455
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۶۰۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يُعجِبَنَّكُم إِسلامُ رَجُلٍ حَتَّى تَعلَمُوا كُنهَ عَقلِهِ.۱

«كُنهُ الشيء»: نهايته، و يقال: أعرِفُه كنهَ المعرفة، و يقال لِوقت الأمر كنهُه۲ أيضا، و لم يُشتقّ منه فِعل، و يقال: هذا أمر لا يَكتنهه۳ الوصفُ، كلمة مولَّدة۴، و العقل مجموع علوم۵ ضروريّة إذا أعطاها اللّه‏ُ إنسانا سُمّي عاقلاً.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تتعجَّبوا مِن إسلام رجُلٍ و عبادته و نُسُكه و تَقَرُّبه۶ حتّى تَعلَموا غايةَ عقله، فإن كان ذلك۷ عن عقلٍ و بصيرةٍ و معرفةٍ فذاك، و إن كان عبادةً۸ تَعَوَّدَها و سجيّةً ارتَضَخَها مِن أبويه أو معلِّمه أو أهل بلده مِن غير نظر و فكر و تمييز فلا تَعتدُّوا به.

و فائدة الحديث: أنّ الإسلام و اعتقاد الصانع و صفات جلاله /۳۸۸/ ما لا يُهتدى إليه إلاّ بالعقل السليم و النظر القويم، و لا يكاد يَحصُل بالتنبخيت۹.

و راوي الحديث: عبد اللّه‏ بن عمر.

۶۰۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَجعَلُوني كَقَدَحِ الراكِبِ.

هذه۱۰ من أفصح الكنايات عن الأمر بذكره صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و الاستشفاعِ به إلى اللّه‏ تعالى في الحاجات

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۸ ، ح ۹۴۲ و ۹۴۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۸۴ ، ح ۷۰۶۰ . مشكاة الأنوار ، ص ۴۴۰ ؛ جلاءالأفهام ، ص ۵۴ مع الاختلاف في الأخيرين .

2.. «ألف» : الوقت الأمر كنه .

3.. «ألف» : يكنهه .

4.. «ألف» : موكَّدة .

5.. «ألف» : ـ علوم .

6.. «ألف» : تقرّيه .

7.. «ألف» : ـ ذلك .

8.. «ألف» : عادةً .

9.. «ألف» : بالتنحيت .

10.مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۹ ، ح ۹۴۴ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۱۵۵ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۲ ، ص ۲۱۶ ، ح ۳۱۱۷ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۵۰۹ ، ح ۲۲۵۲ ـ ۲۲۵۴ . الكافي ، ج ۲ ، ص ۴۹۲ ، ح ۵ ؛ مكارم الأخلاق ، ص ۲۷۴ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۷ ، ص ۹۴ ، ح ۸۸۲۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۹۰ ، ص ۳۱۶ ، ذيل ح ۲۱ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
454

و ذُكر لبعض السلف: جماعةٌ مِن القُرّاء يَصعَقون عند قِراءة القرآن فيتخبّطون۱، فقال: اجلِسوهم على جِدارٍ عالٍ و اقرَؤوا لهم، فإن صَعِقوا فهو حقٌّ!۲

و فائدة الحديث: النهي عن هذه الأفعال الذميمة ؛ مِن الوقيعة في الناس، و المدحِ لهم تصنّعا، و الطعنِ فيهم و في أنسابهم و التزاهد.

و راوي الحديث: مكحول.

۶۰۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تُعجَبُوا بِعَمَلِ عَامِلٍ حَتَّى تَنظُرُوا بِمَ خُتِمَ لَهُ.۳

يقال: اُعجِبَ فلانٌ بكذا فهو مُعْجَب به إذا استكبره و وجده عجيبا في فنّه، و الاسم منه العُجْب.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تستكبروا عملَ عامل و لا تَتعجّبوا منه حتّى تنظروا إلى خاتمته ؛ فإنّ الإنسان مَلولٌ ؛ بَينا تراه ناسكا عاد فاسقا، و بينا يُمسي صالحا أصبح طالحا و بالعكس منه، فلا يُعجِبُكم عملُه حتّى تنظروا إلى العمل الّذي يَخرج عليه من الدنيا، فهو الّذي يقع به الاعتبارُ و تُستحَقّ /۳۵۱/به الجنّةُ أو النار، و لهذا جاء في الدعاء: اللّهمّ اجعل خيرَ عُمري آخرَه، و خيرَ أيّامي يومَ ألقاك، و اجعل خواتيمَ أعمالي رضوانَك.۴

و فائدة الحديث: إعلام أنّ الاعتبار بالعمل الّذي يُختَم به، لا الّذي يَتداوَله فيُقلِع عنه.

و راوي الحديث: أبو اُمامَة الباهليّ رحمة اللّه‏ عليه.

1.. الخَبْط في الدوابِّ : الضرب بالأيدي دون الأرجل . و خَبَطَ البعيرُ بيده : ضَرَبَ الأرضَ بها . و تَخَبَّطَه كخَبَطَه . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۲۸۰ خبط .

2.. ربيع الأبرار للزمخشري ، ج ۴ ، ص ۳۰۱ ، عن ابن سيرين .

3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۷ ، ح ۹۴۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۲۰ ؛ المعجم الكبير ، ج ۸ ، ص ۲۶۴ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ،ص ۷۴۰ ، ح ۹۸۲۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۵ ، ص ۶۸۱ ، ح ۴۲۷۲۰ ؛ فيض القدير ، ج ۶ ، ص ۵۳۴ ، ح ۹۸۲۸ ؛ ذيل تاريخ بغداد ، ج ۲ ، ص ۱۵۷ .

4.. المعجم الأوسط للطبراني ، ج ۹ ، ص ۱۵۷ ؛ طبقات المحدّثين بأصبهان لابن حبّان ، ج ۴ ، ص ۲۲۱ ، الرقم ۶۲۶ ؛ الأذكارالنووية ، ص ۷۴ ، ح ۱۹۶ ؛ سبل الهدى و الرشاد ، ج ۸ ، ص ۱۷۰ ، مع تفاوت يسير .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2231
صفحه از 488
پرینت  ارسال به