ثمّ يقول فيه: إيّاكم و مؤاخاةَ الفاجر الأحمق و الكذّاب ؛ فإنّ الفاجرَ يزيِّن فجورَه لك، و لا يُعينك على دينك، و دخولُه و خروجه عار عليك ؛ و إنّ الأحمق لا يُشير بخير عليك، و يَضُرُّك مِن حَيثُ يريد أن يَنفعَك، و بُعدُه عنك خير من قربه منك ؛ و أمّا الكذّاب لا يَهنأ معه عيشُك، و يَنقل إلى غيرك حديثَك كما يَنقل حديثَ غيرك إليك، و لا تأمنُ من وقوع العداوة مِن قِبَلهِ بين الناس.۱
و فائدة الحديث: الأمر باختيار الصاحب المرضيّ و مباعدة صاحب السوء.
و راوي الحديث: أنس بن مالك.
۵۸۴.قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ تَذهَبُ حَجيبَتَا عَبدٍ فيَصبِرُ وَ يَحتَسِبُ إلاّ دَخَلَ الجَنَّةَ.۲
«الحَجبيتان»: العَينان الباصرتان. و «الاحتساب»: عَدُّ الأجر عند اللّه تعالى، يقال: احتَسبَ فلانٌ ابنا له إذا اعتَدَّ به عند اللّه تعالى۳، و قال ابن دُرَيد: احتَسَبتُ۴ بكذا أجرا عند اللّه تعالى. و الاسم الحِسبة و هي الأجر، و الجمع الحِسَب.
يقول صلىاللهعليهوآله: لا تَذهبُ عَينا عبدٍ مؤمن ثمّ يَصبِر و يَحتسِبُ إلاّ دخل الجنّة، و «يَحتسب» رفع و لا يجوز فيه النصب ؛ لأنّه ليس بجواب النفي، بل هو عطفُ فعلٍ مثبَت على فعل منفيّ.
و قال عليهالسلام: لن يُبتلى أحد بشيء أشدَّ عليه مِن ذهاب دينه، و لن يُبتلى أحد بشيء بعد ذهاب دينه أشدَّ عليه من ذهاب بصره، و لن يُبتلى أحد بذهاب بصره فيَحتسبُ و يصبر إلاّ لَقِيَ اللّهَ ـ عزّ و جلّ ـ يوم القيامة و لا ذنب له.۵
1.. نقل بالمعنى . راجع : الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۷۶ ، ح ۶ ، و ص ۶۳۹ ، ح ۱ ؛ تحف العقول ، ص ۲۰۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ،ص ۲۸ ، ح ۱۵۵۵۶ .
2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۴ ، ح ۹۰۸ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۷ ، ص ۱۹۵ ؛ موارد الظمآن ، ج ۲ ، ص ۴۵۲ ، ح ۷۰۷ ؛ كتابالمجروحين ، ج ۱ ، ص ۲۳۳ ؛ لسان الميزان ، ج ۲ ، ص ۲۰۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۸۰ ، ح ۶۵۴۹ . الدعوات ، ص ۱۷۲ ، ح ۴۸۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۱۷۴ ، ذيل ح ۱۰ . و في الجميع : «حبيبتا» بدل «حجيبتا» .
3.. «ألف» : عزّ و علا .
4.. «ألف» : أحتسبُ .
5.. لم نعثر عليه ، نعم روي ما يقرب منه في الجامع الصغير ، ج ۳ ، ص ۴۲۳ ، ح ۷۳۸۵ ؛ العهود المحمّديّة ، ص ۵۸۱ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۲۷۶ و ۲۷۹ ، ح ۶۵۲۶ و ۶۵۴۶ .