ، ص ۱۸۹ .