463
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

قرّة أعين۱ الوالدين غَيظَهما و حزنهما بأن يَعصِيَهما۲ و يَجُرَّ البلاءَ إليهما، و يعودَ المطرُ الّذي هو سبب حياة الأرض و مَن فيها ـ و وقتُه الشتاءُ ـ قيظا ؛ أي في القيظ فيُفسِد و لا يُصلِح، و نصبُ «قيظا» يجوز أن يكون ظرفا، و يجوز أن يكون التقدير «مطرَ قيظ» فحذف المضاف، و أحسنُ منهما أن يُجعل القيظ نفس مطر القيظ، و لك أن تجعل الربيع اسما لمطر الربيع على الجواز و الملابسة.

و قوله عليه‏السلام: «يَفيض اللئامُ فيضا» أي يَكثروا و يَتغلّبوا بالكثرة.

و «يغيضَ الكرام» أي يَقِلّوا و يَذِلّوا، و هكذا كقوله۳عليه‏السلام [في حديث أشراط الساعة۴]:و أن تَنطِقَ الرُّوَيبِضَةُ۵ /۳۹۲/ في أمر العامّة.۶ و سُئل عليه‏السلام عن الرُّوَيبضة؟۷ فقال: الرجُل التافِه يَنطِق في اُمور العامّة۸.۹ و كأنّه لرُبوضه۱۰ في بيته لا يُعتدّ به.

و قوله عليه‏السلام: «و يجترئَ الصغير على الكبير، و اللئيم على الكريم» أي تنقلب الاُمور و تنعكس، فالصغير لا يَحترم الكبير، و اللئيم لا يُقرّ للكريم۱۱، بل يَتفاضل عليه.

1.. «ألف» : قرّة عين .

2.«ألف» : يغيظهما .

3.«ألف» : لقوله .

4.. أضفناه من النهاية لابن الأثير .

5.. الرويبضة : الإنسان المجهول ، و الجمع رُوَيبضون و رويبضات . و في ذكر الفتنة : و يتكلّم فيها الرويبضة . قيل : و ما الرويبضة ؟ قال : الفويسق يتكلّم في أمر العامّة . كتاب العين ، ج ۷ ، ص ۳۷ ربض .

6.. قال ابن الأثير : الرويبضة تصغير الرابضة ، و هو العاجز الذي ربض عن معالي الاُمور و قَعَدَ عن طلبها ، و زيادة التاء للمبالغة . النهاية في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۱۸۵ ربض .

7.. في المصادر : «قيل و ما» بدل «و سئل عن» .

8.. «ألف» : ـ «و سئل عليه‏السلام عن الرويبضة . . . العامّة» . و في المصنّف : «قال : سفلة الناس» بدل «فقال : الرجل التافه ينطق فياُمور العامّة» .

9.. المصنّف للصنعاني ، ج ۱۱ ، ص ۳۸۲ ، ح ۲۰۸۰۳ مع اختلاف ؛ النهاية لابن الأثير ، ج ۲ ، ص ۱۸۵ (ربض) ؛ لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۵۳ (ربض) . بحارالأنوار ، ج ۶ ، ص ۳۱۰ ، و ج ۵۲ ، ص ۲۴۵ ذيل ح ۱۲۴ .

10.. «ألف» : الروبضة .
و رَبَضَ بالمكان يَربِض إذا لَصِقَ به و أقام مُلازما له ، و كُلّ شيء يَبرُك على أربعة فقد رَبَضَ رُبوضا . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۱۵۱ ربض .

11.. «ألف» : يعزّ الكريم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
462

و فائدة الحديث: إعلام أنّه مَن اختار السلطانَ للعمل رَبّاه و أعانه، و مَن طَلَبَ الشغلَ وكله إليه و لم يَكترث له۱، و فيه نهي عن طلب العمل.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن سمرة.

۶۱۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَقومُ القيامَةُ حَتَّى يَكونَ الوَلَدُ غَيظاً، وَ المَطَرُ قَيظا، وَ تَفيضَ اللِّئامُ فَيضاً، وَ تَغيضَ الكِرامُ غَيضاً، وَ يَجتَرِئَ الصَّغيرُ عَلَى الكَبيرِ، وَ اللَّئيمُ عَلى الكَريمِ.۲

«الغَيظ»: غضبٌ كامِنٌ مع عجزٍ، يقال: غاظَه يَغيظُه۳ و اغتاظ هو. و «القَيظ»: شدّة الحَرّ و حَمارَّة الصيف، يقال: قاظَ بالمكان و تَقيّظَ به إذا أقام به في الصيف. و «فاضَ» الماءُ يَفيض، و الفيض: /۳۵۴/الماء الكثير، و يقال لكلّ كثير فَيضٌ تشبيها بالماء. و في كلامهم: «غَيضٌ من فَيضٍ» أي قليل من كثير۴، و يقال: «غاضَ الماءُ يَغيض غَيضا» أي قَلَّ و نَضَبَ۵، و غاضَه اللّه‏ يَتعدّى و لا يتعدّى، و يقال: انغاض و أغاضه اللّه‏، و الغيض: النقصان أيضا، قال اللّه‏ تعالى: «وَ مَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَ مَا تَزْدَادُ»۶.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تَقومُ القيامةُ حتّى تتبدّل۷ الاُمور و تتغيّر الأحوال، و يصيرَ الوَلَدُ الّذي هو

1.. ما أكترِث له أي ما أبالي به ، و يقال : ما أكترث به أي ما اُبالي ، و لا يستعمل إلاّ في النفي . و قد يجيء في الإثبات و هوشاذٌّ . و اكتَرث له : حَزِنَ . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۸۰ كرث .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۹۲ ، ح ۹۴۹ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۷ ، ص ۳۲۵ ؛ فتح الباري ، ج ۱۳ ، ص ۷۳ ؛ المعجم الأوسط ،ج ۶ ، ص ۲۸۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۴ ، ص ۲۴۹ ، ح ۳۸۵۹۵ .

3.. «ألف» : «بعد غلظة» بدل «يقال : غاظه يغيظه» .

4.. مجمع الأمثال للميداني ، ج ۲ ، ص ۶ .

5.. نَضَبَ الماءُ نُضوبا و نَضَّب : ذَهَبَ في الأرض . و في المحكم : غارَ و بَعُدَ . و نُضوب القوم : بُعدُهم ، و الناضب : البعيد . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۷۶۲ نضب .

6.. الرعد ۱۳ : ۸ .

7.. «ألف» : تبدّل .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2331
صفحه از 488
پرینت  ارسال به