55
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

شعري كيف يمكنه أن ينصف بينهما في الخطرات، و الإنسان طُبع على بِنيةٍ عجيبة و نِصبةٍ غريبة، و هو أنّه۱ يميل طبعه من غير غرض لائح و لا قصد مسامح، فيَنظر إلى اثنين لا يعرفهما ؛ فيَقبل أحدَهما، و يردّ الآخر ؛ و يصطفي هذا، و يجتوي۲ ذاك، و لم يرهما قطّ، بل يَسمع غَزوةً أو وقعةً فيميل إلى أحد الخصمين، و لم يَلمحهما /۲۰۳/ بعين، و ربّما كانت القصّة۳ مصنوعةً و الوقعة موضوعةً، و لم يَخلُق اللّه‏ُ أحدهما، و إنّما يَعلم سرّ هذا مَن غرّز۴ الغرائز و نحّز النحائز۵، فليت شعري كيف يُنصِف الحاكمُ بين المتحاكمَين إليه في اللَّمحة و الخطرة و النظرة؟! [و]لجدير أن يوصَف متعاطيه بالذبح۶، فلهذا و أشباهه۷ صار مَن استُقضِيَ مذبوحا بغير سكّين.

و يمكن أن يكون فيه وجه آخر ؛ و ذلك أنّ الذبح بغير سكّين يكون آلم للذبيحة ؛ لأنّه قد يُذبَح۸ باللِّيطة۹ و الصفيحة۱۰ الّتي تَترُدُ۱۱ و تَشدَخ۱۲ و تدقّ و تَفضَخ۱۳، فهو أبطأ

1.. «ألف» : أن .

2.. «ألف» : يحتوي .
اجتَويتَ البلدَ : كرهتَ المقام فيه و إن كنت في نعمةٍ . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۱۵۸ جوو .

3.. «ألف» : المعصية .

4.. «ألف» : غريز .

5.. النحيزة : الطبيعة . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۴۱۵ نحز .

6.. «ألف» : ـ لجدير أن يوصف متعاطيه بالذبح .

7.. «ألف» : لأشباهه .

8.. «ألف» : ذُبح .

9.. الليطة : قشر القصب اللازق به ، و بالفارسية : پوست ني صاف كه ليز ميخورد . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۹۶ ؛ فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ج ۱ ، ص ۷۶۶ ليط .

10.. الصَّفيحة : السيف العريض و الحَجَر الرقيق العريض . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۵۱۳ صفح .

11.. «ألف» : يتردّد .
و تَرَدَ الذبيحةَ : قتلها من غير أن يَفري أوداجها . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۱۰۳ ثرد .

12.. الشَّدْخ : كسر الشيء الأجوف كالرأس و نحوه . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۸ شدخ .

13.. الفَضْخ : كسر الشيء الأجوف . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۴۵ فضخ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
54

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۲۸۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن جُعِلَ قاضياً فَقَد ذُبِحَ بِغَيرِ سِكِّينٍ.۱

و روي: مَن وُلِّيَ القضاءَ.۲

أصل «الذَّبحَ»: الشَّقّ. قال الراجز:

كأنّ بَيْنَ فَكِّها و الفَكِّ

فَأْرةَ مِسْكٍ ذُبحتْ في سُكِّ۳

و يقولون: ذَبحتُ الدَّنَّ۴ إذا بَزَلتَه۵، و الذُّبَّاح: شُقوق تكون في باطن أصابع الرِّجل، و صار في العرف اسما لشقّ حُلوق الحيوانات على وجه مخصوص. و الذِّبح: المذبوح.

شبّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله المستقضى بالمذبوح بغير سكّين، و هذا تشديد منه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لأمر القضاء و أنّه قَلَّما يُمكِن۶ /۱۸۸/ الرجُلَ التفصّي من عهدته على مقتضى الشرع و الدين، و لا يخلو من المجامَلات في۷ المعامَلات و الرُّشى و المصانعات، و إنّ أمرا يجب على المتلبّس به أن يسوّي نظره بين المترافعين إليه، و أن يجري بينهما على سَنَن العدل و النصفة في اللَّمحة و الخطرة و النظرة، لَجَدير أن يوصَف متعاطيه بالذبح ؛ فإنّه و إن لم يُذبَح بفري الأوداج فقد ذُبح بانحرافه عن سواء المنهاج، و إن لم يُفصَم وتينه فقد فُصم دينه و دُخل يقينه، و ليت

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۴۶ و ۲۴۷ ، ح ۳۹۵ و ۳۹۶ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۳۰ و ۳۶۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ،ص ۷۷۴ ، ح ۲۳۰۸ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۱۵۸ ، ح ۳۵۷۱ ؛ سنن الترمذي ، ج ۲ ، ص ۳۹۳ ، ح ۱۳۴۰ . المقنعة ، ص ۷۲۱ ؛ المبسوط للطوسي ، ج ۸ ، ص ۸۲ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۲ ، ص ۳۴۲ ، ح ۳ ؛ و ج ۳ . ص ۵۱۶ ، ح ۶ و ۸ . وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۱۹ ، ح ۳۳۰۹۷ .

2.. المبسوط للطوسي ، ج ۸ ، ص ۸۲ و ۸۴ ؛ السرائر ، ج ۲ ، ص ۱۵۳ ؛ سبل السلام للكحلاني ، ج ۴ ، ص ۱۱۶ ؛ فقه السنّة ،ج ۳ ، ص ۳۹۴ .

3.. الأمالي لابن الشجري ، ج ۱ ، ص ۱۴ ؛ صرف العين ، ج ۲ ، ص ۱۷۹ .

4.. الدَّنُّ : ما عظم من الرواقيد و هو كهيئة الحُبّ ، يقال بالفارسيّة : خمره بزرگ . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۵۹ ؛ فرهنگ أبجدي عربي فارسي ، ج ۱ ، ص ۳۹۹ دنن .

5.. بَزَل الأمرَ : قَطَعَه ، و بَزَل الشيءَ : شَقَّه . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۲ بزل .

6.. «ألف» : أمكن .

7.. «ألف» : و .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2284
صفحه از 488
پرینت  ارسال به