61
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۲۹۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ۱ فَهُوَ مُؤمِنٌ.۲

بَيَّنَ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله علامة المؤمن المحقِّق الّذي يُعينه۳ أمر الديانه، و يَجهَده فكر الصيانة، و هي أنّه إذا وُفّق لخير۴ من طاعة يأتي بها على الوجه، أو عبادة يقوم بواجبها، أو فضلٍ يتعدّاه إلى غيره، سَرَّ و فَرِحَ و استَبشر، و حَمِدَ اللّه‏َ تعالى على التوفيق لذلك ؛ و إذا وَقعتْ منه سيّئةٌ، و ألمّ بشيء نهاه اللّه‏ عنه، ضاقتْ عليه الأرض، و بكى و شكا إلى الباري جلّت عظمته، و استعان به و استقاله، و فزع إلى رحمته سادما نادما، و على أن لا يعود إلى مثله عازما.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ العبد إذا كان مصروف القلب إلى السرور بما يقع له من حسن و الاكتراث لما يتّفق له من قبيحٍ ـ نظرا إلى رضى اللّه‏ تعالى و سخطه ـ كان مؤمنا.

و في الحديث: إنّ المؤمن إذا أذنب ذنبا ظَنَّ أنّ جبلاً وُضع على عاتقه، و المنافق إذا أذنب ذنبا۵ ظنّ أنّ ذُبابا وقع على أنفه.۶

و روي عن الصادق عليه‏السلام: أنّ الإسلام محيط بالإيمان، فإذا أذنب العبدُ ذنبا كبيرا خرج من الإيمان إلى الإسلام.۷ فبان لك بذلك أنّ الإيمان أخصّ من الإسلام.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ مَن۸ تَسُرّه حسنةٌ يعملها، و تسوؤه سيّئة /۲۰۶/ يُقدِم عليها،

1.. «ألف» : حسنةٌ . . . سيّئةٌ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۴۸ و ۲۴۹ ، ح ۴۰۰ ـ ۴۰۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۱ ، ص ۱۸ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۳۱۵ ؛المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۱۳ و ۱۱۴ ؛ السنن الكبرى ، ج ۷ ، ص ۹۱ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۲۳۲ ، ح ۶ ؛ التوحيد ، ص ۴۰۸ ؛ الخصال ، ص ۴۷ ، ح ۴۹ ؛ عيون الأخبار ، ج ۲ ، ص ۱۲۵ ، ح ۳۵ ؛ كنز الفوائد ، ص ۱۳ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۵۶۶ ؛ عدّة الداعي ، ص ۲۲۴ .

3.. «ألف» : بعينه .

4.. «ألف» : بخير .

5.. «ب» : ـ ذنبا .

6.. لم نعثر عليه في المجاميع الروائيّة .

7.. راجع : الحدائق الناضرة للمحقّق البحراني ، ج ۶ ، ص ۱۷ ؛ مجمع الزوائد للهيثمي ، ج ۱ ، ص ۱۰۲ ؛ فتح الباري ، ج ۱۲ ،ص ۱۰۱ ؛ مسند ابن راهويه ، ج ۱ ، ص ۳۸۷ ، ح ۴۱۸ .

8.. «ب» : ـ مَن .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
60

لا يَقطع۱ مادّةَ فضله حتّى تَملّوا عبادَتَه.

و فائدة الحديث: الأمر بالاقتصاد /۲۰۵/ و الاقتصار على المشروع من العبادات، و المألوف من العادات.

و راوي الحديث: بُرَيدة.

۲۹۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ كَذَّبَ بِالشَّفاعَةِ لَم يَنَلْها يَومَ القيامَةِ.۲

معنى الحديث: أنّ مَن لم يصدِّق /۱۹۰/ بالشفاعة كان بمَرحل۳ عنها يوم القيامة.

و إنّما قال عليه‏السلام: «لم ينلها يوم القيامة» ؛ لأنّه يكذِّب بالشفاعة، و قد نطق بها الكتاب و السنّة، و أجمعت عليه الاُمّة إلاّ المكذِّب للّه‏ و لرسوله، المنكر للديانة، الجاحد للوسائط. و الكافر لا شكّ أنّه لا ينال الشفاعة، و هو حثٌّ على اعتقاد الشفاعة، و أنّها حقٌّ.

و ليت شعري لِمَ تُنكَر الشفاعةُ ؛ أ لِعَجْز الباري الغفور الرحيم عن المغفرة؟ أم لقلّة حرمة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عنده؟ أم لكونها غير مجوَّزة عقلاً؟! لا و اللّه‏ ؛ بل هي صحيحة من الأنبياء و الأوصياء و الأئمّة عليهم‏السلام و من صالحي المؤمنين أيضا، لا حَرَمَنا اللّه‏ منها۴.

و فائدة الحديث: الحثّ على اعتقاد۵ الشفاعة و الإيمان بها.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

1.. «ألف» : لا ينقطع .

2.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۴۸ ، ح ۳۹۹ ؛ شمس الأخبار للقرشي ، ج ۲ ، ص ۳۸۸ نقل فيه عن مسند الشهاب ، ميزانالاعتدال ، ج ۲ ، ص ۲۱۷ ؛ لسان الميزان ، ج ۳ ، ص ۹۸ .

3.. «ب» : بمزحل .
و زَحَل الشيءُ زَحْلاً و زُحولاً عن مقامه : زَلَّ عن مكانه . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۳۰۳ زحل .

4.. «ب» : ـ منها .

5.. «ألف» : ـ اعتقاد .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1950
صفحه از 488
پرینت  ارسال به