467
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و إن كانت له خصال، بل يَقمَعها و يَذُمُّها و يَلومها و يَنسُبها إلى التقصير و إن كانت متوفِّرةً على الخير ؛ طردا للعُجب، و دَحرا للشيطان.

و مَدَحَ رجُلٌ أميرَ المؤمنين عليه‏السلام و كان يتّهمه! فقال: أنا دونَ ما تَقول، و فوق ما في نفسك.۱

و قال عليه‏السلام: أنا أعلَمُ بنفسي منكم، و اللّه‏ُ أعلَمُ بنفسي منّي، اللّهمّ اغفر لي ما لا يَعلمون، و اجعلني خيرا ممّا يظنّون۲.۳

و فائدة الحديث: النهي عن المدح أو عن قبوله.

و راوي الحديث: معاوية بن أبي سفيان.

۶۱۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إيَّاكَ وَ مُحَقَّراتِ الذُّنوبِ ؛ فَإنَّ لَها مِنَ اللّه‏ِ طَالِباً.۴

هذا تحذير مِن الذنوب الّتي يَتهاون الإنسانُ بها و يقول: إنّها لا قدر لها! و لو أنصَفَ لَنَظَرَ إلى مَن يَعصيه لا إلى صِغَرِ المعصية، و لذلك نقول۵: كُلُّ معصية كبيرةٌ، فإذا قلنا صغيرةٌ فإنّه بالإضافة إلى ما هو أكبرُ منها كالقتل و الشَّتْم، و إلاّ فكُلُّ ما يُعصَى اللّه‏ُ به و يَقَعُ عليه اسمُ المعصية فإنَّه۶ كبيرة. و شيءٌ آخَرُ و هو أنّه إذا اجتمعت المحقِّرات و تراكَمَتْ صارْت۷ كبيرةً عظيمةً. و قال الشاعر:۸

1.. نهج البلاغة ، الحكمة ۸۳ .

2.. في المصدر : «و قال عليه‏السلام و مدحه قوم في وجهه ، فقال : اللّهمّ إنّك أعلم بي من نفسي ، و أنا أعلم بنفسي منهم ، اللّهمّ اجعلناخيرا ممّا يظنّون ، و اغفر لنا ما لا يعلمون» .

3.. نهج البلاغة ، الحكمة ۱۰۰ .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹۵ ، ح ۹۵۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۷۰ و ۱۵۱ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۳۰۳ ؛ فتح الباري ،ج ۱۱ ، ص ۲۸۳ ؛ المعجم الأوسط ، ج ۳ ، ص ۳۱ . وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۳۱۳ ، ح ۲۰۶۱۳ رواه في الأخير عن الإرشاد للديلمي مع اختلافٍ يسير .

5.. «ألف» : يقول .

6.. «ألف» : له .

7.. «ب» : صار .

8.. هو عبد اللّه‏ بن المعتزّ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
466

/۳۹۳/ و هذا مِن أفصح الكلام و أجمعه للمعاني، فكأنّه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله جمع جميع القبائح فقال: إيّاك و إيّاها.

و فائدة الحديث: النهي عن كلّ قبيح يَحتاج فيه۱ الإنسان إلى أن يعتذر /۳۵۵/منه.

و راوي الحديث: ابن عمر، قال: جاء رجُلٌ إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال: يا رسول اللّه‏۲، حَدِّثْني حديثا، و اجعله موجَزا لَعَلِّي أعيه. فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: صَلِّ صلاةَ مودِّع كأنّك لا تُصَلِّي بَعدَها، و ايْأَسْ ممّا في أيدي الناس تَعِشْ غنيّا، و إيّاك و ما يُعتذَر۳ منه.۴

۶۱۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إيّاكُم وَ المَدحَ ؛ فَإِنَّهُ الذِّبحُ.۵

هذا تحذير مِن مدح الناس، يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تَمدَحوا الناسَ في وجوههم فإنّه رياء، ثمّ إنّه يؤدّي بهم إلى أن يُعجَبوا بأنفسهم.

و إنّما قال عليه‏السلام ذلك لأنّ الشيطان يسوِّل إلى كلّ أحد أنّه أكيَسُ الناس و أفضلُهم و خيرهم و أزهدهم و إن كان شرَّ الناس، و هو يَتسامَح۶ في ذلك، و يَقبَل۷ تسويله، فإذا انضَمَّ إليه مدحُ غيره فقد سُجِّلَ عليه و صار حقيقةً لا يَتخالجه الشكُّ فيه، فلذلك لا ينبغي أن يُمدَح الرجُلُ في وجهه فيكون كالإهلال له و الذبح. و يَحتمل أن يكون المعنى: إيّاكم و مدحَ الناس فلا تَمْدَحوهم فتُهلِكوهم، و إيّاكم أن تُمدَحوا فتَهلِكوا، فيكون من باب قوله عليه‏السلام: اُحثُوا في وجوه المدّاحين الترابَ! و ذلك أنّه ينبغي للمرء أن لا يَعبأ بخصال نفسه

1.. «ب» : ـ فيه .

2.. في المصدر : يا نبيّ اللّه‏ .

3.. «ألف» : تعتذر .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹۳ ، ح ۹۵۲ .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹۴ و ۹۵ ، ح ۹۵۳ و ۹۵۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۹۲ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۹ ، ص ۵ معالاختلاف فيهما ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۲ ، ص ۷۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۶۵۱ ، ح ۸۳۳۱ .

6.. «ألف» : مسامح .

7.. «ألف» : يعمل .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2136
صفحه از 488
پرینت  ارسال به