433
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

ثمّ يقول فيه: إيّاكم و مؤاخاةَ الفاجر الأحمق و الكذّاب ؛ فإنّ الفاجرَ يزيِّن فجورَه لك، و لا يُعينك على دينك، و دخولُه و خروجه عار عليك ؛ و إنّ الأحمق لا يُشير بخير عليك، و يَضُرُّك مِن حَيثُ يريد أن يَنفعَك، و بُعدُه عنك خير من قربه منك ؛ و أمّا الكذّاب لا يَهنأ معه عيشُك، و يَنقل إلى غيرك حديثَك كما يَنقل حديثَ غيرك إليك، و لا تأمنُ من وقوع العداوة مِن قِبَلهِ بين الناس.۱

و فائدة الحديث: الأمر باختيار الصاحب المرضيّ و مباعدة صاحب السوء.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۵۸۴.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ تَذهَبُ حَجيبَتَا عَبدٍ فيَصبِرُ وَ يَحتَسِبُ إلاّ دَخَلَ الجَنَّةَ.۲

«الحَجبيتان»: العَينان الباصرتان. و «الاحتساب»: عَدُّ الأجر عند اللّه‏ تعالى، يقال: احتَسبَ فلانٌ ابنا له إذا اعتَدَّ به عند اللّه‏ تعالى۳، و قال ابن دُرَيد: احتَسَبتُ۴ بكذا أجرا عند اللّه‏ تعالى. و الاسم الحِسبة و هي الأجر، و الجمع الحِسَب.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تَذهبُ عَينا عبدٍ مؤمن ثمّ يَصبِر و يَحتسِبُ إلاّ دخل الجنّة، و «يَحتسب» رفع و لا يجوز فيه النصب ؛ لأنّه ليس بجواب النفي، بل هو عطفُ فعلٍ مثبَت على فعل منفيّ.

و قال عليه‏السلام: لن يُبتلى أحد بشيء أشدَّ عليه مِن ذهاب دينه، و لن يُبتلى أحد بشيء بعد ذهاب دينه أشدَّ عليه من ذهاب بصره، و لن يُبتلى أحد بذهاب بصره فيَحتسبُ و يصبر إلاّ لَقِيَ اللّه‏َ ـ عزّ و جلّ ـ يوم القيامة و لا ذنب له.۵

1.. نقل بالمعنى . راجع : الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۷۶ ، ح ۶ ، و ص ۶۳۹ ، ح ۱ ؛ تحف العقول ، ص ۲۰۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۲ ،ص ۲۸ ، ح ۱۵۵۵۶ .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۴ ، ح ۹۰۸ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج ۷ ، ص ۱۹۵ ؛ موارد الظمآن ، ج ۲ ، ص ۴۵۲ ، ح ۷۰۷ ؛ كتابالمجروحين ، ج ۱ ، ص ۲۳۳ ؛ لسان الميزان ، ج ۲ ، ص ۲۰۴ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۸۰ ، ح ۶۵۴۹ . الدعوات ، ص ۱۷۲ ، ح ۴۸۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۱۷۴ ، ذيل ح ۱۰ . و في الجميع : «حبيبتا» بدل «حجيبتا» .

3.. «ألف» : عزّ و علا .

4.. «ألف» : أحتسبُ .

5.. لم نعثر عليه ، نعم روي ما يقرب منه في الجامع الصغير ، ج ۳ ، ص ۴۲۳ ، ح ۷۳۸۵ ؛ العهود المحمّديّة ، ص ۵۸۱ ؛ كنزالعمّال ، ج ۳ ، ص ۲۷۶ و ۲۷۹ ، ح ۶۵۲۶ و ۶۵۴۶ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
432

اللّه‏ تعالى يوم القيامة ثيابَ الكرامة، و لم يَترُكه في۱ ذلك المَشهد۲ المشهود عريانا.

و الوجه الآخر: أن يكون معناه: لا يَستر عبد في الدنيا على أخيه فضيحةً من فضائح الدنيا أو عَيبا مِن العيوب أو سرّا من أسراره۳ الّتي لا يريد أن ينكشف مراعاةً لرضا اللّه‏ تعالى إلاّ سَتَرَ اللّه‏ُ عليه /۳۷۸/ يوم القيامة. و تكون «على» مقدَّرةً في هذا الوجه، فحُذف و اُوصل۴ الفعل و هو كثيرٌ شائع، و كلا الوجهين حسن.۵

و فائدة الحديث: إعلام أنّ اللّه‏ تعالى يَستر العبدَ أو يَستُر عليه إذا ستر عبدا مؤمنا أو سَتر عليه في الدنيا.

و راوي الحديث: أبو هريرة.

۵۸۳.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ خَيرَ في صُحبَةِ مَنْ لاَ يَرى لَكَ مِنَ الحَقِّ مِثلَ الَّذي تَرَى لَهُ.۶

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا تُصاحِبْ مَن يَتكبّر عليك ؛ فيَرى حقّه عليك فرضا واجبا، و لا يرى۷ لك عليه حقّا، و إذا صاحبتَ فصاحِبِ المؤمنَ الأمينَ المنصفَ الّذي يَزينك و لا يَشينك، و يراعي جانبَك كما يراعي جانبَ نفسه، فإن لم يكن كذلك ففي تركه خير و في بُعدِه راحة.

و في كلام لأمير المؤمنين عليه‏السلام: عليكم بالإخوان ؛ فإنّهم عُدّة الدنيا و عدّة الآخرة.۸

1.. «ألف» : من .

2.. «ألف» : المشهود .

3.. «ألف» : الأسرار .

4.. «ألف» : أصل .

5.. «ألف» : جائز .

6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۷۳ ، ح ۹۰۷ ؛ نزهة الناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۳۹ ، ح ۱۲۰ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۳ ، ص ۲۴۷ ؛تاريخ بغداد ، ج ۷ ، ص ۶۲ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵ ، ص ۴۷۸ ؛ كنز العمّال ، ج ۹ ، ص ۳۸ ، ح ۲۴۸۲۱ و ۲۴۸۲۳ . الرواشح السماويّة ، ص ۲۸۶ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۱ ، ص ۱۹۸ ، ح ۳۴ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۲۱۱ ، ح ۹۲۷۹ و فيهما عن الدرّة الباهرة للشهيد الأوّل رحمه‏الله ، مع اختلاف يسير .

7.. «ألف» : ترى .

8.. تفسير القرطبي ، ج ۱۳ ، ص ۱۱۷ ، ذيل الآية ۱۰۱ من سورة الشعراء ۲۶ ؛ مشكاة الأنوار ، ص ۳۲۹ ؛ فيض القدير ، ج ۵ ،۵۲۵ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۸ ، ص ۳۲۳ ، ح ۹۵۵۹ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2040
صفحه از 488
پرینت  ارسال به