51
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۲۸۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن لَم يَنفَعْهُ /۲۰۱/ عِلمُهُ ضَرَّهُ جَهلُهُ.۱

تحقيق هذا الحديث: أنّ الإنسان لا يخلو من أن يكون عالما أو جاهلاً، و لا ثالث لهما ؛ فمن حصّل المعرفة باللّه‏ تعالى بالنظر الصحيح، و تعلّم الشرعيّات، انتفع بها ؛ و مَن قصّر في ذلك ضلّ و هلك، فالأوّل۲ منتفع بعلمه، و إن لم يفعل فمستضرّ۳ بجهله. و ما أحسن بالإنسان أن يَعرف ربّه، و يعلم دينه، و يُحكِم حلاله و حرامه لينتفع به و يَنفع غيرَه، و لذلك قال تعالى: «هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ»۴، ۵ هذا للدين.

فأمّا۶ الدنيا فإنّه يترأَّس بمكانه، و يُرفَع به على أقرانه، إن حضر بُجِّل، و إن كان له شغل عُجّل، و إن غاب ذُكر بخير، و إن تكلّم اُنصت إليه، و إن أفتى اعتُمد عليه، و لذلك قال الأوّل: تعلّموا العلم ؛ فإن كنتم أغنياء كان لكم جمالاً، و إن كنتم فقراء كان لكم مالاً۷.

و قال الشاعر:

تَعلّمْ فلَيس المرءُ يولَد عالِما

و لَيس أخو عِلمٍ كمَن هو جاهلُ

و إنّ كبير القوم لا عِلم عنده

صغير إذا التَفَّتْ عليه المَحافلُ۸

و فضائل العلم كثيرة، و غير هذا الموضع أولى بها.

و فائدة الحديث: الحثّ على طلب العلم، و التحذير من الجهل.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۴۵ ، ح ۳۹۲ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۲ ، ص ۲۸۲ ، ح ۱۳۴۵ مع اختلاف يسير فيه ؛ الجامعالصغير ، ج ۲ ، ص ۹ ، ح ۴۴۰۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۱ ، ح ۲۹۰۰۴ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۲۷۸ ، ح ۲۶۱۰ .

2.. «ب» : فأوّل .

3.. «ألف» : فيستضرّ .

4.. الزمر ۳۹ : ۹ .

5.. «ألف» : + و .

6.. «الف» : و أمّا .

7.. لم نعثر عليه ، نعم روي عن عبد الملك بن مروان أنّه قال لبنيه : «يا بنيّ تعلّموا العلم ؛ فإن استغنيتم كان لكم كمالاً ، و إنافتقرتم كان لكم مالاً» . جامع بيان العلم و فضله ، ج ۱ ، ص ۵۷ .

8.. اُنظر : الزاهر في معاني كلمات الناس ، ص ۵۵۲ ؛ البيان و التبيين ، ج ۱ ، ص ۱۸۶ ؛ سراج الملوك ، ص ۱۱۴ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
50

۲۸۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ طَلَبَ العِلمَ تَكَفَّلَ اللّه‏ُ بِرِزقِه.۱

«التكفّل» كالضمان، يقول: تَكَفَّلَ يَتكفّل تكفُّلاً، و أصله كَفَلَ به كَفالةً ؛ أي ضَمِنَه، و كان في التكفّل زيادة التزام.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: طالبُ العلم يَتكفّل اللّه‏ُ تعالى برزقه ضامنا له مُوصِلاً إليه، ثمّ إنّ طالب العلم يَحلَى بالعيون، و يَحلّ۲ في الصدور، و يَرغَب الناسُ فيه و في التقرّب إليه و التحفّي به، و حقيق بمن قَصَرَ نفسَه على علم الدين و الكتاب و السنّة و الاُصول، و وقَفَها عليه مُشقيا عينيه بالسهر، و۳ شاغلاً۴ قلبَه بالفِكَر، و خاطِرَه بالنظر، كادّا يديه۵ بالنَّسْخ مُعَنِّيا۶ رِجلَيه بالطواف على أبواب أهل العلم أن يَضمن اللّه‏ تعالى رزقه فيوصله إليه مِن أهنأ الوجوه و أهيئها، و في الحديث: كن عالما أو متعلّما أو سائلاً أو مسؤولاً، و لا تكن الخامس فتهلك.۷

و فائدة الحديث: الحثّ على طلب العلم، و قلّة الاكتراث۸ بالرزق، و إعلام أنّ اللّه‏ تعالى تكفّل به و ضمنه.

و راوي الحديث: زياد بن الحارث۹ الصُّدائي.

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۴۴ ، ح ۳۹۱ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۶۲۱ ، ح ۸۸۳۸ ؛ تاريخ بغداد ، ج ۳ ، ص ۳۹۸ ؛ تاريخمدينة دمشق ، ج ۴۱ ، ص ۲۳۲ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۴ ، ص ۴۸۲ ، ح ۹۹۱۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۳۹ ، ح ۲۸۷۰۱ . الدروس الشرعيّة ، ج ۳ ، ص ۱۶۱ .

2.. «ألف» : يجلّ .

3.. «ب» : ـ و .

4.. «ألف» : ـ شاغلاً .

5.. «ألف» : كادّ بدنه .

6.. «ألف» : مُعينا .

7.. كنز الفوائد ، ص ۹۱۴ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۴ ، ص ۷۵ ، ح ۵۸ ؛ المعجم الصغير ، ج ۲ ، ص ۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۰ ، ص ۱۴۳ ،ح ۲۸۷۳۰ و في كلّها مع اختلاف .

8.. ما أكتَرِثُ له أو به : ما اُبالي به . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۸۰ كرث .

9.. كُتب في المخطوطتين على صورة «الحرث» ؛ لكن يُقرأ «الحارث» .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2200
صفحه از 488
پرینت  ارسال به