و فائدة الحديث: النهي عن۱ نسبة ما يَحدُث في الدهر مِن أفعال اللّه تعالى إلى الدهر.
و راوي الحديث: أبو قَتادة.
۵۹۱.قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ تَسُبُّوا السُّلطانَ ؛ فَإِنَّه فَيْءُ اللّهِ في أَرضِهِ.۲
«الفَيء»: الظِّلُّ بَعدَ الزوال، و معناه أنّه۳ كالفيء يَستذري به۴ المظلومُ و المضطرّ.
يقول صلىاللهعليهوآله: إنّ السلطان ـ يعني الإمامَ العادل و الحاكم المنصف و الواليَ الديّن ـ بمنزلة الظلّ المستراحِ إليه فلا يَستحقّ السبَّ ؛ بل تجب طاعتُه، و يتعيّن تِباعته، و قد تَقدَّمَ شرحُ هذا الحديث في حديثٍ آخَر بأوفى و أبيَنَ مِن ذلك.
و روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: إنّ السلطان عذابُ اللّه أو عقابه، فلا تَستقبِلوا عذابَ اللّه أو عقابه بالسيف، و لكن استَقبِلوه بالدعاء.۵
و قال أبو سُليمان الخَطّابيُّ: يعني: استَظِلّوا بظِلِّهم، و لا تَشُقّوا العَصا بالخروج عليهم.۶
و قال النبيّ صلىاللهعليهوآله: إذا۷ أحسَنَ فله الأجر و عليكم الشكر، و إذا أساء فعليه الإصر۸ و عليكم الصبر.۹
1.. «ألف» : ـ عن .
2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۹ ، ح ۹۲۲ ؛ ضعفاء العقيلي ، ج ۳ ، ص ۶۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۳۶ ، ح ۹۷۸۸ ؛ كنزالعمّال ، ج ۶ ، ص ۶ ، ح ۱۴۵۸۶ . مشكاة الأنوار ، ص ۵۴۶ (مع اختلاف يسير فيه) .
3.. «ألف» : فإنّه .
4.. استَذريتُ بالشجرة : استَظللتُ بها و صِرتُ في دِفئها . و استَذريتُ بفلان : التجأت إليه و صِرتُ في كنفه و ستره و دِفئه .انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۸۳ ذرو .
5.. لم نعثر عليه ، نعم روي عن الحسن أو مالك بن دينار أنّه قال : «إنّ الحَجّاج عقوبة سلّطه اللّه تعالى عليكم ، فلا تستقبلواعقوبة اللّه بالسيف ، و لكن استقبلوها بالدعاء و التضرّع» . راجع : تاريخ مدينة دمشق ، ج ۱۲ ، ص ۱۷۷ ؛ تاريخ الإسلام ، ج ۶ ، ص ۳۲۲ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۴ ، ص ۴۹ . ولكن روي في روح الأحباب لأبي الفتوح الرازي المخطوط بعينه .
6.. غريب الحديث للخطّابي ، ج ۱ ، ص ۷۰۸
7.. في المصادر : فإذا .
8.. الإصر : الذنب و الثقل ، و العهد الثقيل ، و جمعه : آصار : انظر : لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۲۲ أصر .
9.. الفائق ، ج ۱ ، ص ۴۱ ؛ النهاية ، ج ۱ ، ص ۵۲ أصر .