401
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و رَوى في سبب هذا الحديث [عامِرٌ] الشَّعبيُّ عن ابن عبّاس قال: هَجَت امرأةٌ مِن بني خَطْمَةَ النبيَّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بهِجاءٍ لها، فبلغ النبيَّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فاشتدّ۱ عليه، فقال: من لي بها؟ فقال رجُل من قومها: أنا يا رسول اللّه‏. و كانت تَمّارةً تبيع التمر، قال۲: فأتاها فقال لها: عندك تَمْرٌ؟ قالت: نعم. فأرَتْه تَمرا، فقال: أردت أجوَدَ مِن هذا. قال: فدخلتْ لتُريه، و دَخَلَ خَلفَها فنظر يمينا و شمالاً فلم يَرَ إلاّ خِوانا۳، فَعَلا به رأسَها حتّى دَمَغها به۴، ثمّ أتى النبيَّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال: يا رسولَ اللّه‏، قد كفَيتُها۵. فقال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:أما إنّه لا يَنتطح فيها عنزان.

و روى العسكريُّ في كتاب إصلاح التصحيف:۶ أنّ عَصماءَ بنتَ مَروانَ اليهوديِّ كانت تَحُثُّ على قتال النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، /۳۶۵/ فبَعَثَ عليه‏السلام عُمَيرَ بنَ عَديٍّ، و أمَرَه بقتلها، فصار إليها فقَتَلها، ثمّ قال: يا رسولَ اللّه‏، إنّي أخافُ اليهودَ، فقال عليه‏السلام: «لا ينتطح فيها عنزان»۷ أي لا شوكة لهم فيجادلونا في ذلك. و هذا إخبارٌ بالغيب منه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله.

و فائدة الحديث: إخبار صحابته ـ رضوان اللّه‏ عليهم۸ ـ أنّه لا تُصيبهم في قتلها غائلة.

و راوي الحديث: ابن عبّاس رضى‏الله‏عنه.

1.. «ألف» : و أنشد .

2.. «ب» : فقال .

3.. الخُوان و الخِوان : ما يؤكل عليه و يوضَع عليه الطعام عند الأكل ، معرَّب ، و الجمع أخوِنَة في القليل و خُون في الكثير . راجع : النهاية في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۸۹ ؛ لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۱۴۶ خون .

4.. دَمَغَه : أصاب دِماغَه فقتله ، و دَمَغَه دَمْغا : شَجَّه حتّى بَلَغَت الشجةُ الدماغ ، و اسمها الدامغة . انظر : لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۴۲۴ دمغ .

5.. «ألف» : لقيتها .

6.. يمكن أن يراد تصحيفات المحدِّثين لأبي أحمد الحسن بن عبد اللّه‏ العسكري المتوفَّى سنة ۳۸۲ هـ و إن لم نجد الرواية فيه ، و يمكن أن يراد بالعكسري حسن بن عبد اللّه‏ بن سهل المعروف بأبي هلال المتوفَّى سنة ۳۹۵ هـ ، و هو صاحب جمهرة الأمثال ، و الرواية موجودة فيه ، ج ۲ ، ص ۴۰۳ ؛ لكن لم يرد في آثاره إصلاح التصحيف .

7.. راجع : جمهرة الأمثال ، ج ۲ ، ص ۴۰۳ ؛ الطبقات الكبرى لابن سعد ، ج ۲ ، ص ۲۷ و ۲۸ ؛ مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۴۸ ، ح ۸۵۸ ؛ الاستيعاب ، ج ۳ ، ص ۱۲۱۸ ، الرقم ۱۹۸۷ .

8.. «ألف» : رضي اللّه‏ عنهم .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
400

أهْوَكُ و قد هَوِك يَهوَك، و التهوُّك السقوط في الردى، و المعنى أنّه عليه‏السلام يَأمُرهم بالاستغناء بالقرآن /۳۳۴/عن غيره.

و الوجه الآخر: أن يكون المعنى۱ نفي الفاقة في الآخرة، و أنّه لا غِنَى له في الآخرة بغير التمسّك في الدنيا بأحكام القرآن، و كلّ ذلك جيّد.

و فائدة الحديث: إعلام أنّ القرآن مستغنًى به عن غيره.

و راوي الحديثِ: أبو بِشرٍ الحلبيُّ عن الحسن.

۵۵۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: لا يَنتَطِحُ فيها عَنزانِ.۲

هذا مِثل: لا يجادِلُ فيها اثنان. و ذِكر «العَنز» تصغيرٌ للأمر و تحقير للشأن، و هذا من جملة ما أرسله النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مَثَلاً ؛ منها قوله۳عليه‏السلام: لا يُلدَغ المؤمنُ مِن جُحرٍ مَرّتين۴، و لا يَنتطح۵ فيها عَنزان۶، و كلّ الصيد۷ في جوف الفِراء۸، و هُدنة۹ على دَخَن۱۰.

1.. «ب» : معنى .

2.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۴۶ ـ ۴۸ ، ح ۸۵۶ ـ ۸۵۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۹ ، ص ۹۵ ؛ الطبقات الكبرى ، ج ۲ ، ص ۲۸ ؛ تاريخبغداد ، ج ۱۳ ، ص ۱۰۰ ؛ تاريخ مدينة دمشق ، ج ۵۱ ، ص ۲۲۵ ؛ كنز العمّال ، ج ۱۲ ، ص ۴۲۹ ، ح ۳۵۴۹۱ ؛ كشف الخفاء ،ج ۲ ، ص ۳۷۵ ، ح ۳۱۳۷ . شرح اُصول الكافي للمازندراني ، ج ۶ ، ص ۳۲۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۰ ، ص ۷ .

3.. «ب» : ـ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مثلاً ، منها قوله .

4.. مسند أحمد ، ج ۲ ، ص ۱۱۵ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۳۱۸ ، ح ۳۹۸۳ ؛ السنن الكبرى للبيهقي ، ج ۶ ، ص ۳۲۰ .

5.. نَطَحَه نطحا : أصابه بقَرْنه ، و يقال : انتَطحَ الكبشان و تناحتا . انظر : لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۲۱ ؛ مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۴۲۰ نطح .

6.. أي : لا يلتقي فيها اثنان ضعيفان ؛ لأنّ النِّطاح من شأن التيوس و الكباش لا العثوذ ، و هو إشارة إلى قضية مخصوصة لايجري فيها خُلف و نِزاع . لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۲۱ نطح . وراجع : مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۴۶ ، ح ۸۵۶ .

7.. «ب» : صيد .

8.البرهان للزركشي ، ج ۴ ، ص ۳۲۵ ، و فيه : «الفرا» بدل «الفراء» .

9.. الهُدْنَة : الدَّعة و السكون . لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۳۵ هدن .

10.. مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۳۸۶ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۳۰۱ ، ح ۴۲۴۶ ؛ السنن الكبرى للنسائي ، ج ۵ ، ص ۱۸ ، ح ۸۰۳۲ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2421
صفحه از 488
پرینت  ارسال به