۲۸۵.قوله صلىاللهعليهوآله: مَن لَم يَنفَعْهُ /۲۰۱/ عِلمُهُ ضَرَّهُ جَهلُهُ.۱
تحقيق هذا الحديث: أنّ الإنسان لا يخلو من أن يكون عالما أو جاهلاً، و لا ثالث لهما ؛ فمن حصّل المعرفة باللّه تعالى بالنظر الصحيح، و تعلّم الشرعيّات، انتفع بها ؛ و مَن قصّر في ذلك ضلّ و هلك، فالأوّل۲ منتفع بعلمه، و إن لم يفعل فمستضرّ۳ بجهله. و ما أحسن بالإنسان أن يَعرف ربّه، و يعلم دينه، و يُحكِم حلاله و حرامه لينتفع به و يَنفع غيرَه، و لذلك قال تعالى: «هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ»۴، ۵ هذا للدين.
فأمّا۶ الدنيا فإنّه يترأَّس بمكانه، و يُرفَع به على أقرانه، إن حضر بُجِّل، و إن كان له شغل عُجّل، و إن غاب ذُكر بخير، و إن تكلّم اُنصت إليه، و إن أفتى اعتُمد عليه، و لذلك قال الأوّل: تعلّموا العلم ؛ فإن كنتم أغنياء كان لكم جمالاً، و إن كنتم فقراء كان لكم مالاً۷.
و قال الشاعر:
تَعلّمْ فلَيس المرءُ يولَد عالِما
و لَيس أخو عِلمٍ كمَن هو جاهلُ
و إنّ كبير القوم لا عِلم عنده
صغير إذا التَفَّتْ عليه المَحافلُ۸
و فضائل العلم كثيرة، و غير هذا الموضع أولى بها.
و فائدة الحديث: الحثّ على طلب العلم، و التحذير من الجهل.