449
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۶۰۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَمُوتَنَّ أحَدُكُم /۳۸۵/ إِلاَّ وَ هُوَ يُحسِنُ الظَّنَّ بِاللَّه تَعالَى.۱

سوء الظنّ مِن أعظمِ الذنوب عقوبةً۲، و كيف يُساءُ الظنُّ ـ ليت شعري ـ بأرحمِ الراحمين الّذي لا يَتعاظَمُه أمرٌ مِن الاُمور، و إنّما يُتصوّر ذلك في الآدميّين المحتاجين الّذين يَنقُص أموالَهم العطاءُ۳، و تَختلف بهم الأهواءُ.

و عن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ مِن۴ حُسن الظنّ باللّه‏ حُسْنَ عبادةِ اللّه‏ عزّ و علا۵.۶

و عن جابر بن عبد اللّه‏ قال: قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَموتَنَّ أحدُكم إلاّ و هو يُحسِن الظنَّ باللّه‏ ؛ فإنّ أقواما أساؤوا ظُنونَهم باللّه‏ فأساؤوا العملَ للّه‏.۷ ثمّ تلا هذه الآية: «وَ ذَلِكُمْ ظَنُّكُمْ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ»۸.۹

و روي: أنّ عيسى عليه‏السلام كان لا يَزالُ متبسِّما مُنشَرِح الصدر، و يحيى بن زكريّا رضى‏الله‏عنهكان يُرى باكيا مستشعرا، و كانا ابنَي خالة، فقال يحيى لعيسى رضى‏الله‏عنه: كأنّك قد أمِنَت؟! فقال عيسى عليه‏السلام: كأنّك قد قَنَطتَ؟! فأوحى اللّه‏ تعالى إليهما: خَيرُكما أحسَنُكما ظَنّا بي.۱۰ أو كما روي.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۶ ، ح ۹۳۸ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۳۴ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۱۶۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ،ص ۱۳۹۵ ، ح ۴۱۶۷ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۶۱ ، ح ۳۱۱۳ . روضة الواعظين ، ص ۵۰۳ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۷۸ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۷ ، ص ۳۹۵ ، ح ۶۵ و فيه عن مشكاة الأنوار و روضة الواعظين .

2.. «ألف» : ـ عقوبةً .

3.«ألف» : بالعطاء .

4.. في المصادر : ـ من .

5.. «ألف» : ـ عزّ و علا .

6.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۳۵۹ ؛ سنن الترمذي ، ج ۵ ، ص ۲۴۱ ، ح ۳۶۷۹ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۳۴۶ ، ح ۲۲۶۳ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۱۳۵ ، ح ۵۸۴۸ .

7.. في المصادر : فإنّ قوما قد أرداهم سوء ظنّهم باللّه‏ عز و جل .

8.. فصّلت ۴۱ : ۲۳ .

9.. مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۳۹۰ ؛ حسن الظنّ باللّه‏ لابن أبي الدنيا ، ص ۱۹ ، ح ۴ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۴ ، ص ۱۰۵ ؛ الدرّالمنثور ، ج ۵ ، ص ۳۶۲ ، ذيل الآية الشريفة .

10.. يشبه النقل بالمعنى ؛ فإنّ الحديث روي بألفاظ شتّى . راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۷ ، ص ۴۶۷ ؛ شرح نهج البلاغةلابن أبي الحديد ، ج ۶ ، ص ۳۳۳ ؛ البداية و النهاية ، ج ۲ ، ص ۱۰۸ ؛ قصص الأنبياء لابن كثير ، ج ۲ ، ص ۴۴۸ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
448

لم ألْقَ بَعْدَهم حَيّا۱ فاُخبِرَهم

إلاّ يزيدُهم حُبّا إليَّ هُم۲

و فائدة الحديث: النهي عن إخلاف الوعد الّذي تَعِدُه الرجُلَ المؤمن.

و راوي الحديث: ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

۶۰۱.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوتَ۳ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ.۴

نهى صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أن يَتمنّى أحدٌ الموتَ لسوء حالٍ دُفع إليه. و «الضُّرُّ»: الهُزال۵/۳۴۹/ و سوء الحال ؛ و ذلك لأنّه إنّما يَتمنّى ذلك لصعوبة ما يقاسيه، و الموت على الجملة أدهى و أمَرُّ ممّا هو فيه، ثمّ لعلّه لم يرتِّبْ أحوالَ آخرته فكيف يَتمنّى الموتَ على غير اُهبةٍ۶ له، و ما هو مدفوع إليه لعلّ مصلحته فيه ؛ فإنّه إن كان مَرَضا فقد اُرصِدَ له العوضُ على الصبر عليه الثوابُ الدائم، و إن كان۷ مصيبةً «أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ»۸ إذا صبروا و لم يَجزَعوا، و إن كان جوعا فلمكان رغيفين يَسُدُّ جَوعتَه لا ينبغي أن يَتمنّى الموتَ.

و فائدة الحديث: النهي عن تمنّي الموت.

1.. «ألف» : حبّا .

2.. الشعر لزياد بن منقذ الحنظلي . راجع : زهر الآداب و ثمر الأحباب ، ج ۴ ، ص ۱۱۳۶ ؛ معجم البلدان للحموي ، ج ۱ ،ص ۲۰۴ ؛ و ج ۳ ، ص ۴۲۷ ؛ الوافي بالوفيات ، ج ۱۰ ، ص ۵۷ ؛ مغني اللبيب ، ج ۱ ، ص ۱۴۶ ؛ خزانة الأدب ، ج ۵ ، ص ۲۴۶و ۲۴۹ و ۲۵۰ .

3.. «ألف» : ـ الموت .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۶ ، ح ۹۳۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۰۱ و ۱۰۴ و ۱۹۵ ؛ صحيح مسلم ، ج ۸ ، ص ۶۴ ؛ سننابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۴۲۵ ، ح ۴۲۶۵ . تفسير مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۳۰۹ ؛ تذكرة الفقهاء ، ج ۱ ، ص ۳۳۶ ؛ منتهى المطلب ، ج ۱ ، ص ۴۲۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲ ، ص ۴۴۹ ، ح ۲۶۱۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۹ ، ص ۱۷۶ ، ح ۱۶ و في الأخيرين عن منتهى المطلب .

5.. الهُزال : نقيض السِّمَن ، و قد هُزِل الرجُلُ و الدابَّة هزالاً على ما لم يسمَّ فاعله . و قال ابن بري : كُلّ ضُرٍّ هُزال . انظر : لسان العرب ، ج ۱۱ ، ص ۶۹۶ هزل .

6.. الاُهْبة : العُدَّة . تأهَّبَ : استَعَدَّ . لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۲۱۷ أهب .

7.. «ألف» : كانت .

8.. البقرة ۲ : ۱۵۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1951
صفحه از 488
پرینت  ارسال به