471
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۶۲۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إيَّاكُم وَ الظَّنَّ ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَديثِ.۱

«الظنّ»: ما يَحصُل عن أمارة، فإذا قَوِيت أدّتْ إلى العلم.

ينهى عليه‏السلام عن الإخبار بالظنّ، و التحديثِ بالمظنون، و لذلك قال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: فإنّه أكذب الحديث.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: ينبغي للعاقل أن لا يحدِّث إلاّ بما قد قَتَلَه۲ عِلما۳، لا كما يفعله الجاهلُ يَظُنّ ظنّا، فيتصوّره يقينا، ويَبني عليه، و ينقله! و أمرُ الظنّ صعبٌ، و إذا أردتَ ذلك فاحتَكِم إلى نفْسِك كم ظننتَ ما فَحَصتَه بعد الظنّ فوجدتَه بخلاف ما ظننتَ ؟!

و روي حديث آخَر: إذا ظننت فلا تُحَقِّقْ۴.۵

و فائدة الحديث: النهي عن إطلاق الحديث المظنون فإنّه كالكذب ؛ لأنّه خالٍ مِن برد اليقين.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۶۲۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إيَّاكُم وَ دَعوَةَ المَظلُومِ وَ إنْ كانَ كافِراً.

هذه۶ شَفَقَةٌ بالغة على عباد اللّه‏، و إعلامٌ بأنّ العبد بالكفر لا يَخرج من العبوديّة، فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹۷ ، ح ۹۵۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۸۷ و ۳۴۲ و ۴۶۵ و ۴۹۲ و ۵۱۷ ؛ صحيح البخاري ،ج ۳ ، ص ۱۸۸ ؛ و ج ۶ ، ص ۱۳۶ ؛ و ج ۷ ، ص ۸۸ ؛ و ج ۸ ، ص ۳ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۰ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۴۶۰ ، ح ۴۹۱۷ . وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۵۹ ، ح ۳۳۱۹۲ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۲ ، ص ۱۹۵ ، ح ۸ مع اختلاف يسير في الأخيرين .

2.. «ألف» : قيله .

3.. قَتَلَه علما ؛ على المَثَل ؛ أي عَلِمَه عِلما تامّا ، و يقال أيضا : قَتَلتَ الشيء خُبرا . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۵۵۰ قتل .

4.. أي لا تحكم به و لا تقل إنّه حقٌّ و حقيقة . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۲۷۲ ظنن .

5.. تفسير القرطبي ، ج ۱۶ ، ۳۳۲ ، ذيل الآية ۱۲ من سورة الحجرات ۴۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۳۴ ؛ كنز العمّال ،ج ۱۶ ، ص ۲۸ ، ح ۴۳۷۸۹ ؛ فيض القدير ، ج ۳ ، ص ۴۰۲ .

6.۶ . مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹۷ ، ح ۹۶۰ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۵۳ ؛ تاريخ ابن معين ، ج ۲ ، ص ۳۵۲ ، ح ۵۲۸۱ ؛ الكنى للدولابي ، ج ۲ ، ص ۷۲ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
470

و «الدِّمَن»: جَمعُ دِمنَة، و هي ما تُدمِّنه۱ الإبلُ و الغنمُ بأبعارها و أبوالها أي تُلبِّده، و ربّما نَبَتَ فيها النباتُ الحَسَنُ، فمَنظرُه أنيقٌ و مَنبِتُه فاسد، و دَمَّنَ الغَنَمُ الماءَ إذا بَعَرَت فيه، و الدِّمَنُ البَعْر، و هذا ماءٌ متدمِّن أي مَبعورٌ۲ فيه.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إيّاكم و المرأةَ الحسناءَ الّتي أصلها فاسد، فربّما تَنزِعُ إلى مَنبِتِها، و هو مِن أحسن التشبيهات و أفصح الكنايات.

و فائدة الحديث: النهي عن طلب الحَسناء الّتي مَنبتها غير صالح ؛ أي أبوها و اُمّها غير مُتَصَوِّنين.

و راوي الحديث: أبو سعيد الخدريّ.

۶۲۰.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إِيَّاكُم وَ الدَّينَ ؛ فَإِنَّه هَمٌّ بِاللَّيلِ وَ مَذَلَّةٌ بِالنَّهارِ.۳

هذا تحذير مِن الدَّين ؛ فأمّا «هَمُّ الليل» فلمكان أنّه إذا أوى إلى فراشه حَدّث نفسَه بأحواله فيَنتصب الدَّينُ في مقابلته و ينغِّص عليه المبيت، و أمّا «مذلّة النهار» فلأنّ غريمه يتقاضاه و يُلحّ عليه، و ربّما جَرَّهُ إلى الحاكم و حَبَسَه، و هذا مِن عجيب الأوصاف للدَّين.

و فائدة الحديث: النهي عن الاستدانة ما وُجِدَتْ /۳۹۵/ عنه مندوحةٌ.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

1.. دَمَّنَتِ الماشية المكانَ : بَعَرَت فيه و بالتْ ، و الماء المتدمِّن إذا سَقطَت فيه أبعار الغنم و الإبل . و الدِّمن : ما تلبَّد من السِّرقين و صار كِرسا على وجه الأرض . و الدِّمنة الموضع الّذي يَلتبد فيه السرقين . انظر : لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۵۷ دمن .

2.. «ألف» : متعود .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹۶ ، ح ۹۵۸ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۲ ، ص ۲۸۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۶۱ ، ح ۴۳۰۶ معاختلاف فيه ؛ كنز العمّال ، ج ۶ ، ص ۲۳۲ ، ح ۱۵۴۸۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۴۱۵ ، ذيل ح ۱۳۲۷ . الدروس الشرعيّة ، ج ۳ ، ص ۳۰۹ ؛ جامع المقاصد ، ج ۱۳ ، ص ۵۸ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱۳ ، ص ۳۸۸ ، ح ۱۵۶۸۲ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2035
صفحه از 488
پرینت  ارسال به