و فائدة الحديث: النهي عن الخلوة مع النساء ؛ فإنّها لا تُفضي إلى الصواب.
و راوي الحديث: عمر بن الخطّاب، قال: كان هذا الكلام في خطبة له صلىاللهعليهوآله.
۶۱۰.قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ تُرضِيَنَّ أَحَداً بِسَخَطِ اللّه، وَلاَ تَحْمَدَنَّ أحَداً عَلى فَضلِ اللّه، وَلاَ تَذُمَّنَّ أحَداً عَلى مَا لَمْ يُؤتِكَ اللّهُ ؛ فَإِنَّ رِزقَ اللّهِ لاَ يَسُوقُهُ إِلَيكَ۱ حِرصُ حَريصٍ، وَلاَ يَرُدُّهُ عَنكَ كَراهِيَةُ كارِهٍ.۲
هذه مكارم الأخلاق يُعَلِّمها صلىاللهعليهوآله الناسَ فيقول عليهالسلام: لم يَبلغ قدرُ أحد أن يُتحرّى رضاه بسخط اللّه تعالى، و كيف يُسخَطُ۳ المُنعِمُ الّذي منه اُصول النعم من الحياة و القدرة و العلم و الشهوة و التوفيق و نصب الأدلّة و الإمهال إلى غير ذلك من النعم؟ ـ كما قال تعالى: «وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا»۴ ـ لمكان رضى مخلوق مِثلك لا يَقدِرُ على موتٍ و لا حياة، تقتله الشَّرَقُة۵ و تُميته الغصّة، لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرّا، فضلاً /۳۹۰/ عن غيره، فلا و اللّه لا يرخِّصُ العقلُ و لا يُفتي بجواز ذلك ؛ لكنَّ البصائرَ كُمْه، و الأسماع صُمٌّ، و القلوب غلف.
ثمّ يقول عليهالسلام: «و لا تَحمَدَنّ أحدا على فضل اللّه» الواصل إليك ؛ فإنّه و إن وصل على يده، فهو كالسبب و الحَمّال الّذي يَحمِل إليك، و المُنعِم هو اللّهُ جَلَّتْ عَظَمَتُه.
ثمّ قال عليهالسلام: «و لا تَذُمَّنَّ أحدا على ما لم يؤتك اللّه»، و اعلم حقيقةً أنّه هو /۳۵۳/الّذي يعطي إن أعطى، و يَمنع إن مَنَع ؛ و الناسُ أسبابٌ، و بيده خزائن السماوات و الأرض.
ثمّ قال عليهالسلام: «فإنّ رزقَ اللّه لا يَسُوقه إليك حرصُ حريص»، فلو۶ حَرَصَ الخَلقُ كلّهم۷