53
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قال عليه‏السلام: ايتوني بأعمالكم، و لا تأتوني بأنسابكم.۱

و قال الأحنف بن قيس: مَن فاته حسب يديه۲ لم ينتفع /۲۰۲/ بنسب أبويه.۳

و قال مالك بن أبرهة المجاشعيّ: أ لستُ أشرفَ قومي؟! فقال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إن كان لك عقل فلك فضل، وإن كان لك خُلق فلك مروءة، و إن كان لك مال فلك حسب، و إن كان لك دين فلك تقوى.۴

و قال ابنُ الرومي:

و ما الحسَب الموروثُ لا دَرَّ دَرُّه

بمحتَسَب إلاّ بآخر۵ مكتَسَبْ

إذا العُود لم يُثمِر و إن كان شُعبةًمن الثمرات اعتدّه الناسُ في الحَطَبْ۶

بل إذا تعاون العمل و الحسب كان نورا على نورٍ۷ و حُبورا۸ على حبور. و قد قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: كُلُّ حسب و نسب ينقطع إلاّ حسبي و نسبي.۹ فلو لم يكن معتدّا به أصلاً لم يَذكر ذلك.

و قال عليه‏السلام: كَذَبَ مَن زعم أنّ نسبي لا ينفع ؛ و لكن بشرط أن يقترن به عمل صالح.۱۰

و فائدة الحديث: الحثّ على الاكتساب، و النهي عن الاحتساب بالأحساب و التكثّر بالأنساب.

1.. شرح مئة كلمة لابن ميثم البحراني ، ص ۶۷ ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج ۲ ، ص ۱۱۰ .

2.. «ب» : بدنه .

3.. لم نعثر عليه ، لكن في نهج البلاغة ، ص ۵۴۵ / ۳۸۹ : «من فاته حسب نفسه لم ينفعه حسب آبائه» .

4.. اُسد الغابة لابن الأثير ، ج ۴ ، ص ۲۷۴ .

5.. «ب» : بأحسن .

6.. راجع : البصائر و الذخائر ، ج ۹ ، ص ۲۰۰ ؛ لباب الألباب لاُسامة بن منقذ ، ص ۲۳۳ ؛ محاضرات الاُدباء ، ج ۱ ، ص ۴۰۸ .

7.. «ألف» : ـ على نور .

8.. الحُبور : السُّرور . لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۱۵۸ حبر .

9.. راجع : العمدة لابن البطريق ، ص ۲۸۵ ؛ المناقب لابن المغازلي ، ص ۱۰۹ ؛ ذخائر العقبى ، ص ۶ ؛ تفسير السمعاني ، ج ۳ ،ص ۴۹۱ ؛ تفسير البغوي ، ج ۳ ، ص ۳۱۷ .

10.. لم نعثر عليه .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
52

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۲۸۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: /۱۸۷/ مَن أَبطَأَ بهِ عَمَلُهُ لَم يُسرِعْ بِهِ نَسَبُهُ.۱

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن قعد به عمله فلم يقدّمه دينا و دنيا، لم يُسرِع به نسبه و إن كان شريفا كريما ؛ يعني أنّ الحسيب النسيب إذا اتّكل على النسب، و كسل عن اقتناء العلم و الأدب، و جنح إلى الاستراحة و لزوم الباحة، و ضيّع عمره في الرَّبيلة۲، حصل على الرذيلة و العاقبة الوبيلة، و لم ينفعه النسب المجرّد، و ليت شعري ماذا تنفع الألسنُ الفاخرة بالعظام۳ الناخرة، هذا في الدنيا.

فأمّا في الآخرة فالأمر أدهى و أمرّ، و لذلك قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يا بني هاشم، لا يجيؤني الناسُ بالأعمال، و تَجيؤوني بالأنساب.۴

و روي عنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: يا فاطمةَ ابنةَ محمّد، لا اُغني عنك من اللّه‏ شيئا ؛ و يا خديجةَ ابنةَ خويلد، لا اُغني عنك من اللّه‏ شيئا.۵

و قال تعالى: «فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لاَ يَتَسَاءَلُونَ»۶.

و قال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لستُ بخيرٍ مِن فارسيٍّ و لا نبطيٍّ إلاّ بالتقوى.۷

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ و ۲۴۶ ، ح ۳۹۳ و ۳۹۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۵۲ ؛ سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۹۹ ؛صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۷۱ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۸۲ ، ح ۲۲۵ . المجازات النبويّة ، ص ۴۰۱ ، ح ۳۱۷ ؛ عيون الحكم واالمواعظ ، ص ۴۵۴ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۳ ، ص ۳۶۳ ، ح ۳۷۸۸ .

2.. «ألف» : الدبيلة .
و الرَّبيلة : السِّمَن و الخَفْض و النِّعمة . لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۲۶۴ ربل .

3.. «ألف» : و العظام .

4.. راجع : المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۷۳ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۲۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۵ ، ص ۴۵ .

5.. راجع : سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۰۵ ؛ صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۱۹۱ ؛ و ج ۶ ، ص ۱۷ ؛ صحيح مسلم ، ج ۱ ، ص ۱۳۳ ؛سنن النسائي ، ج ۶ ، ص ۲۴۹ .

6.. المؤمنون ۲۳ : ۱۰۱ .

7.. فيض القدير ، ج ۵ ، ص ۸۲ ، ح ۶۴۵۸ ؛ كشف الخفاء للعجلوني ، ج ۲ ، ص ۱۰۹ ، ح ۱۹۲۴ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2533
صفحه از 488
پرینت  ارسال به