451
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

بعضَهم مِن بعض.۱

و روى عبد اللّه‏ بن أبي أوفى، قال: الناجش آكِلُ الربا.۲

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تَتحاسدوا و لا تتزايدوا في السَّوْمِ۳ مِن غير غرض، و لا تتباغضوا فيُبْغِضَ كُلٌّ مِن اثنَينِ صاحبَه، و لا تَدابَروا و لا تَهاجَروا و لا تَقاطَعوا.

و فائدة الحديث: الأمر بما هو أجمَعُ للآراء و أجلَبُ للمَوَدّات، و يَنهى عن هذه الخصال المذمومة.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۶۰۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَكُونوا عَيَّابِينَ وَ لاَ مدَّاحينَ وَ لاَ طَعَّانينَ /۳۸۶/ وَ لاَ مُتَماوِتينَ.۴

«العَيْب و العاب و العَيبة» واحد، و قد /۳۵۰/ عابَ المتاعُ: صارَ ذا عيبٍ يَعابُ، و عابَ المتاعَ، يَتعدّى و لا يَتعدّى. و «المدح»: الثناء الحسن، و قد مَدَحَه و امتَدَحَه. و «طَعَنَه» بالرُّمْح يَطعُن بالضمّ، و طَعَنَ في الشيء يَطعُن أيضا، و طَعَنَ فيه بالقول يَطعَن ـ بفتح العين ـ طَعْنا و طَعنانا۵، و طَعَنَ في الأرض يَطعَن و يَطعُن۶ إذا ذهب فيها. و «التماوُت»: تكلُّف الموت، و هو إظهار الزهد و الورع تكلّفا.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَعِبْ۷ بعضُكم بعضا غَضّا منه و طَعْنا لحرمته، و لا تكونوا مَدّاحين يَمْدَح

1.. مسند أبي داود الطيالسي ، ص ۲۴۱ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۵۱۲ ؛ صحيح مسلم ، ج ۵ ، ص ۶ ؛ الأمالي للطوسي قدس‏سره ،ص ۳۹۷ ، ح ۸۷۹ .

2.. في المصادر : «آكل ربا خائن» . راجع : صحيح البخاري ، ج ۳ ، ص ۱۶۱ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۵ ، ص ۲۳۸ ، ح ۲ ؛السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۵ ، ص ۳۳۰ .

3.. السَّوم : عرض السِّلعة على البيع ، و السَّوم في المبايعة ، يقال : سُمتُ فلانا سِلعتي سَوما إذا قُلتَ : أ تأخذها بكذا من الثمن . انظر : لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۳۱۰ سوم .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۷ ، ح ۹۴۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۷ ، ص ۸۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۶ ، ص ۷۶ ، ح ۴۳۹۹۴ .

5.. «ألف» : طعانا .

6.. «ب» : طعن في الأرض يظعن و يظعن .

7.. «ألف» : لا يغب .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
450

و فائدة الحديث: الأمر بحسن الظنّ باللّه‏ تعالى و رجاءِ المغفرة مِن غير أن يُتَّكلَ على ذلك ؛ فإنّ القنوط مِن أصعب الذنوب.

و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه‏، قال: سمعت النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يقول قبل موته بثلاث: ألا لا يموتَنّ أحدُكم إلاّ و هو يُحسِن الظنَّ باللّه‏ تعالى.

۶۰۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَحاسَدُوا وَ لاَ تَناجَشُوا وَ لاَ تَباغَضُوا وَ لاَ تَدابَرُوا وَ كُونوا عِبَادَ اللّه‏ِ إخواناً.۱

«الحَسَد»: تَمنِّي زوال نعمة غيرك، و «التحاسد» تفاعل منه. و «النَّجْش»: أن تُزايِد في البيع ليقعَ [فيه۲] غيرُك، و ليس من حاجتك.

و قال أبوبكر بن الأنباري فيما روي: نهى عن النجش. قال: معناه: لا يَمدَحْ أحدُكم السِّلعةَ و يَزِدْ في ثَمَنها و هو لا يريد شِراءَها ليَسمَعه غيرُه فيزيدَ.۳ قال: و أصل النجش: مدحُ الشيء و إطراؤه۴.۵ و قال غيره: النجش: تنفير الناس عن الشيء إلى غيره، و الأصل فيه تنفير الوحش من مكان إلى مكان. و الغرض النبويّ في ذلك أن يَسترخص۶ الرجُلُ المسلمُ السِّلعةَ، و مِثلُ ذلك ما روي مِن قوله عليه‏السلام: لا يَبِعْ۷ حاضرٌ لبادٍ ؛ دَعو الناسَ يَرزُقِ اللّه‏ُ

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۷ ، ح ۹۳۹ ؛ مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۲۷۷ و ۳۹۴ و ۵۰۱ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۰ ؛ عللالدارقطني ، ج ۱۱ ، ص ۲۲۱ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۷۸ ، ح ۳۱۵۸ ؛ إرواء الغليل ، ج ۸ ، ص ۹۹ ، ح ۲ (مع الاختلاف في الجميع عدا الأوّل) .

2.. أضفناه من معجم مقاييس اللغة ، ج ۵ ، ص ۳۹۴ نجش .

3.. في المصدر : «قولهم : فلان ينجش علينا ، و قد أخذنا في النجش ؛ الأصل في النجش أن يزيد الرجل في ثمن السلعة ، و هو لا يريد شراءها ، و لكن ليسمعه غيره فيزيد لزيادته» . راجع : الزاهر في معاني كلمات الناس ، ص ۳۰۰ .

4.. أطرأ القومَ : مَدَحَهم ، و كونه من «طرأ» نادرة . و أطرى الرجُلَ : أحسَنَ الثناء عليه ، أو مدحه بما ليس فيه ، و أطرى إذا زاد في الثناء . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۱۱۴ طرأ و ج ۱۵ ، ص ۶ (طرو) .

5.. نقله ابن الأنباري عن الأصمعي في نفس المصدر .

6.. استَرخَصه : رآه رَخيصا . و الرُّخْص : ضدّ الغَلاء ، رَخُصَ السَّعرُ فهو رَخيص . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۴۰ رخص .

7.. «ألف» : لا بيع .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2117
صفحه از 488
پرینت  ارسال به