نفْسَ العلم و الاشتغالَ به طاعةٌ على حِدَة.
و يريد عليهالسلام بذلك علومَ الدين مِن المعرفة و الفقه و علوم القرآن و الحديث ممّا هو سبيل إلى الخير دون العلوم الّتي لا فائدةَ في تحصيلها من علوم الهَندَسة و النجوم و السِّحر و غير ذلك، و العلومُ متناصِرة متعاونة، و بعضُها يقتضي البعضَ ؛ فلذلك۱ لا يَشبَعُ العالِمُ مِن العلم، فيَجمَعُ إلى علمه ما لا يَعلمه، و يَعمَلُ به و يُعَلِّمه حتّى يَصِلَ بطلب العلم إلى الجنّة.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ العالِم تَشتاق نفسُه إلى العلوم الّتي لا تُحيط۲ بها.
و راوي الحديث: أبو سعيد الخُدريّ رضىاللهعنه./۳۷۵/
۵۸۰.قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ يَزدادُ الأَمرُ إلاّ شِدَّةً، وَ لاَ الدُّنيا إلاّ إدباراً، وَ لاَ النّاسُ إلاّ شُحّاً، وَ لاَ تَقومُ السَّاعَةُ إلاّ عَلَى شِرارِ النَّاسِ، وَ لاَ مَهديَّ إِلاَّ عيسَى بنُ مَريَمَ.۳
يَجوز أن يَعنيَ عليهالسلام بالأمر التكليفَ و الديانة.
يقول صلىاللهعليهوآله: لا يزال التكليفُ بَعدي يَشتدّ. و كأنّه إشارةٌ إلى الفتن الّتي كانت بَعده عليهالسلام، و عليها إلى زماننا هذا من التغلّب و المُحارَبات و المُغاوَرات۴ و التنافُس في الدنيا و التناحر۵
1.. «ألف» : فكذلك .
2.. «ألف» : يحيط .
3.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۸ ـ ۷۱ ، ح ۸۹۸ ـ ۹۰۲ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۴۱ ، ح ۴۰۳۹ ؛ المستدرك للحاكم ،ج ۴ ، ص ۴۴۰ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۷ ، ص ۲۸۵ ؛ المعجم الكبير ، ج ۸ ، ص ۱۸۲ ؛ و ج ۱۹ ، ص ۳۵۷ .
4.. «ألف» : المغادرات .
و غاوروهم مُغاوَرةً : أغارَ بعضُهم على بعض ، و كذا تَغاوَر القومُ ، و أغارَ أي نهب ، و أغار على القوم : دفع عليهم الخيل ، و الغارة : الاسم من الإغارة على العدوّ . انظر : لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۳۶ ؛ تاج العروس ، ج ۷ ، ص ۳۲۹ غور .
5.. «ألف» : التناجر .
و تَناحَرَ القومُ على الشيء و انتَحَروا : تَشاحّوا عليه فكاد بعضُهم يَنحر بعضا من شدّة حرصهم ، و تَناحروا في القتال . لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۱۹۶ نحر .