فيقول صلىاللهعليهوآله: من لم يَربَأ۱ بنفْسه عن حمل متاعه إلى بيته كان علامةً لبراءته من أنواع الكبر ؛ لأنّ المتكبّر يترفّع عن۲ مثل ذلك، و يحسبه دناءةً و قلّةَ حرمة، و لا لعمري، فما في ذلك من۳ غَضاضة۴ و لا غَثاثة۵، إنّه من علامات الإسلام و قَدْع۶ النفْس و صبرها على أثقال ما اُخذتْ۷ به، و كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآله يَحمل سلعته من السوق إلى بيته، فمَن أكبر ـ ليت شعري۸ ـ من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ۹؟! و لم يَعرف ذلك دناءَة و ضعة إلاّ حُسن خلق و طيب عِشرة.
و قال أمير المؤمنين عليهالسلام يصف عيسى عليهالسلام: دابَّتُه رجلاه، و خادمُه يداه.۱۰
و فائدة الحديث: الحثّ على الابتذال و الانتداب /۱۸۹/ لما يعرض من الأشغال ؛ لكي لا يكون ثقيلَ الظلّ بَغيض۱۱ الروح.
و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه.
۲۸۹.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن يُشادَّ هَذَا الدِّينَ يَغلِبْهُ.۱۲
أصل «المُشادَّة»: المنازعة في الشدّة، و يرجع معناها إلى التشدّد.
1.. رَبَأتُ بك عن كذا و كذا : رَفَعْتُك . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۸۲ ربأ .
2.. «ب» : على .
3.. «ب» : ـ مثل ذلك و يحسبه . . . في ذلك من .
4.. الغَضَاضة : النقص و الانكسار و الذُّل و الفتور في الطرف . لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۹۸ غضض .
5.. غَثَّ : فَسَدَ و رَدُؤَ . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۷۱ غثث .
6.. «ألف» : قذع .
و قَدَعَ نفسَه : كفَّه . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۶۰ قدع .
7.. «ألف» : أحدث .
8.. «ألف» : ـ ليت شعري .
9.. «ب» : النبيّ صلىاللهعليهوآله .
10.. نهج البلاغة ، الخطبة ۱۶۰ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۴ ، ص ۲۳۸ ، ح ۱۶ .
11.. «ألف» : بغض .
12.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۴۷ ، ح ۳۹۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۵۰ و ۳۶۱ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۱۵ ؛ السننالكبرى ، ج ۳ ، ص ۱۸ ؛ صحيح ابن خزيمة ، ج ۲ ، ص ۱۹۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۱۷۶ ، ح ۵۵۸۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۹ ، ح ۵۵۳۰۵ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۸۵ ، ح ۲۶۴۹ . المجازات النبويّة ، ص ۳ ، ح ۹ .