و قال سعيد بنُ عبد الرحمن الزُّبَيديُّ۱: يُعجِبني مِن القرّاء كُلُّ سَهْلٍ طَلْقٍ۲ مِضحاكٍ ؛ فأمّا مَن تَلْقاه بِبِشر، و يَلقاك بعُبوس۳، يَمُنُّ عليك بعمله، فلا أكثَرَ اللّهُ في المسلمين مِثلَه!۴
و نظر عُمَرُ إلى رجُلٍ يَمشي متطأطئا رأسه، فقال: ارفَعْ رأسَك ؛ فإنّ الإسلام ليس۵ بمريض.۶
و رأى ابنُ عمرَ رجُلاً ساقطا في طريق مكّةَ، فسأل /۳۸۷/ عنه؟ فقالوا: هذا رجُل إذا سَمِعَ الشيءَ مِن ذِكر اللّه تعالى خَرَّ ساقطا مِن خشية اللّه تعالى! فقال ابن عمر: إنّا نَخشى اللّهَ و ما نَسقُط!۷ و سُئل أنس بن مالك۸ عن القوم الّذين يَصعَقون إذا سَمعوا القرآنَ؟ فقال: ذاك من فعل الخوارج.۹
و ذُكر لعائشة أنَّ قوما يَسمعون القرآنَ فيصعقون! فقالت: القرآن أكرَمُ مِن أن يُنزَفَ۱۰ منه قلوبُ۱۱ الرجال ؛ و لكن كما قال اللّه تعالى: «مَثَانِىَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَ قُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللّهِ»۱۲.۱۳
1.. قاضي الريّ ، كان يروي المقاطيع ، وثّقه أبو داود ، و روى له النسائي ، و توفّي في حدود الستّين و المئة . الوافي بالوفيات ، ج ۱۵ ، ص ۱۴۸ .
2.. طَلُق الرجُلُ طَلاقةً فهو طَلْق و طليق : مستبشر منبسط الوجه متهلِّله . لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۲۲۸ طلق .
3.. في المصدر : بضرس .
4.. في المصدر : «فلا كثّر اللّه في الناس أمثال هؤلاء» . راجع : الإخوان لابن أبي الدنيا ، ص ۱۹۶ ، ح ۱۴۱ .
5.. «ألف» : فليس في الإسلام .
6.. رواه ابن الأثير ، قال : «و منه حديث عمر : رأى رجلاً مطاطئا رأسه ، فقال : ارفع رأسك ؛ فإنّ الإسلام ليس بمريض» .النهايه ، ج ۴ ، ص ۳۷۰ ، ذيل مادّة موت .
7.. لم نعثر عليه إلاّ في روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط .
8.. في المخطوطتين: إسرائيل .
9.الاعتصام لإبراهيم الشاطبي الغرناطي ، ج۱، ص۲۰۲.
10.. ربيع الأبرار : أن يسرق . نُزِف الرجُلُ فهو منزوف و نزيف ؛ أي سَكِرَ فذهب عقلُه . و أنزَفَ : ذَهَبَ عقله من السُّكر . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۳۲۷ نزف .
11.. ربيع الأبرار : عقول .
12.. الزمر ۳۹ : ۲۳ .
13.. راجع : ربيع الأبرار للزمخشري ، ج ۴ ، ص ۳۰۱ .