تخصيص لهما، و لَعَمري إنّ شأنهما لصعب۱ ؛ فإنّ هَمَّ الدَّين ممّا يُعْقِب المَذلّةَ و انكسار النفْس۲، و كذلك وجعُ العَين لضَعفهما و لطافتهما۳، و هذا قريب مِن قوله عليهالسلام:«لا رُقية إلاّ من حمة أو عين۴»۵ في معنى التخصيص.
و فائدة الحديث: إعلام أنّ أمرهما صعب.
و راوي الحديث: جابر بن عبد اللّه رضىاللهعنه.
۵۵۵./۳۶۴/ قوله صلىاللهعليهوآله: لاَ فَاقَةَ لِعَبدٍ يَقرَأُ القُرآنَ، وَ لاَ غِنَى لَهُ بَعدَهُ.۶
«الفاقة»: الفقر و الحاجة، و افتاقَ الرجُلُ: افتَقَرَ، و لا يقال: فاق. و «الغِنى»: هو الاستغناء، و يقال لليَسار: الغِنى ؛ مِن حيثُ الاستغناء.
و يفسَّر هذا الحديث على وَجهَين:
أحدهما: أنّ حامل القرآن مستغنٍ به، و لا فاقة به إلى غيره من الكتب و العلوم ؛ لأنّ فيه ما يحتاج إليه. و كذلك لا غنى له بعده ـ أي ما وراء القرآن ـ غنى، بل الغنى أجمَعُ هو ؛ و ذلك لما فيه مِن ذِكر الحلال و الحرام و الأحكام و القَصَص و الأمثال إلى غير ذلك ممّا يُحتاج إليه، و يكون هذا الحديث على معنى الحديث الآخَر: مَن لم يَتَغَنَّ بالقرآن فليس منّا ؛۷ أي مَن لم يَستغنِ بالقرآن.
و في الحديث أنّه عليهالسلام لامَ بعضَ أصحابه۸ و قد وَجَده يحدِّث عن التوراة، فقال: أ متهوِّكون۹ أنتم كما تَهَوَّكَت اليهودُ و النصارى؟!۱۰ أ متحيِّرون؟! و الهَوَك الحُمق، و رجُل
1.. «ألف» : أصعب .
2.«ألف» : «الانكسار» بدل «انكسار النفس» .
3.. «ألف» : لضعفها و لطافتها .
4.في المصادر : من عين أو حمة .
5.. مسند أحمد ، ج ۴ ، ص ۴۳۶ و ۴۳۸ و ۴۴۶ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۲ ، ص ۱۱۶۱ ، ح ۳۵۱۳ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۲۳۵ ، ح ۳۸۸۴ ؛ سنن الترمذي ، ج ۳ ، ص ۲۶۶ ، ح ۲۱۳۴ .
6.. مسند الشهاب ، ج ۲ ، ص ۴۶ ، ح ۸۵۵ ؛ المصنّف ، ج ۷ ، ص ۱۵۶ ، ح ۳ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۵۴۷ ، ح ۲۴۴۷ .
7.. في المصادر : ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن .
8.و هو عمر بن الخطّاب كما في المصادر .
9.. «ألف» : تتهوَّكون .
10.. معاني الأخبار ، ص ۲۸۳ ؛ الدعوات للراوندي ، ص ۱۷۰ ، ح ۴۷۵ . كتاب العين ، ج ۴ ، ص ۶۵ هوك ؛ غريب الحديث لابن سلاّم ، ج ۳ ، ص ۲۸ ؛ الفصول في الاُصول ، ج ۳ ، ص ۲۲ ؛ تفسير الثعلبي ، ج ۲ ، ص ۱۲۷ ؛ تفسير البغوي ، ج ۱ ، ص ۱۸۳ ؛ تفسير الرازي ، ج ۸ ، ص ۲۰۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۹ ، ص ۲۸۷ ؛ الدرّ المنثور ، ج ۵ ، ص ۱۴۹ ؛ كنز العمّال ، ج ۱ ، ص ۲۰۷ ، ح ۱۰۱۰ .