441
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۵۹۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَسُبُّوا الأَمواتَ ؛ فَإِنَّهُم أفضَوا إلَى ما قَدَّمُوا.۱

ذُكِرَ أنّ «السَّبّ» أصله القطع، فاستُعِير للشَّتم، و سَبَّه أصاب سَبَّتَه۲. و «أفضى إليه» وَصَلَ إليه و باشَرَه۳، و أصلُه يَرجع إلى الفضاء۴. فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تسبّوا الأموات ؛ فإنّهم قد قَدِموا على ما قَدَّموا ؛ إن خيرا فخيرا، و إن شرّا فشرّا، فماذا يُغني۵ السبُّ؟

و قد روي في حديثٍ أنّه سَمِعَ عليه‏السلام إنسانا يَذكر ميّتا بسوء، فقال: عَدِّ۶ عن ذي قبر.۷ و يجوز أن يكون ذلك كنايةً عن الدقّ في أنسابهم ؛ فإنّه يتجاوزهم إلى غيرهم، أو يعني بذلك المسلمين ؛ فأمّا الكَفَرَة فإنّهم مسبوبون ملعونون.

و على الجملة فالأولى بالمرء أن تَشغَله نفسُه عن غيره، و ما ذا يَصنع بسبّ ميّت؟! فإنّه إن كان مغفورا له لم يضرّه ذلك، و إن كان معاقَبا فما يَصير إليه شرٌّ مِن سَبّه؟! ثمّ إنّ الميّت لا يَسمَع ذلك فيَتأذّى به، و يكون ذلك شَقاءً۸ للشاتم، فهل تَبقى هاهنا إلاّ لغوٌ و عبث ليس فيه غرض المثل.

و فائدة الحديث: الأمر بحفظ اللسان، و النهيُ عن شتم الموتى ؛ لكونه عَبَثا، و لما يَتعقّب ذلك من المَضرّات في الدنيا و العقاب في الآخرة.

و راوية الحديث: عائشة.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۰ ، ح ۹۲۳ و ۹۲۴ ؛ مسند أحمد ، ج ۶ ، ص ۱۸۰ ؛ سنن الدارمي ، ج ۲ ، ص ۲۳۹ ؛ صحيحالبخاري ، ج ۲ ، ص ۱۰۸ ؛ و ج ۷ ، ص ۱۹۳ ؛ سنن النسائي ، ج ۴ ، ص ۵۳ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۱ ، ص ۳۸۵ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۷۵ . الدعوات ، ص ۲۷۸ ، ح ۸۰۳ ؛ جامع السعادات ، ج ۱ ، ص ۲۸۱ .

2.. سَبَّه : طَعَنه في سَبَّته ، و السَّبَّة : الإست و الدُّبر . انظر : لسان العرب ، ج ۱ ، ص ۴۵۷ سبب .

3.. «ألف» : «بأسره» بدل «و باشره» .

4.«ألف» : ـ إلى الفضاء .

5.. «ألف» : فما يعني .

6.. عَدَّى عن الأمر : جازَه إلى غيره و تَرَكَه . و عَدَا الأمرَ يَعدُوه و تَعَدَّاه : تَجاوَزَه ، و عَدا طَورَه و قَدرَه : جاوَزَه على المَثَل . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۳۳ عدو .

7.. لم نعثر عليه ، نعم روي عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أنّه قال : «اعف عن ذي قبر» . راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۱ ، ص ۶۸ .

8.. «ب» : شفاءً .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
440

و فائدة الحديث: الأمر بطاعة السلطان و احترامه.

و راوي الحديث: أبو عبيدة بن الجرّاح.

۵۹۲.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَسُبُّوا الأمواتَ فتُؤذُوا بِهِ۱ الأحياءَ.۲

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تَسُبُّوا الأمواتَ ؛ فإنّه يؤذي أقرِباءَهم. و «السَّبُّ»: الشتم الوجيع، و لا تَطلُبْ أكرَمَ مِن النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله و لا أحلَمَ منه ؛ أ ليس قد تَأذّى بمَن ذَكَرَ عنده۳ أبا لهب بسوء، فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: أ و لم يَكفُرْ۴ غيرُ عمّي؟۵ و هذا حكم الأرحام المتواشِجة۶ و الأعراق المتمازجة۷.

و روي في سبب ذلك أنّ۸ عكرمةَ بنَ أبي جهلٍ المخزوميّ قَدِمَ المدينةَ فجَعَلَ الناسُ يقولون: هذا ابنُ أبي جهل، /۳۸۲/ هذا ابن أبي جهل! فدَخل على اُمّ سلمةَ ـ رضي اللّه‏ عنها ـ فأخبرها بذلك، و أخبَرَت النبيَّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فحَمِدَ اللّه‏َ و أثنى عليه، ثمّ قال: أيّها الناس، لا تَسُبّوا الأمواتَ فتؤذوا به۹ الأحياءَ.۱۰

و فائدة الحديث: النهي۱۱ عن سبّ الأموات ؛ لأنّه شُغلٌ كلا شغل، و قد يَتأذّى به الأحياءُ مِن قرابته.

/۳۴۷/ و راوي الحديث: المُغِيرةُ بنُ شُعبة.

1.. «ألف» : ـ به .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۸۱ ، ح ۹۲۵ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۵۲ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۳۸ ، ح ۲۰۴۸ ؛ مجمعالزوائد ، ج ۸ ، ص ۷۶ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۷ ، ص ۲۹۲ ؛ المعجم الصغير ، ج ۱ ، ص ۲۱۲ . الدعوات للراوندي ، ص ۲۷۸ ، ح ۸۰۴ .

3.. «ألف» : قد تأذّى من ذكر أبا لهب عنده .

4.«ألف» : «يكفر» بدل «أ و لم يكفر» .

5.. لم نعثر عليه .

6.. رَحِمٌ واشجة و وشيجة : مشتبكة متّصلة . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۳۹۹ وشج .

7.. «ألف» : الممازجة .

8.«ألف» : ـ أنّ .

9.. «ألف» : ـ به .

10.. راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۸ ، ص ۱۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۳ ، ص ۵۴۱ ، ح ۳۷۴۱۷ ؛ السيرة الحلبيّة ،ج ۳ ، ص ۴۰ . و أبو جهل مع أنَّ كنيته «أبو الحكم» يسمُّونه المسلمون «بأبي جهل» .

11.. «ألف» : الأمر بالنهي .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2059
صفحه از 488
پرینت  ارسال به