425
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

۵۷۸.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَشبَعُ الْمُؤمِنُ دُونَ جَارِهِ.۱

هذا إخبارٌ معناه النهي، فكأنّه يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا ينبغي للمؤمن أن يَشبَعَ و جارُه المسكينُ إلى جَنبِه غَرثانُ۲ فلا يواسيه و لا يَرحَمُه، بل ينفردُ۳ بالمَطاعمِ و كبدُ جارِه يَتلظّى جوعا و ضُرّا ؛ يقول عليه‏السلام: ليس هذا من أخلاق المؤمنين.

و قال أمير المؤمنين عليه‏السلام: هيهاتَ أن أبيتَ شبعانَ۴، و حَولي بطونٌ غَرثى.

وتَمَثّل عليه‏السلام بقول الشاعر:

و حَسْبُك داءً أن تَبيتَ بِبِطنةٍ

و حولَك أكبادٌ تَحِنُّ إلى القِدّ۵۶

و فائدة الحديث: الأمر بمواساة الجيران و مراعاتهم بالإحسان.

و راوي الحديث: عمر بن الخطّاب.

۵۷۹.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَشبَعُ عَالِمٌ مِن عِلمٍ حَتَّى يَكونَ مُنتهَاهُ الجَنَّةَ.۷

هذا كقوله: كُلُّ صاحب۸ عِلمٍ غرثانُ إلى علم.۹ فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَزال العالِمُ تَصْبو نفْسُه إلى علم، و لا يزال علمُه يتقاضاه العملُ حتّى ينتهي به قَرَمُه۱۰ و حُبّه للعلوم إلى الجنّة، على أنّ

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۷ ، ح ۸۹۵ و ۸۹۶ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۱۶۷ ؛ علل الدارقطني ، ج ۲ ، ص ۱۳۰ ؛ تاريخمدينة دمشق ، ج ۵۵ ، ص ۲۸۰ ؛ كنز العمّال ، ج ۵ ، ص ۷۶۹ ، ح ۱۴۳۳۱ .

2.. الغَرثان : الجائع ، و جَمعُه : غَرثى و غراثي و غِراث . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۱۷۲ غرث .

3.. «ألف» : يتفرّد .

4.. في المصدر : «مبطانا» بدل «شبعان» .

5.. نهج البلاغة ، الكتاب ۴۵ . و أمّا الشعر فنقل بدون تسمية الشاعر في التذكرة الحمدونية ، ج ۱ ، ص ۹۹ ؛ ربيع الأبرار ، ج ۳ ،ص ۲۴۳ ، نعم قال ابن أبي الحديد : «هذا البيت من أبيات منسوبة إلى حاتم بن عبد اللّه‏ الطائي الجواد» . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۶ ، ص ۲۸۸ .

6.. القدّ : إناء من جلود . انظر : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۴۵ قدد .

7.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۸ ، ح ۸۹۷ ؛ تذكرة الموضوعات ، ص ۲۱ ، كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۱۰۷ ، ح ۳۰۹ .

8.. في سنن الدارمي : طالب .

9.. سنن الدارمي ، ج ۱ ، ص ۸۷ ؛ مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۱۵۰ ، ح ۲۰۵ .

10.. القَرَم ـ بالتحريك ـ : شدّة الشهوة إلى اللحم ، قَرِمَ إلى اللحم ، و في المحكم : قَرِمَ يَقرَم قَرَما ، فهو قَرِمٌ : اشتهاه ، ثمّ كثُر حتّى قالوا مَثَلاً بذلك : قَرِمتُ إلى لقائك . و في الحديث : كان يَتعوّذ من القَرَم . و هو شدّة شهوة اللحم حتّى لا يُصبَر عنه . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۴۷۳ قرم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
424

و هذه /۳۷۴/ أيضا مِن حُلِيِّ المؤمن و زينته، و إلاّ فالإيمانُ ـ كما تَقَدَّمَ ـ هو التصديق.

و فائدة الحديث: التحذير من اللغو و الباطل و ما نُهِيَ عنه.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۵۷۷.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَرحَمُ اللّه‏ُ مَنْ لاَ يَرحَمُ النَّاسَ.۱

«الرحمة» مِن اللّه‏ تعالى الإحسانُ و الإفضال و المغفرة، و من الناس الرقّةُ و التعطّف.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَرحَمُ اللّه‏ُ تعالى القاسيَ القلبَ الّذي لا يَرقُّ قلبُه و لا يرحَم.

فمضمون الحديث الحثّ على الرحمة و التعطّف و الرقّة كما قال عليه‏السلام: إنّ اللّه‏ تعالى يَرحَمُ الرُّحَماءَ مِن اُمّتي.۲ و قال: ارحَمْ تُرحَمْ.۳

و قال عليه‏السلام: ما۴ نُزِعَتِ الرحمةُ إلاّ مِن شَقِيٍّ.۵ و ذلك أنّ الغلظة و القساوة ليست مِن أخلاق المؤمنين، و فيه وعيد للظَّلَمة الّذين يَعتَدون على عبادِ اللّه‏، و يَنتهكون حرمتَهم، و يَغصِبون حقوقَهم.

و فائدة الحديث: الأمر بالرحمة، و التحذيرُ من القساوة.

و راوي الحديث: جرير رحمه‏الله.

1.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۶ ، ح ۸۹۴ . صحيح البخاري ، ج ۸ ، ص ۱۶۵ ؛ الأدب المفرد للبخاري ، ص ۳۲ ، ح ۹۶ ؛ السننالكبرى للبيهقي ، ج ۹ ، ص ۴۱ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۶ ، ص ۹۳ ، ح ۲ و ۳ ؛ المعجم الكبير ، ج ۲ ، ص ۲۹۸ . الرسالة السعدية ، ص ۱۴۳ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۳۶۱ ، ح ۴۱ . و عنه في مستدرك الوسائل ، ج ۹ ، ص ۵۵ ، ح ۱۰۱۸۶ .

2.. لم نعثر عليه بعينه ، نعم روي ما يقرب من هذا في مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۲۰۴ و ۲۰۶ ؛ صحيح البخاري ، ج ۲ ، ص ۸۰ ؛ وج ۷ ، ص ۵ و۲۲۴ ؛ و ج ۸ ، ص ۱۶۵ و ۱۸۶ ؛ صحيح مسلم ، ج ۳ ، ص ۳۹ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۵۰۶ ، ح ۱۵۸۸ ؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۲۲۵ ؛ مسكّن الفؤاد ، ص ۹۵ و ۹۶ .

3.. الأمالي للصدوق ، ص ۲۷۸ ، ح ۳۰۸ ؛ روضة الواعظين ، ص ۳۷۰ ؛ إقبال الأعمال ، ج ۲ ، ص ۳۳۴ ؛ الدر المنثور ، ج ۳ ، ص ۱۱۷ .

4.. «ألف» : ـ ما .

5.. مسند ابن راهويه ، ج ۱ ، ص ۳۰۵ ، ح ۲۸۳ ؛ مسند أبي يعلى ، ج ۱۲ ، ص ۸ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۲۴۹ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶ ، ص ۷۷۲ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2207
صفحه از 488
پرینت  ارسال به