41
ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني

و قال الشاعر:

و الكفر مَخبَثة لنفس المُنعَم۱ ـ أيْ مَفسَدَةٌ ـ.

و قال آخر:

و كافِرُ النعمة كالكافر۲

و فائدة الحديث: الأمر بشكر المنعِم المغرَّز في العقول، الّذي لو لم يَرد الشرع ببيانه لعلمناه عقلاً و فطرةً.

و راوي الحديث: /۱۸۲/ يحيى بن عبد اللّه‏ بن صيفي.

۲۷۶.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَنْ لَم يَشكُرِ القَليلَ لَم يَشكُرِ الكَثيرَ.۳

هذا الحديث كالّذي تقدّمه في معنى الشكر، و فيه زيادة أمر الشكر للقليل من النعم ؛ و ذلك أنّ صِغَرَ۴ قدر النعمة لا يُخرجها من أن تكون مشكورةً ؛ فإنّ النعم الكثيرة إن استحقّت الشكرَ الكثير، فالقليلة يصيبها الشكر بالحصّة قدر ما يخرجها من كونها مكفورةً ؛ و الشكر جلاءٌ للنعمة، و مَجلَبة للزيادة، و إنصاف من المنعَم عليه، و ذِكرٌ حسن بين الناس.

و فائدة الحديث: الأمر بشكر قليل النعمة و كثيرها۵، و إعلام أنّ مَن غَمِطَ۶ القليل من النعمة تعدّى منه الكفران إلى أن يَغمَط الكثير.

و راوي الحديث: النعمان بن بشير.

1.. عجز بيت لعنترة بن شدّاد ، و صدره : «نبئت عمرا غير شاكر نعمتي» ؛ اُنظر : أشعار الشعراء الستّة الجاهليِّين ، ج ۲ ،ص ۹۴ ؛ جمهرة أشعار العرب ، ص ۲۲۰ .

2.. راجع : أعيان الشيعة ، ج ۴ ، ص ۴۴۷ .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۳۹ ، ح ۳۷۷ ؛ مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۲۷۸ و ۳۷۵ ؛ الشكر للّه‏ لابن أبي الدنيا ، ص ۷ ؛ نزهةالناظر و تنبيه الخاطر ، ص ۲۷ ، ح ۷۵ ؛ العهود المحمّديّة ، ص ۱۶۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۳ ، ص ۲۶۶ ، ح ۶۴۷۹ ؛ كشف الخفاء ، ج ۱ ، ص ۳۳۳ ، ح ۱۰۷۴ .

4.. «ألف» : و فيه زيادة بشكر القليل من النعم ؛ و ذلك أصغر .

5.. «ألف» : و فائدة الأمر بشكر قليل النعمة و كثيرها .

6.. غَمِطَ النعمةَ و العافيةَ : لم يشكرها ، و غَمِطَ و غَمَطَ عَيشَه : بَطَرَه و حَقَرَه . انظر : لسان العرب ، ج ۷ ، ص ۳۶۴ غمط .


ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
40

اللّه‏ تعالى قَصَّرَ رزقَه عليه، و أبى أن يفتح عليه باب الرزق إلاّ منه، ثمّ إنّ التنقّل في الحِرَفِ و الظَّفَرَ في أنواعها معجزة ؛ لأنّه إذا كان ذوّاقا كم يُحكِم شيئا منها، و إذا لم يحكمها قلّ عمله، و نَزُرَ۱ دَخْلُه، و كان التنقّل دليلاً على شدّة طلبه للدنيا و حرصه عليها و تهالكه على أسبابها /۱۹۶/ و رغبته فيها، و الحريص محروم ؛ فالأولى أن يَلزم طريقته، و يتعهّد صنعته، و لا يتجاوزه اشتياقا إلى كلّ ما يخطر بباله.

و فائدة الحديث: الأمر بلزوم الجهة الّتي يرزقه اللّه‏ تعالى منها۲.

و راوي الحديث: أنس بن مالك.

۲۷۵.قوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: مَن اُزِلَّتْ إِلَيهِ نِعمَةٌ فَليَشكُرها.۳

يقال: أزللتُ عنده إزلالاً و زَلَّةً: إذا اتّخذت عنده يدا، و «اُزِلَّتْ»: اُسدِيَتْ۴ و اُعطيتْ، و الزَّلَّةُ: اسم لما يُرفع من المائدة لعزيز.

فيقول۵ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: من اختصّه اللّه‏ تعالى بنعمةٍ أعطاها إيّاه فليُلِحَّ في شكرها ؛ فإنّ الشكر يَمتري۶ المزيد.

و قال تعالى: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ»۷.

1.. نَزُرَ الشيءُ : قَلَّ . انظر : كتاب العين ، ج ۷ ، ص ۳۵۹ ؛ مجمع البحرين ، ج ۳ ، ص ۴۹۲ نزر .

2.. «ألف» : ـ منها .

3.. مسند الشهاب ، ج ۱ ، ص ۲۳۹ ، ح ۳۷۶ ؛ المفردات للراغب ، ص ۲۱۴ ، غريب الحديث لابن سلام ، ج ۱ ، ص ۱۴ ؛ الفائقفي غريب الحديث ، ص ۹۰ ؛ المبسوط للسرخسي ، ج ۷ ، ص ۶۱ ؛ تفسير السمعاني ، ج ۱ ، ص ۲۱۰ ، تفسير مجمع البيان ، ج ۱ ، ص ۱۷۰ .

4.. السَّدَى : المعروف ، و قد أسدى إليه سَدًى و سدّاه عليه . و أسدى و أولى و أعطى بمعنًى . يقال : أسدَيتُ إليه معروفا اُسدي إسداءً . انظر : لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۳۷۶ سدو .

5.. «ألف» : يقول .

6.. مَرَيتُ الشاةَ : حلبتُها و استخرجتُ لبنَها ، فيقال : امتَرى الحالب اللبنَ من الضرع . انظر : لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۷۸مري .

7.. إبراهيم ۱۴ : ۷ .

  • نام منبع :
    ضوء الشهاب في شرح الشِّهاب المجلّد الثّاني
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: الإمام السید ضیاء الدین أبو الرضا فضل الله بن علیّ بن عبید الله الحسنی الراوندی؛ تحقیق: مهدي سليماني آشتياني
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1397
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2094
صفحه از 488
پرینت  ارسال به