437
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

في الانتظار ؛ و ذلك لأنّ۱ هذا الانتظارَ عزمٌ على الصلاة، و العزم هو الإرادة۲ المسابِقةُ۳ على الشيء، فهو و إن لم يَكُنْ في نفس الصلاة فإنّه فيما يَتعلّق بها و يُعَدّ مِن أسبابها، فيُكتب له ثوابُها ؛ لمكان أنّ الإرادة أيضا۴ فعلٌ يُثاب عليه.

و فائدة الحديث: تعظيم أمر الصلاة، و إعلام أنّ في إرادتها الثوابَ الجزيل.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۵۸۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تُظهِرِ الشَّماتَةَ لِأخيكَ، فيُعافِيَهُ اللّه‏ُ وَ يَبتَلِيَكَ.۵

«الشَّماتة»: الفَرَح ببليّة العدوّ، و يقال: شَمِتَ به يَشمَتُ شَماتةً، و يقال: باتَ فلانٌ بليلةِ۶ الشوامت أي بليلةٍ تُشْمِتُ الشوامتَ.

و «العافية»: دفاع اللّه‏ تعالى عن العبد ما يَكرَه، و تُوضَعُ موضِعَ المَصدر، يقال: عافاه اللّه‏ُ عافيةً و أعفاه اللّه‏ُ بمعنى، و أصل «ع ف و»: الدُّروس، تقول: عَفا المَنزِلُ، و عَفَتْه الريحُ، يَتعدّى و لا يَتعدّى، و العافية كأنّها من ذلك ؛ لأنّها كناية عن ذهاب /۳۴۶/ ما يؤذي. و العفو عن الذنب أيضا يَرجع إلى ذلك كأنّه يَدرُس الذنبَ و يَمحوه.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تَشمُتْ بأخيك المؤمن لِضُرٍّ يَنزِل به و بلاء يحيط به ؛ فإنّ ذلك مَجدَرةٌ لأن۷ يعافيَه اللّه‏ُ و يَبتليك جزاءً للشَّماتة و درجةً للمشموت به ؛ و ذلك لأنّ أحوال الدنيا بعَرَض التغيّر و التبدّل، فلا العافيةُ تدوم، و لا الشَّقاءُ يَبقى ؛ و هي دارٌ بُنِيَتْ على الزَّوال،

1.. «ألف» : أنّ .

2.. «ألف» : + و .

3.. هكذا في المخطوطتين ، و الأولى : «السابقة» ظاهرا .

4.. «ألف» : ـ أيضا .

5.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۷ و ۷۸ ، ح ۹۱۷ ـ ۹۱۹ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲۲ ، ص ۵۴ ؛ مسند الشاميّين ، ج ۱ ، ص ۲۱۵ ،ح ۳۸۴ ؛ كتاب المجروحين ، ج ۱ ، ص ۳۵۵ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۵۸ ، ح ۳۰۳۴ . الرواشح السماوية ، ص ۲۸۶ .

6.. «ب» : بليله .

7.. «ألف» : «محدرة» بدل «مجدرة لأن» .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
436

في قيد الحياة، و لذلك قال عليه‏السلام: الدَّينُ شَينُ الدِّين.۱ و قال عليه‏السلام: الدَّين هَمٌّ بالليل مَذَلَّةٌ بالنهار.۲

و المَجاز أن يقدَّر ذلك بعد الموت فيقال: إنّه لو أمكَنَه بعد الموت أن يفكِّر في أمر دَينه لَفَكّر و لبقِيَ قلبُه معلَّقا به حتّى يُقضى عنه.

و يَحتمل أن يقال: إنّ روحه معلَّقةٌ بذلك مشغولةٌ به مهمومة بسببه حتّى يقضى عنه، و كلاهما حسن.

فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ نفْسَ الرجُل مشغولةٌ /۳۸۰/ بأمر دَينه مترجِّحةٌ بين أن يَقدِر على قضائه أو يَعجِز، و ذِمَّتَه به مرهونةٌ، فهو يَخاف تَبِعَةَ المَظلَمة إن لم يوفِّه، و الفقرَ إن جَعَلَ طريقَه۳ أو تالَده۴ في وجه أدائه۵، فقلبه متعلِّق به. و ظاهر اللفظ يقتضي أن يكون هذا التعلُّقُ بعد الممات ؛ لأنّه قال عليه‏السلام: «حتّى يُقضى عنه»، و لم يقل: حتّى يَقضيه.

و فائدة الحديث: تعظيم أمر الدَّين و صعوبةِ شغله.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۵۸۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَا يَزالُ العَبدُ في الصَّلاةِ مَا انتَظَرَ الصَّلاةَ.۶

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ العبد إذا تَطهّر و راقَبَ الوقتَ و انتَظر الصلاة، كُتِبَ له ثوابُ المصلِّين ما دام

1.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۵۳ ، ح ۳۱ ؛ تفسير القرطبي ، ج ۳ ، ص ۴۱۷ ؛ ميزان الاعتدال ، ج ۲ ، ص ۴۳۹ ، ح ۴۳۷۶ ؛الإصابة ، ج ۵ ، ص ۵۶۳ ، ح ۷۷۱۷ ؛ تهذيب التهذيب ، ج ۱۰ ، ص ۲۳ ، ح ۴۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۶۶۱ ، ح ۴۳۰۳ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۴۱۴ ، ح ۱۳۲۶ . فقه القرآن للراوندي ، ج ۱ ، ص ۳۷۸ .

2.. نقل بالمعنى ، راجع : الكافي ، ج ۵ ، ص ۹۵ ، ح ۱۱ ؛ علل الشرائع ، ج ۲ ، ص ۵۲۷ ، الباب ۳۱۲ ، ح ۲ ؛ الفقيه ، ج ۳ ، ص ۱۸۲ ، ح ۳۶۸۲ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۶ ، ص ۱۸۳ ، ح ۳۷۶ .

3.. «ألف» : طريفه .
و الطريف و الطارف من المال : المستحدَث ، و هو خلاف التالد و التليد . انظر : لسان العرب ، ج ۹ ، ص ۲۱۴ طرف .

4.. التالد : المال القديم الأصلي الَّذي ولِد عندك ، و هو نقيض الطارف . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۹۹ تلد .

5.. «ألف» : آدابه .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۷ ، ح ۹۱۶ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۱۵۹ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۴ ، ص ۲۰۸ ؛ كتابالدعاء للطبراني ، ص ۷۳ ؛ المسند للشاشي ، ج ۲ ، ص ۲۵۵ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1967
صفحه از 488
پرینت  ارسال به