423
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ»۱. هذا إذا جَعَلْتَ الضميرَ في «على حبّه» للطعام، و هو جُهدٌ مِن مُقِلٍّ لا كمَن له قناطيرُ ممّا لا يَحتاج إليه فيُعطي منها قليلاً تافها۲ لا يَتأثّر به۳.

و أمّا «الإنصاف مِن نفسه» فهو مِن أصعب الأشياء ؛ لأنّ الهوى يغطِّي على العقل، و لا يكاد المَرؤ يُنصِف مِن نفْسِه إلاّ مَن امتَحَنَ اللّه‏ُ قلبَه بالتقوى ؛ فيجاهِدُ نفسَه، و يُرضي صاحبَه، و يَغلِبُ شَيطانَه.

و أمّا «بذل السلام» فلمكان أنّه مِن فرط التواضع و تأديب النفس و قهرها.

و فائدة الحديث: الأمر بهذه الثلاث الخصال المحمودة.

و راوي الحديث: عمّار بن ياسر رضى‏الله‏عنه.

۵۷۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَستَكمِلُ أَحَدُكُم حَقيقَةَ الإيمانِ حَتَّى يَخزُنَ لِسانَهُ.۴

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَستتمّ۵ العبدُ حقيقةَ الإيمان /۳۴۱/ حتّى يَخزُنَ لسانَه عمّا لا يَعنيه، و لا يَتكلّمَ إلاّ بالخير، و يَتصوّنَ عن الخَنا۶ و اللغو.

و قال عليه‏السلام: قُلْ خيرا تَغْنَمْ، أو۷ اسكُتْ۸ تَسلَمْ.۹

1.. الإنسان ۷۶ : ۸ .

2.. التافه : الحقير اليسير الخسيس ، و تَفِهَ الشيءُ يَتفَه تَفَها و تُفوها و تَفاهةً : قَلَّ و خَسَّ ، فهو تَفِهٌ و تافهِ . انظر : لسان العرب ،ج ۱۳ ، ص ۴۸۰ تفه .

3.. «ألف» : فيه .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۶ ، ح ۸۹۳ . مجمع الزوائد ، ج ۱۰ ، ص ۳۰۲ ؛ الكامل لابن عدي ، ج ۵ ، ص ۳۶۶ مع اختلافيسير فيه ؛ المعجم الأوسط ، ج ۵ ، ص ۳۷۸ ؛ المعجم الصغير ، ج ۲ ، ص ۷۲ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۳۵۵ ، ح ۶۹۰۸ . وسائلالشيعة ، ج ۸ ، ص ۵۲۸ ، ح ۷ .

5.. «ألف» : لا يستقيم .

6.. الخَنا : من قبيح الكلام ، و الفُحش ، و الفحش من القول . لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۲۴۴ خنو .

7.. «ب» : و .

8.. في المصادر : + عن شرّ .

9.. المعجم الكبير للطبراني ، ج ۱۰ ، ص ۱۹۷ ، ح ۱۰۴۴۶ ؛ البداية و النهاية ، ج ۸ ؛ ص ۳۳۵ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۲ ، ص ۲۲۱ ؛سبل الهدى و الرشاد ، ج ۱۱ ، ص ۱۲۳ .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
422

حتّى يؤمِنَ بقضائه و قدره۱، و يعلم أنّ ما قضاه اللّه‏ ـ عزّ و علا ـ أن يَصِلَ إلى العبد فهو واصل، و ما منعه فهو ممتنِع مُخطِئ، إلاّ أن يَصُدَّه اللّه‏ُ تعالى عنه أو يُصيبَه به ؛ فإنّ بيده الحُكم كما قال: «يَمْحُو اللّه‏ُ مَا يَشَاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ»۲، و هذا يَختصّ ما هو من فعل القديم تبارك و تعالى.

و فائدة الحديث: الأمر بالإيمان بالقدر خيره و شرّه، و لَعَمري إنّه الحقُّ و الصدق.

و راوي الحديث: أبو الدَّرداء.

۵۷۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لاَ يَستَكمِلُ العَبدُ الإيمانَ حَتَّى يَكُونَ فيهِ ثَلاثُ خِصَالٍ: الإنفاقُ مِنَ۳ الإقتارِ، وَ الإِنصافُ مِن نَفْسِهِ، وَ بَذلُ السَّلامِ.۴

«الاستكمال»: الاستتمام.

يقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لن يَكمُلَ إيمانُ عَبد إلاّ باستجماع هذه الخصال.

و لا يريد بذلك عليه‏السلام أنّ الإيمان ناقصٌ فيَتِمُّ بهذه الخصال ؛ بلى هذه من الأوصاف اللازمة للإيمان، فكأنّها تَتِمَّتُه، و إلاّ فالإيمان هو التصديق، و ما وراءَ ذلك ـ و إن سُمّي كمالاً ـ فهو من الأوصاف الّتي هي له۵ كالحِلية و اللباس و الزينة، و اختَصّ هذه الثلاثَ لعَظيمِ مكانها مِن الدِّين ؛ أمّا الصدقة فإنّ الإنسان إذا لم تَكُنْ ذاتُ يده واسعةً فتَصدّقَ بما يَحتوي عليه يدُه و هو محتاج إليه، كان أوقَعَ لها و أعلى لمكانها۶ ؛ قال اللّه‏ تعالى: «وَ

1.. «ألف» : ـ فيقول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : لا يكاد . . . قدره .

2.. الرعد ۱۳ : ۳۹ .

3.. «ألف» : عن .

4.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۶۵ ، ح ۸۹۲ ؛ صحيح البخاري ، ج ۱ ، ص ۸۲ ؛ العلل لابن أبي الحاتم ، ج ۲ ، ص ۱۴۵ ؛ المصنّفلعبد الرزّاق الصنعاني ، ج ۱۰ ، ص ۳۸۶ ، ح ۱۹۴۳۹ ؛ أدب الإملاء و الاستملاء ، ص ۱۴۰ ؛ الجامع الصغير ، ج ۱ ، ص ۵۲۹ ، ح ۳۴۴۱ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۴۰ ، ح ۸۹ ؛ و ج ۱ ، ص ۲۸۸ ، ح ۱۳۹۸ ؛ كشف الخفاء ، ج ۲ ، ص ۳۶۸ ، ح ۳۰۸۸ . الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۶۰ ، ح ۵۷۶۲ ؛ روضة الواعظين ، ص ۴۵۹ ؛ أعلام الدين ، ص ۱۳۳ ؛ جامع السعادات ، ج ۱ ، ص ۳۱۹ .

5.. «ب» : ـ له .

6.. «ألف» : بمكانها .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 1983
صفحه از 488
پرینت  ارسال به